كانت تجلس على درج المنزل تبحر بعينيها اضطرابات الطقس الشتوية، قطرات المطر التي كانت تشتد حين وتقل حين أخر، غصون الأشجار التي كانت تتطاير بقوة حتى كادت أن تصطدم في وجهها نتيجة لهذه الرياح الغاضبة التي اصبحت ك الثور الهائج عندما يفك وثاقه، الشمس التي لونت باللون الأحمر الكستنائي ك إشارة منها لموعد الغروب.
كان يستند على الحائط يُبصرها بنظرات دافئة وفمه يعلوه من حين لأخر بسمة صغيرة ك اب جالس جوار ابنته الصغرى سعيد بتناوله لطعامها
نهضت من مكانها بعد اختفاء الشمس كليا ليحل محلها قمر الليل الذى استوطن السماء في منتصفها ليشع نوره على ذلك المترقب في الجوار، انتبهت لتلك العيون الزرقاء التي ساعدها الضوء على جعلها تلتمع لتبقى هي الشئ الوحيد المنير في هذا الظلمة الحالكة
"منذ متى وأنت تقف هنا؟"
اردفت بكلماتها وهي تتقدم منه بعدما وضعت معطفها الصوفي على كتفها حتى يحميها من تلك البرودة القاسية
تقدم هو الأخر منها وهو يحمل بيديه كوبين من المشروبات الساخنة التي تمثل دورًا مهمًا لتدفئة الجسد في هذا الأجواء
مد يده بواحد وكان هذا هو الكوب التي طالما تمنته طيلة حياتها الكوب الذي رُسم عليه شارة ذاك المسلسل الرائع الذي لم تستطع نسيانه للحظة واحدة حتى إنها أصبحت تعيده من جديد بعد كل نهاية له
"ماذا كنتِ تقولين؟ "
توقفت عن الإرتشاف ورمقته لثواني ربما تتذكر ما قالته قبل قليل ولكن لا فائدة، نظرت للشارة بعدها لتجدها تتلون باللون الأسود بعدما كانت باللون الأبيض وجهت نظرها إليه في دعوة منها لجعله ينظر على هذا الذي يحدث لتتلون الشارة بعدها باللون الذهبي
كان جالس بجوارها يرتشف من مشروبه وهو يتأمل تلك النجوم الصغيرة التي زينت السماء وبدأت له ك لآلئ لامعة، حتى شعر بحركة جواره أدار وجهه إليه ومن ثم أردف بقلق وهو يضع كوبه جانبًا
"ما بك؟"
لم تجب عليه فأنار كشاف هاتفه ليُبصر تعابير القلق تسود وجهه وهي تنظر لتلك الشارة، أستدار ببصره لنفس المكان التي تنظر إليه فوجد العديد من الألوان المتغيرة التي سادت على سطح الكوب الخارجي حتى أصبحت وهاجة بدرجة قوية، كان في طريقه إلى أن يأخذه منها ولكنها ابعدته عنه وهي تقربه ناحية صدرها هامسة ببعض الكلمات التي بدت له شئ غامض فلم يستطع عقله استيعابها
"أنت تخرج من الحفرة ولكن الحفرة لا تخرج"
وفي نفس اللحظة كان قد اختفى آثارها من جواره، وتحول الكوب لحبات من الرمال الذهبية يتوسطها ذلك الشعار الوهاج
أنت تقرأ
رحلة إلى الحفرة
Fantasyمرحبًا بك عزيزي القارئ أظنك تسمرت أمام الاسم لثواني، حسنًا هذا حقك لأنني كنت مثلك في البداية ولا أعلم عن أي حفرة يتحدثون حتى اكتشفت بنفسي، أتيت إليك اليوم بشيء مختلف فريد من نوعه وهو كذلك فعلًا ليس قولًا فقط ماذا لو كان ما تتمناه في يوم من الأيام أ...