الفصل الخامس

120 4 0
                                    

تبقى مشهد هنزله النهارده لو لقيت تفاعل ♥️
كان الجميع جالس بجانب زوجته باستثنائه يقف أمام غرفة العمليات في ترقب وقلق ينتظر خروج أي حد من الداخل حتى يعرف كيف تجري الأمور فهي  منذ ساعة الأن ولم يخبرهم أحد شيء، حتى بعدما تبرعوا لها بالدماء، تناثر العرق من جبينه حتى أنجرف على وجهه ومن ثم أخذ طريقه نحو رقبته، فرك أصابعه وهو يلتقط أنفاسه بصوتٍ بات مسموعا للجميع حتى اقتربت منه ابنة أخيه وضمت يده بين يديها حتى شعرت بارتجافها فتوقف وهو يرفع رأسه ويبتسم بسمة مصطنعة كأنه يخبرها بأنه لا يوجد شيء وسيكون بخير، ولكن لا حالته تقول عكس ذلك هو يبدو صامدًا في جميع الحالات حتى في حروبه ولكن عندما يمس الأمر أحدا من عائلته يصبح أكثرهن ضعفًا كان يقول لنفسه دائمًا لن أحب حتى لا يهددني أحدهم بها ولكن الآن انظروا هو حتى أحب قبل أخيه الأكبر...
جالس على المقعد يضم زوجته إليه يحاول أن يشعرها بالطمأنينة ولو لشيء صغير ولكن لا يجدي الأمر نفعًا بل كأنها في سباق على من يبكي أكثر من الآخر تتنافس به مع عائشة، لم يكن الأمر بشيء معتاد على الجميع بالفعل جميعهم أنجبوا ولكن لم يمروا بهذا الشيء، يعني أن الولادة تمت بميعاد سابق عن طريق فتحة جراحية صُنعت بالبطن، ولكن سنا بسبب ضعف جسدها وفقدانها الكثير من العناصر الغذائية الذي يحتاجها الجسد في هذا التوقيت جعلت الأمر أكثر تعقيدًا إضافة إلى ذلك عدم متابعتها مع الطبيب المختص هي حتمًا كانت تظن أن الحمل والولادة حدث عابر وإنه بعد تسعة شهور ستنجب طفلًا ويبيت بين أحضانها ومن ثم يبدأ دور الأم خاصتها ولم يرد في عقلها لوهلة أن هناك ما يسمى الولادة المبكرة أي أنها من الممكن أن تجنب في ميعاد ليس ميعادها جراء ظرف طارئ مثل الإصابة بمرض مزمن بنية ضعيفة هشة اصطدام بشيء قوي ضغوط الحياة، كل هذا يؤثر على الروح التي بداخلك...
خرج الطبيب من غرفة العمليات فأفلت يده من يد كاراجا وأسرع إليه ليعترض طريقة واضع يده على يد الطبيب قائلًا بقلق ظهر على وجهه
"هل هي بخير كيف حالها"
"ربما كان الأمر صعبًا بعض الشيء ولكنها ستكون بخير لا تقلق"
وما كاد الطبيب أن يفلت يده حتى أوقفه جومالي مردفًا بحزم
"والجنين كيف حاله هل أنجبت؟"
أومأ الطبيب برأسه ثم أردف
"نعم ولكن ستوضع في الحصان لأيام لأن حالتها الصحية ليست بالشيء الرائع حتى الآن"
ربت على كتف وذهب من أمامه قاصدًا مكتبه تاركًا ذاك الحائر وهو يجلس على الأرض رافع يده للسماء يحمده على شفائها...
‏ وفي هذه الأثناء كانت الأبواب تُفتح ويجر السرير النقال بواسطة فريق التمريض كانت ممده عليه وهي تلتف بوجهها يمينًا ويسارًا تبحث عنه وما إن رأها حتى انتفض من مكانه ليلتقط يديها التي كانت خارج الملاءة البيضاء ابتسمت له وهي تؤمان برأسها ثم أردفت من بين شفتيها المرتعشة
"أنا بخير"
لم يكن تأثير المخدر قد زال كليًا ولكنها كانت واعية بقدر كافٍ حتى تحمل إبنتها بين يديها وتضمها لصدرها شعور جميل راودها في هذه الأثناء، أن تلك القطعة الصغيرة التي بالكاد تبلغ كف يديها وكانت سبب عناء كل ما عاشته قبل قليل على صدرها الآن، هذه الروح الصغيرة جزء من جسدها هي وستكون لها وحدها، وحدها فقط، ستصبح مسئولة عنها وعن نشأتها ستطعمها بيديها وتمشط شعرها وتربت ثيابها ستضمها بين أحضانها عندما تعود من المدرسة ستكتب معها واجباتها، ولكن تلك البسمة
مترادفات
زالت عندما تذكرت مشهد تجريدها من حبيبتها الصغيرة، أخذوها الأطباء منها بكل قسوة ولم يتركوها معها حتى لو لدقائق فظلت تدافع وتقاوم ولكنهم كانوا أقوى منها،
تدحرجت الدموع على خديها وتمتمت بصوت متقطع كان أشبه بذاك الصوت عندما تعرضوا للهجوم وهم وحدهم في البيت ولم يكن هناك سوى أكين
"إبنتي ياماش... أحضر لي ابنتي"
_______________
كانت تجلس على مقدمة السيارة وهي تمدد يداها أمامها بسعادة أشبه بسعادة طفل صغير عثر على دميته بعد معاناة، تُداعب قطرات المطر وجهها من حين لآخر فترتسم على وجهها بسمة مرحة، حتى اشتد المطر فنهضت من مكانها وتوسطت الساحة وهي تفتح ذراعيها على الجانبين وهناك ضحكة عالية تطلق من فاهها كلما التقطت قطرة صغيرة
كان جالسا في سيارته يُطالعها بنظرات غريبة مُزجت بالتيه والفرح، الحيرة لأنها شابة كبيرة تبلغ من العمر أثنى عشرة عامًا وكبيرة على مثل التصرفات، والفرح لأنه يرى الآن البهجة تغطى وجهها بعد محاولتها للانتحار قبل قليل، لوحت له بيديها تدعوه للنزول والحضور للوسط فحملق بها لثوان وهو يفكر حقًا هي تدعوه هو! هو من سيقوم بمثل هذه التصرفات الصبيانية التي كان يتحدث عنها قبل الآن، لا لن يفعل هذا بكل تأكيد...
كان يقف جوارها في الوسط وهو يضم يديه إلى صدره وعلي وجهه علامات الامتعاض هو لم يكن يريد هذا ولكن نظرات عينيها هزمته، اقتربت منه وبدأت بفك يديه من وثاقها لينخدع لرغبتها ومعها تلين تعابير وجهه الغاضبة عند رؤيتها تدور حوله كابنة صغيرة بلغت من الحب أوصالها فتظهر لا إراديا بسمة صغيرة على وجهه تكبُر كلما علت ضحكتها في الأجواء اقتربت منه وهي تميل على أذنه مرددة بصوت يكاد يكون مسموعًا
"أتعلم أنت حققت لي أمنيتي الآن، شكرًا لك"
أنهت حديثها وهي تلقيه بنظرة شكر وامتنان ومن ثم تعود لدورانها مرة أخرى، فيسأل نفسه لثوان " أهذه كانت أمنيتها اللعب بالمطر، ربما كانت تود الرقص على أغنية رومانسية أيضًا، ولمَ لا؟!"
خرج من شروده وهو يخرج من الوسط عائدًا لسيارته حتى قام بإيصال هاتفه على مسجل الأغاني واستمر بتشغيل الأغاني واحدة تلوى الأخرى حتى أستقر عينيه على أغنية هادئة kendimi esir aldım""
صدعت موسيقى بطيئة في المكان جعلتها تتلفت حولها تبحث عن مصدر الصوت حتى استقرت عيناها عليه وهو يمد يده لها مردفًا بنبرة حانية
" هل يمكن لأميرتي أن تشاركني الرقصة "
أومأت بنعم وهناك الكثير من الأسئلة تدور في عقلها ولكنها في ذات الوقت كانت فرحة لاهتمام أحد بها كانت سعيدة لوجوده، فهو أصبح لها ونيس تستطيع الاستناد عليه
ثوان أخرى مرت وكان يخرجها من بين أحضانه ويمسك بيديها من الأعلى حتى تدور حول نفسها ومن ثم يسحبها له مرة أخرى وهو يحيط خصرها بيديه في حركة بطيئة عندما تغير المقطع وأصبح
Gel etme nazlı güneş
Sensin gönlüme eş
Beni biraz anlasana
Ölürüm aşkına yar
Ölürüm diyar diyar
Beni biraz anlasana
ومن بعدها ضمها إليه مرة أخرى وهو يربت على ظهرها عندما أصبح المقطع
Ooof، sarıl bana
وكأنه كان ينفذ كل حرف يخرج من هذه الأغنية، تلك المشاعر الدافئة التي راودته في هذه اللحظات، شعور بأن هناك من يملس على قلبك بريشة حرير ناعمة، هناك من تهتم لأمره هناك من... من تحبك فإذا سميناه حبًا فهو هكذا وربما فاق هذه المرحلة وانتقل إلى ما بعدها ألا وهي العشق...
ولكن من ناحية أخرى ليست كل اللحظات الجميلة تكتمل فهناك بعض العقبات التي تحب التفرقة...
وهناك من بين غصون الأشجار كان يندس أربعة رجال مقنعين يترقبون هدفهم بكل صبر ينتظرون فقط اللحظة المناسبة للإطلاق، خرج أحدهم من مخبئه حتى أصبح على مقربة منهم لا يفصل بينهم سوى أمتار قليلة
كانت تضع رأسها على كتفه تسحب تلك المشاعر الدافئة من جسده حتى توقفت عيناها عليه تلك العينين التي تطالعها بشرارة  ارتجفت شفتاها ومن ثم وأردفت بقلق" أكين "
" نعم جميلتي "
" انظر هناك "
أنهت حديثها وهي تخرج من عناقه وتشير له على هذا الشخص وما كاد أن يفعل حتى اختفى كأن شيئا لم يكن"
لا يوجد شيء م... "
وما كاد أن يكمل الاسم حتى صدحت أصوات الطلقات النارية في المكان أخرج سلاحه سريعًا وجعلها تختبئ خلفه وبدأ في إطلاق النار ف أي مكان فكانت الرؤية ضبابية في هذه الأثناء، خرج الجميع من مدارسه وهم يمسكون بأسلحتهم وما كادوا أن يقتربوا حتى صدح بصوت عال
" ربما حان وقت تحقيق أمنيتك ميركلانو "
رفعت حاجبها وهي تنظر للفراغ أمامها ثم قالت بعدم فهم
" ماذا تقصد؟ "
أخرج سلاح آخر من جيبه ومد يده له حتى تأخذه
رمقت السلاح لثوان في تعجب كأنها تخبر نفسها أهو لا يمزح حَقًّا هو يتحدث جديا! ولكنها توقفت عندما وجدته يهز يده بالسلاح الموضوع أمام عينيه ثم أردف بنبرة حادة
" هيا "
سرعان ما التقطت السلاح من يده وشددت عليه وفي الوقت ذاته كانت تعدل من وضعيتها للوقوف، لكنه لم يعطها فرصة لفعل هذا ليسحبها من يديها ويجعلها أمامه بحيث يكونان متعاكسين لبعضهم البعض وكل منهم يأمن الأخر شددت على السلاح وهي ترجع الزناد للخلف وما هي إلا دقائق حتى انكشفت الرؤية ووضحا من يترقبون لهم تبادلوا إطلاق النيران حتى نجح بإصابة اثنين منهم، وما كاد أن ينتهي من الثالث حتى خرج واحد أخر من خلفه فصرخت بصوت عال
" أكين أنتبه "
وكردة فعل منها كانت رصاصة سلاحها تصوب في رأسه، استدار ليرى ما فعلته فوجد هذا الشخص ممددًا على الأرض والدماء تتناثر من حوله نظر لها فوجد جسدها يرتعش خوفًا كلما نظرت لهذا المشهد أمامها فأدار رأسها إليه مردفًا بنبرة دافئة
" أحسنت صنعًا جميلتي أحسنت"
وما كادت أن تجلي حلقها وتتفوه بكلمة حتى كانت طلقة نارية أخرى تنغرس في زجاج السيارة
نظرا جوارهما فإذ هو بواحد آخر يخرج بكامل عافيته دون أن يصاب حتى بخدش يرفع حاجبه وهو ينظر للأرض أمامه حيث تلك الجثث الهامدة ثم رفع رأسه قَائِلاً بسخرية وعلى وجهه ابتسامة شريرة
" حَقًّا أنت من فعلة هذا، من المؤسف عزيزي أكين، من المؤسف "
وما إن أنهى كلمته الأخيرة حتى كانت طلقات سلاحه
توجه نحويهما لولا انبطاحهما أرضًا، أنزل سلاحه وهو يقترب منهما حتى أصبح واقفًا أمامهما لا يفرق عن بعضهم البعض سوى القليل من السنتيمترات
" دائما أقول لا تعبثون معي ولكن لا أحد ينصت إلى، انظر الآن لمصيرك أصبحت راكعا تحت قدمي، ألم تكن بخير الآن إذا انضممت إلى كنت ستصبح رجلًا حرا ومن أثرياء إسطنبول"
شرد أكين وهو يتذكر ذاك الرجل الذي جاء إليه برسالة مغلفة بالشمع الأحمر ومن أن فتحها حتى وجد بطاقة ذاكرة أحضر حاسوبه وقام بتشغيلها
فإذ هو بشخص يظهر أمامه واضح على ملابسه الثراء كان يردف ببعض الكلمات الممزوجة بالاستنكار والتكبر
"مرحبًا بك عزيزي أكين أهديك اليوم هذه الكلمات والقرار لك بالأخير هذا عرض فقط، ماذا لو انضممت لي وأسلمك قيادة إحدى شركاتي وسيصبح لك بدل البيت عشرة، غير هذا مستودع السيارات الخاص بك وأماكن لتقضية أجازتك الصيفية، ولن تتنعم بهذا أنت فقط سيكون معك والدتك وشقيقتك كاراجا تلك الفتاة لا ينظر إليها أحد أنت تعرفها"
أنهى جملته بسخرية ثم وضع السيجار في فمه وما إن أخذ نفسًا وأخرج دخانه حتى أكمل قائلًا
" وليأتي والدك معك بالطبع إذا أراد ذلك، ولكن لا أظن أنه سيفعل فيكفيه خيانته السابقة"
صمت قليلًا ثم أكمل
" وكل هذا مقابل شيء واحد فقط "
انتهى من سيجاره وهو يلقيه أرضا ويضغط عليه أسفل قدمه" أن تسلمني الحفرة طبعًا أنك تعلم أنني أعمل في مجالات كثيرة فأريد التوسع وبحثت كثيرًا فلم أجد أنسب منها، أظن فرصة ممتعة لك أي أنك ستملك كل شيء مقابل فقط قطعة أرض عرض لا يفوت أليس كذلك "
" فكر بهذا جيدًا عزيزي أكين كما تعلم أعمامك لم ينفعوك بشيء ولن ينفعوك، هم فقط مجرد تهديد على حياتك أنت وعائلتك، ولكن قبل أن تعطيني إجابة تذكر أن الرفض له عواقب وخيمة "
خرج من تلك الذكرى على شهقات ميركلانو بجانبه أمال إليها ليصبح جسده ملاصقا لجسدها ثم أردف في أذنها بكلمات غير مسموعة وبعد ذلك رفع رأسه موجهًا نظراته الحادة لذلك الذي ينظر في الأجواء من حوله وهو يتلفت يمينًا ويسارًا، حاول استغلال هذه الفرصة فأوقع به أرضا وفرّ جانبًا وما كاد هذا الشخص أن ينهض ويلتقط سلاحه حتى كانت طلقاتها النارية تنغرس في جميع أجزاء جسده رأسه وصدره وقدمه وما هي إلا لحظات حتى كان يلفظ أنفاسه الأخيرة مُتُّمَا بصوت متقطع
" لن تنجو يا هذا "
ألقت السلاح أرضا وسقطت بجانبه لينهض من مكانه ويذهب نحوها وما إن جلس بجانبها حتى كانت تبكي وهي تردف بتوتر وهي تضم جسدها إلى نفسها
" أنا قتلت أكين... أنا قتلت... يداي تلوثت بالدماء "
وما إن أنهت كلماته حتى كانت تضم نفسها بين ذراعيه فشدد عليها وهو يقربها منه أكثر ويربت على رأسه
" لأجل حمايتك جميلتي لأجل حمايتك "
وكأن بكلماته هذا خفف الحمل عليها بعض الشيء لأنها فعلت مثلما قال هي فقط دافعت عن نفسها
_________________

رحلة إلى الحفرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن