"لست من هذا النوع الذي يدعي الثقل أنا صريحة وتلقائية بشكل مبالغ فيه لهذا سأخبرك مرة واحدة وإذا وافقت فمن حسن حظك وإذا رفضت لتحل اللعنة عليك"
ازال نظارته ورفع حاجبه ثم قال باستنكار
"حقًا!!! وما هذا الشئ الذي سيحكم مصيري إذا كنت سعيد الحظ أما ستصيبني اللعنة"
فأردفت بسهولة من بين شفتيها وهي تتمشى في الطريق ذهًابًا وإيابًا
"الأمر بسيط جدا، تتزوجني"
ألقت كلماتها وتوقفت تبصر تعابير وجهه الذي كان يحدق في الفراغ بشرود بدأ وكأنه تائه أو أن العرض أعجبه حسب ما ظنت وهي من اعتقدت سيغضب ويكسر ويسب
"أنتِ تمزحين صحيح!!!!"
"هل هناك من يمزح في الزواج يا فتى هذا قرار مصيري، انك بهذا العقد ستنشأ رابطة بينك وبين طرف آخر يأتي ويحتل جزء كبير من حياتك وحينها سيكون عليك مشاركته كل شئ مواعيد عملك، نومك، الاشياء التي تحبها والتي تكرهها أيضًا، فهو شئ معُظم لا عبث فيه، وإذا كنت لا تريد لا عليك قل هذا وانتهى من ذاك الهم الذي تحمله على منكبيك حتى لا تحزنني"
فأجاب بتعجب من حديثها
"أي هم هذا أنا حتى لا افكر بهذا الشكل، كل ما افكر به لما خاطرت بكرامتك انت فتاة جميلة ذكية بمعنى أدق رائعة لما تطلبين الزواج من أي شخص هكذا لا تربطك صلة قوية به"
تمتمت بسخرية من بين شفتيها
"أراك ثرثار وكثير التحدث، ما دخلك انت بكل هذا، لكن حتى لا يشغل الأمر تفكيرك فهي أسباب خاصة لا يحق لك معرفتها إلا إذا أردت أنا"
أمسك ذراعها بقوة وضغط عليها وهو يهتف بغيظ
"هل أنا ثرثار لا لست كذلك بل أنا غبي لأنني قبلت الحديث مع واحدة مثلك اعتقدت أنها محترمة"
"حسنًا ولمَ ما زلت تقف مع واحدة مثلي؟؟؟"
فقال وهو يحك رأسه بتفكير
"ربما لأن العرض مُغري؟؟"
"نعم هو كذلك بالفعل أن ترى فتاة تمتلك عملها الخاص بها ولديها بدل البيت اثنان وتسافر في كل أسبوع دولة مختلفة وبالإضافة إلى ذلك لديها سيارتها الخاصة وأيضًا جميله ولديها شامات في وجهها، ماذا تريد انت إضافة إلى ذلك"
صمت قليلًا يستوعب حديثها فهو لم يتخيل يومًا أنها تملك كل هذه الأشياء التي تتحدث عنها فبحدثه هذه هي امرأة قوية أو strong independent woman مثلما يقولون
"هل ترتدين ثياب رسمية؟؟؟؟"
هزت رأسها بنعم وهي تشير بيديها على ثيابها التي ترتديها الأن لتهمس بتكبر من بين شفتيها
"هذه البذلة الحمراء لدي مثلها الكثير، كما أنه لدي شيء آخر ربما يعجبك"
"ما هو"
فقال بفضول وهو يحرك نظره صوب يديها التي التفت بسرعة خلف ظهرها، وما هي إلا ثوان وكانت تحرك أمام وجهه مسدس ذهبي اللون تجعله يدور حول اصبعها ليلتف في حركة دائرية تدور معها حدقات عينيه ليقول وهو يفتح فمه بانبهار
"يا للهول كيف حصلتي على هذا"
كان يضع يده على فمه بدون تصديق، وكأن ما يراه أمامه شئ مستحيل ومن الصعب الحصول عليه الأ يعرف أنه يتوفر لديها منه المئات بأشكال مختلفة في مخزنها الخاص
رمقته بحنق وتمتمت وهي تدس السلاح أسفل ثيابها مرة أخرى
"لا يهُم اتمنى الأن انك يكون مرادي من الحديث قد وصل لك وأمامك ثلاثون ثانية حتى تخبرني رأيك أو..."
لم تكمل حديثها ورفعت يدها أمام وجهه ليظهر من بين أصابعها خاتم كبير الحجم به فص ازرق اللون يحيط به فصان آخران واحد اسود اللون والثالث أحمر بدأ كأنهما من فصيلة الأحجار الكريمة
"ستصيبك اللعنة"
وبانتهاء حديثها كان يلقي بكلماته على عجل
"حسنًا أنا موافق"
نظرت له وهناك بسمة صغيرة رسمت على صغرها ليتراجع للخلف على أثرها ويردد بخوف
"ماذا سنفعل الأن"
تمتمت بهدوء وهي تسير نحو سيارتها بعدما أشارت له بيديها بأن يسير خلفها
"لا شىء سنذهب للمحامي كي نتمم اوراق الزواج"
صمت قليلًا ثم قالت بصوت بدأ له غامض وهي تضع يدها على مقود السيارة
"وبعد ذلك سنستمع قليلا، سأريك ما لم تراه من قبل"
ارتجف جسده لوهلة وهو يراها تشدد على كلماتها الأخيرة وفي عقله يسب نفسه مائة سبة على موافقته لهذا التهور والانحلال
*.......*
تم عقد قران الأنسة آكاسيا على الأستاذ أونير مبارك لكما،
أنهى المحامي حديثه وهو يمد يده يصافح الاثنان لينظرا لبعضهم البعض بتعجب، في محاولة بائسة من أونير لرسم البسمة على وجهه تحت تهديد نظرات آكاسيا المخيفة،
خرج الاثنان وهو خلفها يدب قدمه في الأرض كالأطفال الصغار لرفضها قول له أين هم ذاهبان الأن
*...........*
"اغمض عينيك"
رمقها بتعجب ومن ثم نظر لها من فوق لأسفل فقالت بصوت حزين مصطنع وهي تضع قدمها على مكابح السيارة
"سأجرب شئ فقط أقسم"
هز رأسه بيأس وأغمض عينيه وما هي إلا لحظات حتى كان يهب فزعًا، نظرًا لصوت احتكاك السيارة بالطريق، نظر للطريق برعب وهو يرى السيارة على وشك أن تزحف على السيارات أمامه وتطيح بهم كلهم، هتف بصراخ وهو يتمسك بسقف السيارة بيده
"تنحي جانبّا تنحي جانبًّا"
استدارت بوجهها لتراه يضم يده لصدره بخوف ويتمتم ببعض الكلمات الغير مسموعة، على اغلب الظن كان يقرأ ما تذكر من أيات القرآن لعلها تكون نجدة له في هذا الوقت، فأطلقت ضحكة عالية وهي تضغط على فرامل السيارة لتتضاعف السرعة جعلت جسده ينتفض من مجلسه ويسقط أسفل المقعد لم تتمالك نفسها حتى أنها انفجرت في الضحك وهي ترمق الطريق أمامها الذي قد اتسع بسبب اصطفاف السيارات أمامها على الجانبين تاركين لها الباحة فارغة
"سأقتلك أقسم أنني سأقتلك انزليني من هنـــــا"
فأردفت بعناد وهي تفتح حقيبة المسليات التي أحضرتها صباح اليوم
"لن أفعل"
همس بتوسل من بين صرخاته
"لا اريد ان اتزوج"
فحركت كتفيها بلا مبالاة بعدما وضعت قطعة من البسكويت في فمها
"أنت قبلت فلا سبيل للتراجع"
"سأنفذ لك اي شئ"
"اي شئ اي شئ؟؟"
اومأ برأسه سريعًا وهو يتمسك بيده في المقعد أمامه
"أي شئ"
قالت وهي تشير على وجنتها
"قبلني"
فتح فمه بصدمة وقال
"ماذا؟؟"
"ماذا ماذا أخبرك أن تقبلني وإلا"
نطق بسرعة وهو ينهض من مكانه ودقات قلبه تقرع في جسده
"لا لا بدون إلا"
ابتسمت بتشفي وهي تنظر للطريق تارة وله تارة أخرى وفي لحظة كان يطبع قبلة صغيرة على وجنتها، صمت ثوان وهي تتحسس مكان القبلة ثم تمتمت بمرح
"حسنًا هذا فقط"
ثوان وكانت تهدئ سرعة السيارة حتى عادت تدريجيًا للسرعة الطبيعية، استدارت بوجهها مرة أخرى وهي تضع الحقيبة جانبًا لتبصره يجلس على المقعد وهو يتنهد بارتياح فرمقته لثوان وفي عقلها تدور الكثير والكثير من الأشياء
*........*
توقفت بالسيارة أمام بيت كبير مكون من طابقين وما كادت تلقي بنظرها عليه وتتأمله كعادته حتى أبصرت ذلك الكسول في المقعد الخلفي يفترش بجسده على المقعد وكأنه نائم على فراش بيته، هبطت من السيارة متمتمة ببعض الكلمات بغيظ بعد أن أغلقت الباب بقوة جعلت الآخر ينتفض من مكانه وهو يرمق المكان من حوله برعب ومأ إن استقرت عينه على البحر جواره -الذي كان لا يفصل بينه وبين السيارة سوى جدار صغير لا يتجاوز طوله مائة واربعون سنتيمتر، مما جعل أمر النظر للبحر مخيفًا تبدو وكأنك جالس به- أطلق صرخة عالية وهو يقفز من السيارة من الباب الآخر حتى هرول بسرعة كبيرة جعلتها لا تراه سوى وهو ينحني بجسده يستند على ركبتيه أمام الباب
لوت شفتيها بحنق بعدما ألقته بنظرة كانت قادرة على فتك خلايا مخه ثم هندمت ثيابها واقتربت منه مرددة بغضب بأن على صوتها
"لن اسحبك من على المقعد كل ثانية يا هذا"
تنهد بنفاذ صبر ثم قال وهو يعيد ارتداء نظاراته مرة اخرى
"ولن أسمح منك بالتباهي كل ثانية وأخرى يا هذه"
أنهى حديثه وهو يضع إصبعه على أنفها يداعبها بحركة لطيفة منه، تراجعت للخلف بعدم استيعاب ثم تقدمت مرة أخرى وهي تصرخ في وجهه
"هيه سيد أونير أرجو أن تلتزم حدودك معي"
اقترب منها حتى أصبح جسدها ملاصق لجسده لا يفصلهما عن بعضهم البعض سوى القليل من السنتيمترات وما إن وضعت يدها في المنتصف لتعترض حتى أمسك بيدها أذنها ضاغطًا عليها قليلًا لتتأوه أسفل منها جاعلًا منها تنزل اصبعها مرة أخرى حيث أنه كان طويل عنها بكثير ثم همس في أذنها
"ايكسو تتحدث لم أرى من قبل ايكسو تتحدث"
ختم حديثه وهو ينخرط في قهقاته العالية لترمقه بتعجب وهي تذم شفتيها بحسرة على اسمها الذي بعثرت هيبته نهائيًا
"هيبيه يا سيد لا تمزح بإسمي ادعى آكاسيا"
رفع حاجبه بسخرية ثم قال
"حقًا لم أكن أعلم على العموم لا يهم"
ختم حديثه وهو يشير بيده على نفسه بغرض التعريف عنه
"وأنا ادعى أونير"
"منير"
ضيق ما بين حاجبيه ثم أردف بتهكم
"هيه يا انسة أونير لا منير لست مصباح يضوى المكان هنا سيدة ايكسو"
ختم حديثه وهناك ابتسامة مشاكسة علت صغره وكأن بحديثه هذا انتصر عليها، وبالفعل هو فعل فبحديثه هذا جعلها تصعد السُلم وهي تسبه وتسبب اللحظة التي رأته بها
*.......*
كانت تقف بداخل المنزل وهي تتفحص كل إنش بها حتى أنها كانت تتحسس الجدران حتى توقفت لثانية أمام باب كبير كان يتوسط الصالون وعند دفعه له ازيل بعض الغبار من عليه جزء منه تبعثر في الأجواء أدى لإصابة ذلك الواقف هناك بالسعال والبعض الآخر أفسد السجاد ذو اللون الفاتح، كان يسهل مرة تلو الأخرى وهو يعجز عن التحدث حتى أبصر كوب من الماء أمامه فأسرع إليه وهو يمد يده وما أن ارتشف البعض منه حتى هدأ بشكل ما جعله قادر على الحديث وما إن فعل كان يصيح بغضب
"آكاسيـــا"
انتظر لثوان منتظر إجابته لكنها لم تفعل فهندم من خصلات شعره التي تطايرت على وجهه ثم التف بجسده رامقًا ما على جانبيه لم يجد سوى أن الباب مفتوح على مصرعيه، اتجه نحوه بخطى بطيئة وفي قلبه يدعي ربه بأن لا يخرج له افعى أو ما شابه فهو يكره تلك الأشياء ويخاف منها بشدة منذ أن كان طفلا، لكن كل هذا الخوف قد زال برؤيته لها وهي تبصر من النافذة تلك الشمس التي أوشكت على الغروب، أخرج زفيره ثم اقترب منها وتوقف بجانبه هامسًا بصوت منخفض
"لونها جميل أليس كذلك؟"
أومأت بإيجاب وهي تبتسم ببسمة صغيرة فتابع قائلا
"ولكن اظن أنها أشد ظلمة عن الأيام الماضية، هل يوجد كسوف اليوم أو ما شابه؟؟!"
أنهى حديثه وهو يضع يده في جيب بنطاله يخرج هاتفه ومن ثم بدأ في تصفحه في تلك الأثناء كانت تنظر له بشرود وبداخل عقلها تحكي الكثير والكثير وأولهم هل هي بهذا الشكل ظلمته معها أما سيكون الأمر بمثابة مغامرة وسيستمتع بها ربما كان الأمر مثيرًا أن تحظى بمثل هذه رحلة ممتعة ولكن حتمًا سينتابك القلق لبعض الاشياء، بتر حبل أفكارها حديثه وهو يتمتم بجانبه ببعض الكلمات حتى استقر على أن أول كسوف سوف يحدث هذا العام سيكون يوم عشرون من إبريل
"أونير هل ستسامحني أن ارتكبت في حقك خطأ"
صمت قليلًا قبل أن يجيب بقلق من سؤالها
"لا اعلم ولكن على حسب حجم الخطأ إذا كان خطأ صغير لم يمسني بسوء سامحك، لكن إذا كان كبير سأفرغ سلاحي الذهبي هذا في عقلك الفارغة حتى انتهي من كل هذا الهراء الذي يحدث معي"
ختم حديثه بنبرة حادة تراجعت للخلف على أثرها وهي ترمقه بضيق من بين عينيها
"حسنًا أنظر للشمس واستمتع بتلك الأجواء فلن تتكرر عليك ثانية"
ضيق عينيه بريبة ثم همس بشك
"لمَ هل سأموت؟؟؟"
ابتسمت على أخر كلمة قالها وهي ترفع يديها في اتجاه ذاك القرص الدائري وتمد إصبعها الذي يحتوى على الخاتم ذو الفصوص الملونة نحوه مباشرة وما هي إلا دقائق حتى انبعثت أشعة خافتة بهما فرددت تزامنًا معها بعدما أمسكت بيديه
"بلى سترحل لعالم آخر"
وفي لحظات كان هناك صمت مهيب يطغي على المكان بأكمله وهذا أونير كان مستلقيًا على الأرض يرتجف بخوف وهو يضم جسده إلى صدره بعدما اختفت تلك التي كانت تقف جواره فجأة دون أن يشعر، ازداد الظلام فجأة وتحول من قرص الشمس الدائري إلى السماء بأكملها، انطفاء كل شئ من حوله وبات سوادًا داكنًا في تلك اللحظة تحديدًا كانت أنفاسه تزداد بسرعة رهيبة لم يتخيلها قط حتى أن ضربات قلبه أوشكت على الاختفاء وانسال العرق من على جبينه ليتبعثر على باق أجزاء جسده ولم يخلو هذا من تلك القشعريرة التي تملكت من قدمه على الرغم من أن الطقس اليوم دافئ لأقصى درجة ولا توجد أدنى برودة، ليتحول كل هذا لصدمة غريبة بدت على قسمات وجهه عندما رأى جسد غريب ضخم يخرج من قرص الشمس الدائري ويضئ المكان من حوله كان شكله كبير ذو جناحان ضخمان بدأ كالملاك يتغلغل داخل عينيه بذور خضراء صغيرة جعلت عينيه باللون الزيتوني الفاتح ومن أسفل جسده لم يكن يوجد اقدام نعم هي كانت ترتدى فستان جميل ابيض اللون مطرز ببعض الليالي الذهبية على منطقة الصدر وعلى جانبه الأيمن من الاسفل رسم بعض الخطوط السوداء الطولية التي امتدت للجزء العلوي من الفستان كل هذا تلاشاه عندما أبصر وجهها بشكل واضح، إنها هي تلك التي كانت تقف جواره منذ قليل نعم ذلك الشعر الأشقر فهي تمتلكه، لكن لوهلة شعر بالرعب يتذبذب داخل عروقه عندما رأها تقترب منه وهي تمد جناحيها وما إن توقفت أمامه حتى همست بهدوء شديد
"لا بأس ستفعل هذا من أجلي"
تخطى كل هذا عندما اشتدت الرياح فجأة لتضرب جدران الغرفة التي كان يجلس بها ليسقط كل شئ من حوله في هذا الوقت كان قد سقط على أرض صلبة وردية اللون ليتأوه بوجع وهو يمسك ذراعه الذي وقع عليه
"اه ذراعي"
لكنه تغاضى عن كل هذا عندما رأى أحد يقترب منه وما إن توقف أمامه حتى مدً يده لها متحدثًا بلغة غريبة بصعوبة استطاع تفسير منها بعض الكلمات، دقق لثوان في ملامح هذا الذي يقف أمامه ليراهم بشر عاديون ذو عيون ملونة وشعر أشقر طويل يكاد يمتد عند أقدامهم كانوا يختلفون في لون البشرة فقط هناك الابيض والحنطي والأسمر، لكن توقف ثانية وهو ينهض من مكانه مستندًا بيده السليمة على الأرض متجاهلًا يد الشاب حتى يبصر كل ما أمامه وردي !!!!
تسمر للحظات وهو يرى المارة يسيرون من أمامه وهم يحدقون به بتعجب، هتف في نفسه بسخرية
" بالتأكيد هم يتساءلون من هذا الدخيل ذو العيون البنية الذي أتى لديارهم!!! ألت يعلمون أنني أتيت لهنا إجبارًا"
زم على شفتيه بضيق محاولًا تذكر ما حدث معه بالتحديد فمنذ رؤيته لتلك الفتاة الشقراء وهو لم يسلم من المصائب التي تحل على رأسه واحدة تلوى الأخرى وأخرهم هذه التواجد في مملكة غريبة مملكة وردية حقًا!!!
انتفض من شروده على صوت الفتاة أمامه وهي تصرخ فيه بغضب
"مهلًا يا سيد هذه مملكة روزانا لا تسخر منها هكذا"
نظر من الاعلى للفتاة التي كانت بالكاد تصل إلى ركبته وهي تقف تضع يدها في خصرها وترمقه بشر حتى إن عينيها كادت أن تبتلعه، تدنى بجسده حتى وصل لقامتها الضئيلة ومن ثم ربت على رأسها وهو يقول
"من أنتِ يا صغيرة وأين أبويك"
أزالت الفتاة يده بعنف من على رأسها متمتمة بحنق من بين شفتيها
"لست صغيرة يا سيد أدعى مرسيانا عمري أربعمائة عام كم عمرك أنت"
ضحك بصخب على كلماتها، يحملها بيديه واضعا إياه على قدمه
"أضحكتني يا صغيرة أضحكك الله"
"ما الذي يضحكك؟؟؟"
فأجاب بسخرية من حديثها
"يا فتاة أنتِ بالكاد تستطيعين النطق عمرك لا يتجاوز الأربعة أعوام بعد"
هبطت من على قدميه ثم ركبته بقدميها في ركبته اليسرى هاتفة بغيظ
"يا سيد لا تتحدث هكذا وإلا ألقيت بك في السجن، الأ تعلم حكم السخرية من حديث الأخرين هنا؟؟؟؟"
رمقها بفضول لتكمل قائلة
"يحرم من الطعام لأيام بالإضافة لذلك يساهم في بعض العمليات الحسابية أو الطبية حسب شهادته الدراسية إذا كان يعلم بالطب وفنونه سيساعد الطبيب في إعداد الدواء وشفاء المرضى، أما إذا كان جيد في الرياضيات حينها سيساعد المهندس في التشييد والبناء"
نظر لها بتعجب لا يعرف كيف يستوعب عقله حديث الصغيرة ونفسه تهمس هل هناك دولة تفعل هذه الأمور الأن، طالما كان الأمر محببًا لقلبه
أنت تقرأ
رحلة إلى الحفرة
Fantasíaمرحبًا بك عزيزي القارئ أظنك تسمرت أمام الاسم لثواني، حسنًا هذا حقك لأنني كنت مثلك في البداية ولا أعلم عن أي حفرة يتحدثون حتى اكتشفت بنفسي، أتيت إليك اليوم بشيء مختلف فريد من نوعه وهو كذلك فعلًا ليس قولًا فقط ماذا لو كان ما تتمناه في يوم من الأيام أ...