⁰⁶

1.6K 112 11
                                    


-

حين غطّى ظلام الليل الأرجاء ، كان القمر بارزا ينير السّماوات بشعاعه الرمادي السّاطع ، تسلّل إنعكاسه عبر نافذة من القصر ، و كشف عن هيئة صغيرة نائمة.


كان هِرّ المَلكة ، ذو الفراء الأسود اللمّاع و الطّوق الأحمر الأنيق ، يتُجول في أرجاء القصر بخفّة ، عيونه القرميزيّة تتمعّن النّظر في كلّ مكان بنيّة العثور على مكان محدّد.


كان بطبعه حيوانا شديد الذّكاء ، متيقّظا و واثقا بحدسه ، و كان أينما يذهب يجذب بغروره ، جمهورا غفيرا من السيدّات الثريّات اللاّتي يقعن في سحره ببلاهة.


كان رغم هذا يفضّل دائما البقاء في القصر الملكي ، و كان بين وقت و آخر يغيب بعضا من الزّمن بعيدا عن صاحبته ، لكنّه في النّهاية دوما يعود.

بعد أن جاء في زيارة غير متوقّعة لهذه اللّيلة إلى قصر الأمير جوناثان ، إلتقطت حواسه رائحة قويّة و مميّزة ، لم يتمكنّ من تجاوزها مهما حاول تجاهلها.

لذلك توجّه بين الظّلال دون كامل إرادته بل بفضوله نحو مصدر الرّائحة ، و وجد أقدامه الصّغيرة تتوقّف أمام باب ذهبيّة ، في الغرف المهجورة في العادة من الطّابق الأخير.


تحرّك ذيله و هو يتسلّل بسهولة من خلال الفراغ الضّئيل تحت الباب ، و واصل سحب نفسه بخفّة حتّى إنتهى به الأمر في الجهة الأخرى أي بداخل الغرفة.


توقّف بضع لحظات وسط ظلام الليل عن الحركة و ظلّ يركّز أنفه على مصدر الرّائحة ، التّي أصبحت تتدفّق نحو أنفه بقوة.


دون تفكير ، وثب وثبة طويلة و إنحطّ فوق حافّة السّرير ، شعر بكائن يتنفّس تحت كلّ الأغطية الصّوفيّة و الفراش الوثير.


أمعن النظر أمامه ، حتّى تيقّن أنّه يحدّق في شعر أحمر طويل يمتدّ فوق الوسائد بإنسيابيّة و صاحبته تغطّ في نوم عميق.


لم يمهل نفسه الكثير ، إنّه كائن فضولي و هذه الكومة من الشّعر بدت له كشيء مغري ، قد يستطيع العبث به قليلا.


إقترب ببضع خطوات و لمس خدّ هيلين بقدمه ، في البداية لم يكن هناك إستجابة منها ، لكنّه حين أعاد الكرّة شاهد الفتاة تتجاوب معه لتتحرّك من مكانها.


أعاد الكرّة لمرّة أخرى ، لمس رأس هيلين لتتحرّك مخفية وجهها في الوسادة.

Prince Of Iceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن