1-|حُلم|

293 32 66
                                    

أخبرني أين يُباع النسيان ، وأين أجد ملامحي السابقة
وكيف لي أن أعود لنفسي .

_محمود درويش
_________________

صلوا على خير البرية وشفيعنا يوم القيامة

______________________

تلك الدوامة التي تمر بها يوميا ،لن تمل منها لأنك ليس لديك سواها ،تلك الدوامه هي حياتك
أحداثٌ متكررة مشاكل متلاحقه عقبات كثيره ولا تنتهي وكل ماتفعله انت هو الصمود امام كل هذا
تحدق للأمام عسى أن يأتي ذلك الشعاع الأبيض
ويأخذك من كل هذا الظلام ،لكن حتى ان انتظرت لأخر الدهر فستضيع عمرك هباءًا في انتظار الاوهام.

اغلقت الملفات وهي تضعها بالدرج ثانية ،امسكت كوب القهوة ترتشف منه قليلا ثم وضعته مكانه وهبت واقفه تمسك بالحاسوب وتأخذ حقيبتها وهي تلفها حول ذراعها وتتجه للخارج لكن قبل ان تفتح الباب وجدت من يدلف للداخل قائلا :
"غيم أين هي الملفات .."
توقف عن الحديث وهو ينظر لها ليجد انها كانت على وشك الرحيل ليكمل"هل انتِ ذاهبه؟!"

رمقته "غيم"بنظرات ناريه وهي ترجع للخلف ثم جلست على الكرسي لتضع قدما فوق الاخري وهي ترد عليه ببرود : تعلم ؟أنا كنت اشعر أن هذا اليوم لن يمر بسلام هكذا ، مؤكد هناك شيئ خاطيء وقد صدق حدسي عندما اتيت تفسد علي خطة هروبي.

_اها ايتها المشاغبه هل كنتِ تفكرين بالرحيل باكرا؟
هل علم السيد سليمان بهذا؟!

قال كلماته بخبث وهو يتكأ بكتفه على الحائط جوار الباب لترد عليه "غيم "بتحذير وشر:

"لن يسره سماع شيء كهذا عزيزي وانت ايضا لن يسرك إن استيقظت يوما ولم تجد رأسك فوق رقبتك ،والان هيا أغرب عن وجهي اريد الرحيل "

رحلت " غيم " بغضب من هذا الكائن فلن يفسد عليها خطتها التي اعدتها منذ البارحه لكي تتمكن من حضور مباراة صغيرها " نوح"
ولجت لعربتها بسرعه وماكادت تتحرك بها حتي علمت ان الوقود قد انتهي منذ جائت بها صباحا ونسيت ان تزيدها
نزلت من سيارتها لتوقف سيارة اجرة حتى تنقلها لمكان تدريب نوح

"_للنادي الرياضي اذا سمحت "

قالت كلماتها للسائق الذي وقف فجأه بسبب تكدس العربات في الزحام لتنظر له بغضب وهي تصرخ : اسرع يا هذا فلدي موعد مهم !
_هييه انتِ لما تصرخين بوجهي ؟!! هل اصبتِ بالعمى؟
انظري حولك اذا رأيت مكانا استطيع التحرك منه فلتخبريني!

نزلت من السياره وهي تغلق الباب خلفها بعنف ثم اخذت تهرول حتى تصل في المعاد
وصلت وقد كانت المباراة قاربت على الانتهاء لتسرع للداخل وهي تحاول النظر من اعلى المدرج على "نوح" لكن لم تستطع بسبب الزحام بعد انتهاء المباراة تحركت للامام حتى وصلت للصفوف الأولى وجدت ان فريقه قد فاز واصدقائه يحملونه وهم يرفعونه للأعلى ثم يهبط ويقذفونه ثانية بفرحه
حاولت النزول من السلالم لتستطيع الذهاب له لكنها لم تقدر ،فقفزت من اعلى المدرج حيث كانت تجلس في الدرجات الأولى والتي كانت تبعد مسافه ليست بكبيره عن ارض الملعب
جرت ناحية صغيرها والذي ما ان راها حتى ترك اصدقائه وهو يتجه ناحيتها محتضنا اياها بفرحة : لقد استطعتِ المجيء يالا هنائي ،شكرا لكِ غيم

{قَضِية العَقل البَاطِن}{Subconscious mind issue}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن