لم ير (بول) (آني) إلا بعد فوات الأوان وحين رآها كانت قد تحولت إلى صنم حقيقى .. إلى وحش خرافي من الأساطير الإغريقية ... كانت تحمل فى يدها عصا معدنية ثقيلة تصوبها إلى ظهر الشرطي
- خلفك !.. احترس !
صرخ (بول ) عالمًا أنه قد تأخر كثيراً ... وفي الثانية التالية هوت (آني) على رأس الشرطى بالعصا المعدنية فسقط أرضاً .. بدت (آنى) كأنها تحاول قتل مصاص دماء في أحد أفلام الرعب..
- (آنی) !.. كفى !
صرخ (بول) متوسلاً فرفعت عينيها نحوه .. شعرها منتثر حول وجهها .. وعلى سحنتها ملامح مجنون لفظ أخيراً كل القيود..
أغمض (بول) عينيه وأدرك أنه لم يبق أمامه من خيار سوى أن يقتل نفسه .. نعم .. هذا هو الحل الوحيد الباقي له کي ينجو من غضبها...
******************
سمعها تفتح باب غرفته، ورأى حذائي رعاة البقر اللذين ترتديهما .. والسروال الجينز الذي تلطخ بالدماء تتدلى سلسلة المفاتيح من حزامه..
همست في غل :
- سأتصرف معك فيما بعد ...!وأعادت إغلاق الباب، وسمع المفتاح يدور فيه محكماً حصار (بول).
نظر من النافذة إلى المشهد .. بدا له جسد الشرطي كدمية كبيرة عبث بها مجموعة من الأطفال القساة..
شعور عات من الشفقة يمزق فؤاده لكن شعورًا آخر يخالطه : الحسد !... على الأقل لقد أفلت هذا الشرطي البائس من (آني ويلكز) ...كانت منهمكة فى نقل الجثة وتنظيف الفناء من آثار الدماء وقد لوث العرق قميصها ، ثم إنها عادت إليه حاملة شيئاً ما .. مطفأة السجائر التي رماها من النافذة .. قالت له في انهماك.
- ها هى ذى يا (بول) .. سأجمع دبابيس الورق فيما بعد..
ثم نظرت له نظرة ذات معنى :
- أنت تعرف أنني لم أقتله..- (آنی) ...
- أنت من فعل هذا .. لو أنك التزمت الصمت لكان حياً وعائداً لأولاده الآن ولما ترك لي كل هذه القذارة (المقرفة) لأنظفها !
احتشدت السبّة على شفتيه فلم يستطع منعها :
- أيتها الذئبة !!
ابتسمت في رقة.. وغمغمت :
- ذئبة مجنونة .. أليس هذا ما تريد قوله ؟.. حسنٌ، سنتحدث عن هذا فيما بعد .. سنتحدث كثيراً .. أما الآن فأنا مشغولة تماماً كما ترى..
أنت تقرأ
الشيطانة -مكتملة-
Mystery / Thrillerلا تخافوا من (آني) .. صحيح أنها تهوى القتل .. صحيح أنها تعيش وحدها في عالم مريع .. صحيح أنها مخبولة تماماً .. صحيح أنها تمسك فأساً وتتسلى بتمزيق وجهها .. لكنها إنسانة لطيفة .. تهوى القراءة , وحين يقع كاتبها المفضل (بول شيلدون) أسيراً في قبضتها فإنها...