(١٤) بداية الانقسام

26 6 10
                                    


فقام الجميع وبدأوا بالتحضير للرحيل وبعد أن انتهوا من التجهيزات جميعها وركبوا القنديل الكبير الذي حلق بهم بعد أن أمره مضر بذلك وكانوا متجهين إلى الاتجاه الذي ستظهر فيه الزمكان ما بين يزوخ ويزوك من أرض أنجيزو، وكان الجميع يسلي نفسه في الطريق إما بالحديث مع الآخرين أو الأكل، وهناك من كان يستنزف الوقت الممل بالنوم، ولكن مضر الذي كان جالسًا على الأرض سلى نفسه بطريقة مختلفة ومنعزلة، فكان يدندن بصوت خافت أغنية كانت أمه تغنيها له في صغره:

ابكي يا غيوم وأنزلي الأمطار.

اسقي الأراضي وأنبتي الأزهار.

كل قطرة فيها حياة فيها ارتواءٌ ونجاة.

ففي دموعكِ تجري الأنهار.

وفي دموعكِ تعلو الأشجار.

فالكل هنا سعيد مشتاقٌ لإشراقٍ جديد.

عدا طائري في أسره منهار.

ضجِرًا وحيدًا تعيسًا محتار.

أسمع في تغريدة أمنية أسمعها كأغنية.

أتمنى لو أحلق فوق البحار.

فوق الغابات وفوق الأسوار.

كم أخجلتني فعلتي قد أسرتك لمتعتي.

أرجوك سامحني واقبل الاعتذار.

فاليوم أنت حر تمتلك الاختيار.

هيا طر إلى السماء طر بسعادة وهناء.

سأردد كلماتك بالفخر والإصرار.

فجميعنا في الدنيا ولدنا أحرار.

فلا ليل بلا قمر ولا همٌ للأبد استمر.

وفجأة أحسَّ مضر بألم شديد في رأسه وظهرت العروق الخضراء على جبهته من شدّة الألم،

وقال: لقد توقعت خيانة ريبانيو الكتاب الشيطاني والآن أتى دورك لرد الجميل يا تلبا الحانوتي، وسقط مضر على الأرض فاقدًا للوعي  فتوجه إليه الجميع عدى قابيل الذي بدأ يصحوا للتو

فقال زيناس : الذي شحب وجه ما الذي يحدث هل مضر بخير

  فقال د. هنتر :  الذي بدأ بتفحصه انتظر قيليلاً واستمر بتفحص مضر ثم قال : وعلامات التعجب ظاهرة على وجهه أنه على قيد الحياة ولكنه لا يستجيب ولا يظهر اي ردة فعل وهذا أمر غريب بالنسبة لي

   فشعر الجميع بالحيرة فماذا سيفعلون من غير مضر فهو قائدهم و مخططهم في ذات الوقت ومن غيره فهم هالكون حتمًا فانتابهم  القلق من مصيرهم المجهول وظل شعور التوتر مسيطر على الجو العام

حتى سمع صوت يقول : ألن تقول شيئًا يا تلبا الحانوتي

فرد زيناس على المتكلم :   هل انت يواي

فقال المتكلم الخفي : انا انج غرين مضر  ألن  تتكلم يا تلبا

فقال تلبا الحانوتي:  مممما تريددننني أن أقول

أقسم بالولاء لمضرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن