(٢) تنفيذ الحكم

151 25 10
                                    


مرت نصف ساعة ولم يتحرك مضر فيها أبدًا ولم يتكلم حتى جاء الجلاد دنس الملقب بالمعذب الشاذ، فأمر الحارس أن يفتح باب الزنزانة، ففتحه الحارس، ودخل الجلاد الزنزانة وأمسك بمضر،

وقال: أفق. وضربه على وجهه وأكمل حديثه: لن تخرج من هنا إلى منصة التنفيذ دون تعذيب،

فقال الحارس: لا تعذبه إلا بعد تنفيذ الحكم عليه. فغضب الجلاد واحمرَّت عيناه

وقال: ما شأنك أنت فيه، ومنذ متى أصبح لك صوت مسموع.

فقال الحارس: لا تغضب إني أخاف أن يموت قبل تنفيذك للحكم وهذا سيكلفك الكثير.

فقام الجلاد وحمل مضر وتوجه نحو الحارس وقال له: كلامك مفيد؛ ولكني أتيت لأضرب أحدًا، فما رأيك أن تكون أنت الذي أُنفِّس فيه عن غضبي،

ولكمه على وجهه لكمةً قوية سببت له نزيفًا في أنفه، رمق الجلاد الحارس الذي كان ساقطًا على الارض بنظرة ازدراء ثم أكمل الجلاد طريقه بخطىً بطيئة، وبعد خطوات عدة انعطف يمينًا، ثم انعطف يسارًا بعد عشر خطوات أخرى، نزل إلى سرداب مظلم، ثم صعد على سلم حجري طويل أوصله إلى ساحة التنفيذ التي بدت كأنها دار أوبرا كلاسيكية بسجادها الشرقي الذي يتميّز بألوانه الزاهية والجميلة، والجدران المغطاة بالحرير الدمشقي ذي اللون القرمزي، ومنصّة عاجية بيضاء كبيرة، ويتقدّم المنصة مقاعد للمشاهدين مخملية منجدة بحرفية، وهناك شرفات ذهبية للضيوف المميزين تتسم بالفخامة

ولكمه على وجهه لكمةً قوية سببت له نزيفًا في أنفه، رمق الجلاد الحارس الذي كان ساقطًا على الارض بنظرة ازدراء ثم أكمل الجلاد طريقه بخطىً بطيئة، وبعد خطوات عدة انعطف يمينًا، ثم انعطف يسارًا بعد عشر خطوات أخرى، نزل إلى سرداب مظلم، ثم صعد على سلم حجري ط...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ومكانها المرتفع الذي يعطي رؤية جيدة وشاملة للمنصة التي صعد إليها الجلاد المتحمس وقد وضع رأس مضر في داخل المقطرة،

وهي إطار خشبي ينصب على عمود، وبها فتحات لإخراج الرأس واليدين.

أمسك الجلاد المبتسم لسان مضر بكماشة قد جهزت له من قبل وكان يضغط على لسان مضر بقوة من شدة حماسته وخلعه فاستيقظ مضر الذي كان فاقدًا للوعي وهو يرجف والضعف يسيطر عليه من كل جانب، وذهب عنه كبرياؤه المصطنع.

وقالت صوت الحق التي كانت تقف فوق منصة التنفيذ بالقرب من الجلاد و مضر تشاهد باستمتاع ما يجري لمضر: كلهم يضعفون عندما يواجهون الجلاد، ثم ابتسمت ووجهت كلامها لمضر: ماذا حل بك؟ أين ذهبت رجولتك وغطرستك. لم يجبها مضر بأي إيماءة أو إشارة، كان فزعًا على غير عادته ووجهه ملطَّخٌ بالدماء، والمتجمهرون ينظرون إليه وكان من بينهم حارس زنزانة مضر الذي كان يقف بجانب اثنين من المقنعين، ليشاهد خلسةً تنفيذ الحكم بقطع لسان مضر، ثم انصرف.

أقسم بالولاء لمضرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن