(١١) قنديلٌ من السحر

36 16 6
                                    

وفي الساحة الرملية الفاصلة بين مبنى السجن والغابة الدموية التي سميت بهذا الاسم لأن أوراق أشجارها ذات لون أحمر،

وفي هذه الساحة الرملية كانت النداها واقفة أمام قسورة وقالت: هل ستحاول الفوز علي باستخدام تاج الوهم الذي أنا صنعته لك، وقالت النداها هذا الكلام بعد أن قال لها قسورة: وهم الجلمود، وتفادت وهم قسورة وتوجهت إلى قسورة بسرعة ورعونة،

فقال قسورة سقطتِ في فخي وهم الغرفة الخماسية والآن ستطبق عليك الجدران وتسحقين كالحشرة،

فقالت النداها: أنا لا أهزم بهذه السهولة فضربت الأرض وصنعت حفرة بذيلها ثم تحولت إلى شكلها البشري وخرجت من الغرفة وبدأت تغني فسيطرت على قسورة ولكن بعد فوات الأوان لأن قسورة قد استحضر وهم غيمة النبال فسقطت نبال لا حصر لها على النداها، فأصبح جسمها كأنهُ ظهر قنفذ من كثرة النبال الشفافة التي غُرزت فيها،

فقال قسورة لها: كان هدفك من البداية أن تُؤخريني، ولكنك لم تفلحي بتأخيري بما فيه الكفاية، وسأذهب الآن إلى اللحاق بهم وأول من سأقتله منهم هو ابنك الذي كان يتوارى خلف الشجيرات ذات الأوراق الحمراء كالضبع الجبان خشية أن أراه يهرب مع مضر، ثم أخذ نفسًا عميقًا وزفر وأكمل حديثه: د. هنتر سليل ملك العظماء سأقتله بدمٍ بارد وليكون حسرتك على ابنك ولوم الذات دأبك في أثناء موتك البطيء، ثم نظر إليها قسورة نظرة استحقار وهي تصارع الموت وقال: كم أشفق على الخونة لم يذوقوا لذّة الانتصار وعُصِي عليهم أن يموتوا أشرافًا. وذهب قسورة وراء مضر ومن معه فلما ابتعد واضْمَحَلَّ في وسط أشجار الغابة الكثيفة

وصل الآزريين وهم خمسة حراس مختارون من أرض آزران مهمتهم حماية العظيم آزر ومساعدته وحراسته، وبعد أن رأوا تاج آزر وملابسه وسط بركة من الدماء حاولوا الوصول إليه، ولكن ردعهم الجلمود الشفاف الذي كان فوقه فأزاحوه بصعوبة فرأوا حفرة ينام عليها آزر وبداخل هذه الحفرة طفل لم يصبه أي أذى، فلما بدأ جسد آزر بالتجمع كأن هناك مغناطيسًا يجمع قطع جسده المتناثرة عاد جسده كاملًا، كما كان سابقًا،

واول ما اكتمل جسدة قال كيف سمحتم لقسورة باختطاف عائلة امرؤ السؤدد وقد كانوا ضيوفي،

فقال قائد الآزريين: إنها غلطتي سيدي العظيم وسأتحمل العواقب كافةً، فقد وثقت ببوغي المهرج الباكي الذي يشغل منصب نائب قائد الآزريين لما طلب مني أن يحرس تطوعًا منه مكان وجود عائلة امرؤ السؤدد، وفي وقت مناوبته اختفى ضيوفك يا سيدي العظيم واختفى بوغي أيضًا والآن جاري البحث عنه،

فقال آزر: أين البنت الصغيرة لم أرها مع قسورة ولا أراها معكم،

فقال قائد الآزريين: إنها بخير ففي أثناء بحثنا وجدناها مختبئة في داخل صندوق وقد وضعت تحت سرير امرؤ السؤدد فأخرجناها من الصندوق وكانت بحالٍ جيدة ولم تصب بأي مكروه،

أقسم بالولاء لمضرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن