أقسم بالولاء لمضر

(٣) أولى خطوات المخطط

وفجأة عاد الجلاد لوعيه وقال: لقد استرجعت ذكريات أليمة بسببك يا قابيل، وركل قابيل على صدره ركلة قوية جدًّا، والذي زاد من قوتها أن قابيل بقي ثابتًا ولم يتحرك؛ فقد خشي أن يرى دنس المخطوطات التي كان يجلس عليها، فقال دنس: أنا أمتلك شخصية رجولية قاسية أتمتع بتعذيب الناس، فلا يعجبني الضعفاء الذين يخضعون لي بسرعة فأنا أحب العنيدين أمثالك، وأتلذذ في تعذيبهم، ثم قرب دنس وجهه من قابيل، وقال: صحيح، أتعلم لماذا لقبت بالشاذ؟ لأني بعد موت السجين من شدة التعذيب أقطع رأسه وأعلقه على جدار المجلس لأتباها به أمام ضيوفي، ثم مد الجلاد ذراعيه وأطبق بكفيه الضخمتين على رقبة قابيل محاولًا حمله ووضعه على كرسي اليأس؛ ولكن الحارس جان أتى  من خلف دنس ومعه حبل وعلى حين غرّة وضع الحبل على رقبة دنس وشده بقوة للخلف باتجاه كرسي اليأس، فأفلت دنس قابيل من قبضته بسبب اختناقه، فذهب قابيل وأمسك الحبل ليساعد الحارس على إسقاط الجلاد على كرسي اليأس، وبعد صراع طويل وقع دنس جالسًا على كرسي اليأس، وكان الذي يجلس على الكرسي لا يستطيع النهوض؛ لأن للكرسي مقعد من مسامير سداسية الزوايا، ولهذه المسامير زاوية واحدة للأعلى وست زوايا للأسفل، فإن حاولت النهوض ستنهض من غير عظامك،

فثبّت الحارسُ جان دنس جيدًا على الكرسي وقفز وجلس على رجليه بوضعية القرفصاء، وقال: لقد انتهيتُ من أداء دور الحارس الثانوي، والآن سيلعب انج دور البطولة،

أخبرني أين يحتفظون بالأجزاء المقطوعة من المحكومين وسجلات السجناء، فقال دنس الذي يخفي شعور الألم لا أعلم مكانها، ابحث عنها في مكتبة السجن، فقال انج: أخبرني بمكانها ومكان سجلات السجناء، لقد بحثت عنهم

في مكتبة السجن ولم أجد أي أثر لهما، فلا تحاول أن تماطل معي،

فقال دنس
الجلاد: ما بك يا جان، أنت تعرف العقوبة التي ستنالها بسبب الخيانة،

فقال انج: جان دمية بيدَي انج، صحيح، تذكرت شيئًا مهمًّا، أنت الآن تماطل وأنا لا أحب المماطلة فأخبرني؛ فأنا إذا عذبتُ فعذابي شديد القسوة،

فضحك دنس وقال: هات ما عندك،

فقال انج: وما المانع سأريك ما في جعبتي، فنزع انج قميص دنس ثم البنطلون ثم أتى بأداء خلع الأسنان وخلع أسنانه كلها، ثم خلع عينه اليسرى ووضع في جوفها الأسنان المخلوعة،