" يا صباح الخير يا الى معانا يا الى معانا .. الكروان غني و صحانا و صحانا "
فى احدي الاحياء الفقيره نسبيا فى حي السيده زينب .. يصدع صوت المذياع فى اغلب المنازل بينما اصحاب المتاجر و الورش يبدئون فى فتحها و سكب المياه امامها .. تنتشر السلامات الودوده بين الجميع و رائحة الشاي الذكيه في الارجاء ..
كانت ملاذ ذات الثامنه و العشرون عاما تغلق علبة الطعام الخاصه بعنان اختها و صغيرتها ... لتاخذها معها اثناء الذهاب الى الدروس فهي فى الثانويه ..
اغلقت ملاذ عيناها تتذكر الالام الساكنه بقلبها بداية من فقد والديها و انقطاع الاتصال بين عمها الوحيد بعد سفره الى خارج البلاد و لم تستطع التواصل معه من جديد .. حتى فسخ خطبتها منذ اسبوعان .. لم تكن قصة حب لكنه الم الذي يصيبك عند الاجتهاد و المحاوله و مع ذلك تبوء بالفشل ..
دخلت عنان بصخبها المعتاد و هي تقول : يا بنتى هو انتى لسه زعلانه ده كان شبه الشبشب المقلوب هو ده يتزعل عليه اكتر من 3 ساعات ..
تنهدت و هي تجيبها : بالله عليكي يا عنان سيبينى فى حالى ..
تناولت العلبه من يدها و هي تغادر قائله : براحتك ..
تحركت عنان نحو الباب ثم استدارت و عادت لها مره اخري ... قبلت جبهتها لتسترضيها و غادرت ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الشقه المجاوره كان عمران يضبط هندامه و ينسق شعره بيديه للمره الاخيره .. نظرة رضا الى نفسه بينما تجتاح شفتيه ابتسامه لا تكاد تصل الى عينيه .. فاخيراً تم قبوله فى شركة للعمل فى الشئون القانونية .. فهو خريج جامعة الحقوق لكنه يكره المحاماه و الكليه .. ادخله التنسيق اياها مرغماً .. فمنذ صغره و هو يعمل فى كل شئ و اي شئ ليجمع قوت يومه هو و امه ...
و الان يبدو ان الحظ قرر الابتسام له قليلا تم قبوله بالشركة براتب محترم و مناسب كما ان ملاذ فسخت خطبتها من ذلك الغبي .. كان دائما يكن لها مشاعر الحب لكن لمدخراته الشحيحه وجه نظر أخر .. اقتحمت والدته الغرفة بيدها البخور يعبئ الاجواء و هي تتكلم : بسم الله ما شاء الله عليك يا حبيبي .. البدله هتاكل منك حته عريس و الله ...
ابتسم لها لتكمل هي : مش ناوي تتجوز بقى ..
ضحك و هو يقول : طب اوصل الشركة طيب اثبت حضور اي حاجه يا حجه ..
- ما البت فسخت الخطوبه خلاص اهي ..
- يا ماما دول اسبوعين هي لحقت براحه ..
- البنت حلوة و محترمه و انت بتحبها مش عايزاها تضيع منك ..
اغلق اخر ازرار البدله ثم ربت على كتفها بحنو : اولا محدش بتضيع منه حاجه بتاعته ... لو ليا خير فيها ربنا هيسر الموضوع .. انا بس مش عايز ابهدلها معايا مش كفايه البهدله الى هي فيها .. على الاقل احط رجلى على ارض صلبه هتلاقيني تانى يوم بقولك يلا عايز اتجوز ..