الفصل الرابع

66 14 6
                                    

لم ترغب ملاذ فى بث الرعب بقلب عنان .. لذلك تجاهلت الأمر كأنه لم يحدث .. هي مرهقه تلك الايام بسبب ضغط العمل فربما كان الامر كذلك ..

لاحظت عنان شرودها لتتكلم أخيراً : مالك سرحانه فى ايه ..

تحدثت ملاذ كاذبه : بفكر لو نعمل مشروع نستثمر فيه الفلوس .. انتى ايه رايك ؟

- و احنا نفهم فى المشاريع او نعرف حد بيعرف ؟ .. ده احنا كل الى نعرفهم خالتك ام عمران و ابنها ..

رفعت ملاذ حاجباها تنظر لها بأشمئزاز : خالتى ام عمران .. منك لله ..

- متدخلنيش فى تفاصيل ..

ظلتنا تتحدثان فى الامر لفتره .. فقد نجحت ملاذ فى صرف انتباهها عن السبب الحقيقي لشرودها ..

فجاه صدع فى المكان صوت كسر انتفضتا على أثره الفتاتان .. صعدا الدرج مسرعتان .. لتجدا أحد اللوحات المعلقه ساقطه ارضاً وتحطم زجاجها الى اشلاء .. كسرت عنان الصمت قائله بخوف : بسم الله الرحمن الرحيم .

نظرت لها ملاذ باسمه و هي تمسح على ظهرها : متخافيش يا حبيبتى .. المكان هنا مكنش ساكن فى حد لفتره أكيد المسمار بتاع اللوحه صدي علشان كده وقع .. روحى هاتي جاروف و انا هلمها .. يلا ..

أطاعت عنان أختها .. بينما اخذت هي خطوات نحو مكان اللوحه تتحسس مكان المسمار المثبت جيداً ولا يبدو عليه اي صدي .. ارتعدت فرأسها لتتمتم بالبسمله و هي تقول : مفيش حاجه يا ملاذ .. دي لعبه انا متأكده .. ما عفريت الا بنى ادم ..

انهت كلماتها ساحبه المسمار بقوه حتى لا تراه أختها و تخاف .. عادت عنان بالأدوات التى طلبتها اختها .. جمعتا الزجاج و أصرت ملاذ عليها لتجاورها حتى تغفو .. و تحسباً اشعلت الهاتف بسورة البقرة بجانبها حتى لا تفزع خلال نومها ..

عادت الى غرفتها و فى النهايه بعد محاولات مستميته للنوم بائت جميعها بالفشل .. اتصلت بعمران سردت له ماحدث .. أصر عمران على البقاء معها حتى غفت ..

كان عمران قد قرر الذهاب اليهم فى الغد ليطمئن قلبه .. و ان استدعي الامر ليوظف أحداً أخر للحراسه مع الحارس المتواجد الان .. سيبحث الامر معها و مع والدته لكن فى الغد ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى صباح اليوم التالى ..

أنشغل عمران بأعمال الشركة و لم يستطع الذهاب اليهم كما خطط .. مضي اليوم كعادته و عادت عنان الى القصر بعد ان انتهت من دروسها .. كانت متحمسه للغايه و تتحدث بكل التفاصيل التى حدثت معها .. فى النهايه قالت لها ملاذ و هي تضحك : طب روحي غيري .. عقبال ما اكملك الأكل .. انما ايه هتاكلي صوابعك وراه ..

قبلت عنان وجنت أختها و هي تقول : ده انا هاكلك انتى يا قمر ..

صدعت ضحكات ملاذ و هي تحتضن أختها .. فكم تحب تلك الصغيره المشاغبه بحق ..

فى غرفة عنان ..

دخلت هي ترتب كتب الدروس السابقه على المكتب الخاص بها و رتبت حاجياتها .. ثم تحركت تجاه خزينة الملابس لتخرج ملابسها المنزليه ..

ما ان فتحت الخزانه حتى اتسعت عيناها .. كانت تأخذ خطواتها للخلف و شهقاتها ترتفع .. لتتعثر قدمها فجاه جعلتها تسقط ارضاً و هي تزحف ما هي ثوانى حتى صرخت بكل قوتها .. ظلت تصرخ لتملئ صرخاتها المكان ..

دخلت ملاذ الغرفه مسرعه وجدت أختها على تلك الحاله أرضاً لتحتضن أختها التى دفنت وجهها فى صدرها كانها تحتمي بها لتنطق ملاذ فزعه : فى ايه مالك .. ايه حصلك ..

اشارت تجاه الخزانه .. ما ان رفعت وجهها تجاه المكان الذي أشارت له حتى شددت من أحتضان عنان .. كان المنظر بشعاً .. الدماء تغطي جميع ملابس عنان بالخزانه .. و ايضا .. ذراع بشريه .. تسمرت هي الأخري مكانها من بشاعة المنظر .. كانت رائحة الدماء تثير غثيانها .. فى تلك الاونه كانت عنان قد فقدت الوعي أثر الصدمه ..

اسندتها ملاذ حتى وصلت الى غرفة المعيشة .. و اتصلت بالطبيب أولا و من ثم اجرت اتصال أخر لعمران و هي تتكلم بثبات اذهلها هي شخصياً قائله : عمران .. فى مصيبه ..

و من ثم سردت عليه ما حدث .. بعد فتره حضر الطبيب و قام بفحص عنان و اعطاها الادويه اللازمه بعد ان طمئنها على حالتها .. سمعت صوت شجار بالخارج فعلمت بحضور عمران بالتأكيد لن يمر الأمر مرور الكرام ..

خرجت مودعه الطبيب و هي تتجه نحو عمران الغاضب و كانت والدته معه .. ليصل اليها كلماته : يعنى ايه تلاقى المنظر ده .. انت واقف هنا لزمتك ايه .. لو مش شايف شغلك يبقى تمشي ..

- والله ما حد دخل و لا خرج يا بيه أنا متحركتش من مكانى ..

حاولت والدته أن تهدئ الموقف قائله : اهدي يا ابنى يمكن فى مدخل تانى ..

تكلم الحارس مره أخري : صعب أي حد يدخل .. مفيش مدخل تانى غير ده .. باقى الابواب ملحومه بالحديد مبتتفتحش ..

أكملت والدة عمران : طب هو القصر ده كان بيحصل فيه حاجه مش طبيعيه قبل كده ..

نفي الرجل بشده : انا شغال هنا من سنين و الله ما حسيت بحاجه ..

كاد يتكلم عمران مره أخري .. لتوقفه ملاذ قائله : اتفضلوا جوه .. معلش يا عم محمد تقفل البوابه و تيجي معانا علشان ترمي الهدوم دي و تاخد الدراع توديها مدافن .. دي حرمة ميت حرام تترمي كده ..

تكلم الرجل باسف حقيقي : حقك عليا يا بنتى لو اللى حصلكوا ده بسبب تقصير مني ..

أماءت له و دخلوا الى غرفة المعيشه بينما صعد كلاً من عمران و الحارس الى غرفة عنان للتخلص من أثار تلك الكارثه .. و كان عمران قد قرر فحص بوابات القصر فى وقت لاحق للتأكد من انها مغلقه .. فى تلك اللحظه ارتمت ملاذ فى أحضان والدة عمران و أجهشت بالبكاء فقد خارت كل قواها فى تلك اللحظه ..

يتبع .. 

القصر  🏰 - مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن