اصر عمران على ان تبيت والدته معهما حتى تعتني بعنان لأن ملاذ فى الاساس تحتاج من يعتنى بها .. فرغم هالة القوى التى ترسمها الا انه يعلم جيداً انها محطمه من الداخل أثر ما حدث ..
مضت عدة ايام حتى هدئت الفتاتان و عادت والدة عمران الى منزلها .. كان عمران قد خطط لفحص البوابات الاخري الخاصه بالقصر ليتأكد من كلام الحارس و لكنه انشغل بالعمل و نسي الامر .. فقد كان يومه منقسم بين العمل و الذهاب الى القصر للاطمئنان انهما لا يحتاجان شيئاً و من ثم يعود الى منزله ..
في المساء بعد ان رحل عمران بنصف ساعه ..
دق هاتفها برقم الحارس يخبرها ان احداً من الصيدليه يريدها .. اطمئنت على عنان و من ثم سحبت الشال الخاص بها وضعته وهي خارجه لتقابل عامل التوصيل .. كان هناك شاب يرتدي قبعه تغطي جزء كبير من وجهه .
قالت ملاذ بصوت هادي : ايوة .. حضرتك غالباً متلغبط فى العنوان انا مش طالبه حاجه من الصيدليه ..
- حضرتك استاذه ملاذ صح ..
اماءت له ليكمل : استاذ عمران اتصل بالصيدليه من نص ساعه قال انه مشي و نسي يدي لحضرتك الادويه دي .. دي ادويه مهدئه الدكتور كاتبها علشانك .. هو بلغنا نبلغ حضرتك الموضوع ده ..
تناولت الحقيبه لتجد علبتان من الادويه خط عليها بعض الخطوط .. قال عامل التوصيل : العلبه دي هيتاخد منها قرص واحد و دي قرصين .. يفضل تاخديهم بعد الاكل على طول .. تلت مرات فى اليوم يا فندم .
- شكراً .. الحساب كام ..
- الحساب مدفوع يا فندم بالمحفظه ..
اماءت له .. و دخلت الى القصر مغلقه الباب خلفها باحكام .. التفت العامل الى حارس البوابه : بالله يا حج ممكن كوباية مايه .. بلف طول النهار و الله ..
اتجه الرجل الى غرفته القريبه من البوابه غافلاً عن اغلاقها .. ثوان و عاد فلم يجد عامل التوصيل امامه .. دخل الحارس الى القصر و اخذ يفحص الحديقه .. فلم يجد احد علم عندها ان العامل رحل ربما اتصل به صاحب عمله ..
على الجهه الاخري ..
دخلت ملاذ الى القصر .. لم تملك شهيه للطعام فاخرجت الدواء لتتناول الاقراص الثلاثه من الدواء و القت نفسها على المقعد تنظر بلا تركيز على التلفاز .. لم تشعر بنفسها الا وهي غارقه فى نوم عميق نتيجة الدواء ..
فى الصباح كان صداع شديد قد اصابها .. كانت ملاذ تمسك راسها مغمضه عيناها بشده .. اتت عنان قائله : مالك ..
- مفيش مفيش .. روحي شوفى انتى وراكي ايه ..
- يا بنتى شكلك تعبان .. فيكي ايه ..
قالتها بقلق لتصرخ بها ملاذ : يووه بقى يا عنان قولتلك مفيش مفيش ..
- طيب خلاص براحتك .. انا هتاخر النهارده انتى فاكره صح ..
تناولت حقيبتها و غادرت المكان لتتجه الى دروسها بعد كلماتها تلك .. تناولت ملاذ الادويه و لكن لا فائده مع ذلك الألم ..
كان موعد الدواء بعد منتصف النهار قد اتى .. كانت ملاذ تشعر بشئ غريب .. كأن الغرفه تضيق بها .. كل ما بالقصر مخيف .. اللوحات تكاد تقسم انها تنظر اليها .. تناولت الاقراص دقائق و انقطع التيار .. ظلت تنظر حولها بفزع .. كانت الاصوات حولها تكثر و وقع خطوات فى كل مكان .. انتفضت من مكانها فزعها تتلف و هي تقول : مين .. مين هناك ..
لا اجابه و لكن الظلال و الاصوات تقترب .. ظلت تتراجع الى الخلف و هي تصرخ : مين هناك ..
بدأت تفقد السيطره و هي تشدد على خصلاتها و هي تتلفت و من ثم بدأت فى الصراخ .. صراخ هستيري ملئ المكان و هى تتراجع الى الخلف .. كانت تحاول فتح اي شرفة او شباك بلا فائده .. انطلقت الى غرفتها فى الدور العلوى .. كانت الشرفة مفتوحه ركضت تجاهها حتى تستنجد باحد ما .. و لكنها كانت تري ايدي تتجه تجاهها تحاول الامساك بقى .. ظلت تصرخ ملاذ .. لتنزلق قدمها و تهوى من شرفة غرفتها ..
كان الحارس قد سمع صرخاتها .. فزع الرجل و حاول الوصول اليها حتى يلحق بها قبل ان تسقط .. و لكنه انزلق بسبب ركضه ليسقط ارضاً ... يبصر الدماء ارضاً ..
يتبع ..