الفصل الثالث

74 15 20
                                    

اتفقت ملاذ مع احدي السائقين بمساعدة عمران لكي يصحبها الى العمل .. فهي لم تجد وظيفه بالجوار بعد .. كما انها وجدت عمل عن طريق الانترنت .. رغبت فى شغل وقت الفراغ الذي يحتلها عند تواجدها فى ذلك المكان الشاسع بمفردها اثناء تواجد أختها فى الدروس الخاصه بها .. و التى للاسف لم تستطع تغييرها ايضا فهي في نهاية العام ..

كانت ملاذ تحاول التأقلم مع الوضع .. و كان عمران و والدته يتصالان بها يومياً مما خفف عنها قليلاً ..

فى المساء ..

كانت ملاذ امام حاسبها الشخصي تعمل تجاورها عنان و هي تشاهد التلفاز بعد ان انتهت من الدراسه .. قطعت عنان الصمت قائله عند ذكر عمران : و الله عمران ده ابن حلال ..

- اه و الله معاكي حق ..

- و متمرمط معانا ..

همهمت ملاذ و لم ترفع عيناها من الجهاز لتكمل عنان : طب ايه ..

- ايه ..

- مش هتحنى على الواد بنظره بقى ..

- مش فاهمه ..

- و الله انتى هتشليني و تشليه .. الله يكون فى عونه ..

تنهدت ملاذ قائله : انتى البريك بتاعك مخلصش كل ده ..

قالت بسماجه : خلصت مذاكره النهارده .. مش هتهربي زى كل مره ..

- مش عارفه يا عنان .. سيبي الدنيا تتظبط بس و بعدها نشوف .

- ممكن نلحقه قبل الستين لو سمحتى يعنى ..

دفعتها ملاذ و هي تقول : غوري يا عنان ..

غادرت عنان الغرفه تاركه ملاذ غارقه فى افكارها .. هى منجذبه له لكن عمران خدوم مع الجميع هي ليست استثناء ..عنان تتحدث من حبها الاخوى لها ليس اكثر .. و هي لازالت تحت تاثير تجربه فاشله و لا تريد ان تظلمه معها .. فهي لم تري منه سوى كل خير ..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت الايام تمضي على نفس الوتيره و لكن مع قليل من التغيير ..

لاحظت ملاذ تغيير فى اماكن الاشياء .. فهي تنام تاركه حاسوبها الشخصي على الطاوله .. لتستيقظ تجده فى مكان اخر .. ربما ايضاً غرفه اخري .. كانت اشياء بسيطه فى البدايه حتى تطور الامر ..

عادت يوم من عملها لتجد اماكن المقاعد فى غرفة الجلوس قد تم تبديلها ..

تنهدت ملاذ بضيق قائله : يا ربي عليكي يا عنان مش بتسيبي حاجه فى مكانها ابداً ..

اعادت المقاعد لأماكنها و لكن قفذ الى راسها عساف هي لم تسمع عنه شئ منذ استقرا فى القصر .. هل تراها خدعة ما ..

خرجت الى الحديقه تنادي الحارس ... كانت البوابه مغلقه اذا هو فى الحديقه .. بالفعل وجدته يجمع الاعشاب التى قام بقصها فى مكان واحد حتى يقوم بالقائها مره واحده ..

- معلش ياعم محمد .. انت مشوفتش حد دخل القصر و انا بره ..

نظر الرجل الى ساعته و قال : لا يا استاذه ملاذ محدش دخل و لا خرج و الانسه الصغيره لسه شويه على معاد رجوعها ..

- متاكد ..

- ايوة متاكد ما انا شغال هنا فى الجنينه و كمان قافل البوابه بالمفتاح يعنى اي حركه هحس بيها ..

اماءت له براسها و من ثم غادرت الحديقه .. اذا هي عنان من تعبث بالاشياء هي تعلم تصرفاتها جيداً عندما تمل .. كانت تقنع نفسها بالفكره رغم صوتها الداخلى الذي يصيح بها .. ان هناك شئ خاطئ ..

نسيت ملاذ الامر و لم تسئل عنان عنه .. و مضي الوقت كسابقه .. قبل موعد العشاء .. كانت عنان قد تطوعت بتحضيره هي ..

بينما ملاذ تعمل سمعت اصوات خفيفه تصدر من الطابق العلوى .. ذلك الطابق المغلق .. تحركت من مكانها قاصده اتجاه الصوت ..

عندما وصلت ملاذ كان الضوء خافت .. اضاءت ضوء الهاتف و تحركت .. كان هناك صوت .. صوت انين خافت من شخص ما .. شقت ملاذ طريقها تجاه الغرفة فى نهاية الرواق .. كلما اقتربت بات الصوت اكثر وضوحاً .. وصلت هي الى الغرفه المقصوده و من ثم مدت يدها تجاهد السيطره على تلك الرجفه التى تجتاحها .. ما ان وصلت الى مقبض الغرفه حتى أتى الصوت من خلفها جعلها تنتفض قائله : ملاذ .. انتى فين تعالى بسرعه .. انا غرفت الاكل .. يلا علشان هيبرد ..

بصوت خرج ثابتاً قدر المستطاع قالت : حاضر ياعنان جايه ..

ظلت ترمق الباب لثوان و هي تتحرك الى الخلف قبل ان تستدير و تغادر الطابق باكمله .. ليفتح الباب بهدوء و ينغلق مره اخري مع تنهيده خافته دون ان يحدث الباب اي صوت ..

يتبع .. 

القصر  🏰 - مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن