الفصل الثانى

85 17 22
                                    

كانت ملاذ تجلس فى غرفة المعيشه الخاصه بمنزل عمران .. تجاورها أختها و يجلس مقابلها كل من عمران و والدته بعد أن وضعت اكواب الشاي بالنعناع أمام الجميع ..

كسرت عنان الصمت و هي تقول : يعنى احنا كده ورثنا ايه انا مش فاهمه .. و عمك ده مالوش حد تانى .. و مين ابن عمه و لا ابن ابن عمه .. ايه اللغبطه دي ..

تنهدت ملاذ و هي تمسح على وجهها : ركزي يا عنان .. عساف ده ابن عم ابوكي و عمك .. هو بس مش كبير يعنى عادي بتحصل .. حوار الورث بقى .. عمك كاتب الشركة باسم عساف علشان هو الى كان بيديرها و القصر لينا علشان ميحسش انه ظلم حد و السيوله الباقيه تتوزع بينا بالشرع و اه مالوش حد تانى غيرنا احنا التلاته و معندوش ولاد .. بس ..

- بس ايه ؟

- انتى مشوفتيش الى اسمه عساف ده بيتكلم ازاى و لا بيبص ليا ازاى بجد خوفت ..

تكلم عمران أخيراً متغاضياً عن ذلك الغضب الذي يعتمره : يعنى ملكيه القصر هتتنقل ليكوا ؟

-لا هو اصلا باسمي .. ده الى عرفته ..

- امال خايفه ليه ؟ .. دي حاجه اصلا بتاعتك ..

تدخلت عنان : و مش هنسيب حقنا لطماع لمجرد أننا خايفين .. قوى قلبك كده ..

نظرت لهم بشرود .. انتقلت والده عمران الى جوارها تمسح على رأسها و هي تتكلم بحنان : متخافيش يا حبيبتى ربنا يحفظكوا يا رب .. و احنا معاكي متخافيش أي حاجه هنخلى الولا ده يتصرف ..

ابتسمت لها : تعباكوا معايا على طول ..

نظره لها عمران و هو يتكلم بنبره حانيه : تعبك راحه يا ملاذ ..

ضحكت عنان و هي تقول : عقبالنا يا رب ..

لم تنتبه لها ملاذ و لكن والدة عمران ضحكت على تلك المشاغبة الصغيره و هي تضرب كتفها .. لتشاركها عنان الضحك تحت نظرات ملاذ الغافله ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقفت سياره المحامى أمام القصر ..

يتبعها سياره أجره التى تحمل كلاً من ملاذ و عنان و متاعهم و ايضاُ عمران الذي أصر على توصيلهما .. كانت عنان منبره من هيئه القصر .. لم يكن قصر ضخم للغاية لكنه انيق و أثري يحمل لمحات عبق الماضى ..

على عكس عنان .. اصابت ملاذ رعشه خفيفه فلم تكن تحمل تجاه كل ما يحدث سوى الرعب .. ذلك القلق الملتف حول قلبها يعصره ..

- متخافيش .. انا هنا ..

كان ذلك صوت عمران بجانبها .. يبتسم لها ابتسامه مشجعه .. تنهدت ملاذ و قالت له : هو انتوا مش هينفع تيجوا تعيشوا معانا ..

ضحك عمران مجيباً : ميصحش .. بس متقلقيش يعنى ..انا هبقى معاكي اول باول .. و كل فتره هاجيلكوا علشان الناس تبقى عارفه ان ليكوا حد ..

اشارت له برأسها ليقطعهما صوت عنان : ايه يا كتاكيت هنفضل واقفين كده ..

اشار عمران تجاه رقبته لها بمعني ساقتلك .. لتضحك عنان بشده ..

كان القصر من الداخل يحتوى على ثلاث طوابق قررا أغلاق الطابق العلوى لعدم حاجتهما له .. و استخدام الطابق الثانى لغرف النوم .. و الطابق الاول للمعيشه .. لم تكن ملاذ بحاجه الى خدم فى القصر كانت تريد الاحتفاظ بالاموال لأجل عنان و دراستها و للطوارئ طبعاً ..

كان حارس القصر رجل كبير بالعمر و يعمل فى ذلك المكان منذ زمن .. قررا الاتفاق معه للعنايه بالحديقه ايضا .. كانت جميع الامور تسير فى طريقها الصحيح .. لكن الحياه لا تسير هكذا ..

انتهت الاتفاقات و سلم المحامى لملاذ الاوراق الخاصه بملكيه القصر .. كان عمران فى طريقه للرحيل لكنه توقف عند رؤيه عساف يقتحم القصر قد عرفه من وصف ملاذ بالتاكيد ..

كان عساف يتجول بنظره حول المكان و هو يقول : مبروك القصر يا بنات .. بس مش كبير عليكوا شويه .. بس مش مهم فتره و تعدي أن شاء الله .

تطوع عمران للأجابه قائلاً : المكان نضيف لايق عليهم .. كان نفسي اقول اتفضل اشرب حاجه بس انا كنت ماشي و مينفعش حضرتك تفضل كتير يعنى .. اتفضل حضرتك معايا .

كان يشير تجاه الباب الذي تركه عساف مفتوح .. لينظر له بنظرات قاتمه و من ثم ضحك قائلاً : و انت محرم .

- لا المحامى موجود بس هو ماشي معانا بردوا .. اتفضل .

صدرت ضحكه جانبيه من عساف و هو يقول له : ملحوقه لينا قاعده سوا .

- ربنا يسهل .

قالها عمران ببرود و لم تغادره نظره البرود .. ليترك المنزل مغادراً .. ليصدر صوت عنان وهي تصفق : ايوة يا عمران يا جامد ..

صدر ضحكاتهم بشده و من ثم قال لملاذ : انتى قولتى شبه رجال الاعمال .. للدرجه دي مش عارفه تميزى بين رجال الاعمال و العصابات ..

- قولت كمان انه مش مريح..

- فظيعه فى التفاصيل .

غادرهم عمران تبعه المحامى .. وقف قليلاً مع الحارس اخبره انه قريب لهم و أعطاه مبلغاً من المال مقابل متابعته لهم و اذا حدث اي شئ سواء كبير كان او صغير يثير الريبه فليخبره به .. و من ثم اعطاه رقمه الخاص و رقم المنزل .. و غادر ايضاً تاركاً الفتاتان يكتشفان ذلك العالم الجديد و الغريب عليهما .

يتبع ..

القصر  🏰 - مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن