كان صباحًا يحمل شعورًا كئيبًا، لم تغرد به الطيور كما اعتادت، لم تملئه الوان الطبيعة، كان صباحًا باهتًا إن صح التعبير، نهضت جيني بصعوبة من سريرها، وبصعوبه مشت نحو الباب بإرهاق وتعبٍ، نظرت حولها، غرفتها كانت مرتبه وذلك الفستان الساحر كان يسترخي على كنبة بجانب الخزانة.
لم تسمع جيني تمتمات أختها بأغاني كلاسيكية حين كانت تنزل من الدرج، لكنها اشتمت رائحة البيض المخفوق والقهوة الصباحية..
نزلت الدرج، لم تجد أختها، ليس هنالك أثر لليسا أيضًا، توجهت جيني الى المطبخ ولكنه فارغ على غير عادة، خصوصًا لأنها لاحظت وجود كأسي قهوة على المنضدة ووجبتي الفطور، اثنتان وليس ثلاثة.. فمكان جلوس جيني على الطاولة كان فارغًا.
"لم تحضر لي الفطور إذن" قالت جيني بإنزعاج.
توجهت الى النافذة لتنظر للخارج، الى الحديقة... لا شيء، لا يوجد أحد فالخارج.
أين هما؟ تسائلت جيني بداخلها.
وبعدها، توجهت لغرفة التدريب.
شعرت بصداع كلما كانت تقترب من الغرفه، كل شيء صار غير واضح فجأة، لكنها تقدمت ودخلت الغرفة،
سطوع الشمس الصباحي قدم أزعج عيناها، فأغمضتهما بإحكام وواصلت تقدمها لتغلق الستائر من ضوء الشمس الساطع.
لتتزحلق وتقع على الأرض، الأرض كانت مبتلة...
لكن السائل لم يكن مياه.
كان أحمر،
ثقيل...
وقد غطاها بالكامل.
جيني لم تدرك ذلك حتى فتحت أعينها ونظرت الى يمينها...
لم ترى سوى أعين أختها الكبيرة تحدق بها بصدمه، وكانت خالية من الروح.
المنظر الذي أرعب جيني وجعلها تصرخ صرخة دوي صدى صوتها في البيت، ثم.. بأسرع مايمكنها وقفت على قدميها وركضت الى الخارج.
لتصدم بجسد ليسا التي كانت تنظر اليها بسوداوية...
"أمازلت تودين الرقص جيني؟" همست ليسا بجانب أذن جيني بينما كانت تمسكها بإحكام، وسرت قشعريرة الخوف الباردة في جسد جيني...
وظلت تحدق داخل أعين ليسا التي كانت تمتص روحها من داخل جسدها، لم تشعر بهذا الرعب في حياتها.
واستمرت في التحديق... مطولًا، غير جارئة على إغلاق أعينها... كي لا يلاحقها المشهد الي كوابيسها المشئومة...
والتي لم تعلم بأنها تحظى بإحداها الآن..
كابوس آخر كانت تحلم به.
وتلك الأعين الصائدة للأرواح ستلاحق تفكيرها، وأحلاهما... لتحولهم الى أبشع الجرائم.
إنه ليس صباحًا عاديًا بالفعل... لكابوسٍ كهذا.
-
تجاهلت جيني ذاك الكابوس بصعوبه، حتى انها ترددت في أن تخبره لليسا أو لأختها، لذا ظنت بأن أفضل فكرة هي أن تخبره لجيمين، لأنها لا تستطيع كبت الأمر بداخلها أكثر وجعله يزعجها أكثر، يجب عليها التركيز خصوصًا في وقت كهذا.
أنت تقرأ
The Black Swan
Mystery / Thrillerفُتح الباب، صريره جعل ذات الشعر الأشقر القصير تنظر الى ظل الفتاة المُنعكس على الباب، تتقدم ببطئ، في الظلمة، ترتجف، وحين واجهها الضوء، رأت ذات الشعر القصير شيئًا مفزعًا!.. سرت قشعريرةٌ في جسدها. كانت الفتاة ملطخةً بالدماء، اقتربت أكثر فأكثر، ورأت ذا...
