الفصل الأول

985 61 25
                                    


مقدمة:-

جميع البشر مختلفون فى تفكيرهم و تصرفاتهم و معتقداتهم و دينهم و جنسيتهم إلخ...
لكنهم يتفقوا أن أرواح البشر تتعلق بحبهم للوطن فهى الفطرة التى نشأنا عليها هو حب غير مشروط ، ينمو الوطن بالشجاعه و العرق و يحييه من جديد الدماء و مستوطن الوطن فى القلوب النقية و الشجاعة و ليست فى القلوب الضعيفة.

إهداء:-
إلى جميع من سلبت أحلامهم، و إلى جميع من أشتعلت قلبهم بالنيران قهرا و إلى جميع من فقدوا حياتهم دون إرادتهم و إلى جميع من دفنوا أرواحهم فى التراب و لازالوا على قيد الحياة حتى يومنا هذا....
_________________________________________

ضائعة فى الشوارع خاوية لا يوجد أحد فى الإرجاء و فجأة سكنت الحشائش من حولي و اختفت زقزقة العصافير و معها أصوات الطبيعة كلها،أصبحت السماء رمادية و أختنق صدرى و كأن الهواء انقطع،و كل شئ أصبح لا يتحرك إلا دموعى التى تنزل إلى وجنتى قهرا على مدينتى....لم أشعر بشئ إلا عندما وضعت أختى يدها على معصمى حتى نغادر أرضنا التى أحترقت بالكامل.كانت الدموع تسيل من وجنتى حتى سمعت صوت أختى الكبرى تنادى على بصوتها الرقيق و تلمس شعرى و أقتربت من أذنى و تقول: هيا أفيقى يا قمر.

ثم لاحظت بكائى فحاولت أن تخرجنى من هذا الكابوس البائس و إستيقظت فى دهشة و أدركت أن كل ما عشته قبل قليل مجرد حلم لا أكثر ،أخذت وقت حتى أستوعب اننى على فراشى و فى منزلى و بجوار أختى.

أحلام(فى خوف): هل أنتِ بخير؟ ماذا حلمتى أخبرينى ؟؟
عندما نظرت إليها و بدأت أبكى من أعماقى و فجأه أخذت أعانقها بشده.
احلام: لا تقلقى أنا بجوارك لن أذهب إلى أى مكان لا تجعلينى أن أبكى فى مثل هذا اليوم هيا يا قمر انظرى إلي..
نظرت إليها بنظره مليئه بالدموع..
أحلام: لا تبكى ابدا اليوم أرجوكى اريد أن ينتهى هذا اليوم بسعاده سأزورك لا تخافى، وعد.

ظنت أختى أننى أبكى لأنها ستغادر هذا اليوم من البيت مرتديه الفستان الأبيض.أنا حزينه لأنها ستهاجر من هذه المدينه و ستذهب إلى مدينة بجوارنا مع زوجها بعد قضاء عدة أيام هنا.
هززت رأسى موافقه على كلامها بإبتسامه خفيفه......

نهضت أحلام من الفراش و هى تصرخ فى فرح و تقول أن اليوم يوم عرسي و أخذت تغنى بصوتها المزعج حتى صرخت أختى الصغرى عليها حتى تصمت.
ابتسمت عندما رأيت كيف يتناقرون ثم نظرت إلى سقف الغرفة و تحادثت مع نفسي بأنه مجرد حلم هيا لا تحزنى اختك فى يومها السعيد يجب أن تكونى بجوارها.
والدتى أعدت فطورا لم أره من قبل و نادتنا بصوتها الحنون إلى طاولة الطعام، كان يساعدها أبى الذى أخذ عطله من عمله أخيرا ، أبى محب جدا إلى العمل ، لا أتذكر أنه أخذ أى أجازه إضافيه طوال حياتى و لكنه اليوم يوم مميز ستتزوج إبنته المدللة و بالإضافه من كونها الكبرى.

جميعنا جلسنا حول السفره وساعدت امى فى وضع الطعام على السفره و ناديت اختى المشاكسه الصغيرة.
(ميمونه هيا أعددنا الطعام)
ميمونه و هى تأتى نحو السفره: لقد رأينا العجائب من بدايه اليوم بفضلك يا أحلام أنا و قمر قد تغيبنا اليوم إلى المدرسه و أمى أعدت فطورا مثاليا و أكبر العجائب أن أبى غائب اليوم من العمل.
جميعنا ضحكنا و كان أبى ينظر إليها و يقول هل هناك قاعدة أن المرء يكره عمله.لا أدرى لما أنتم مستغربون هكذا؟!، إذا أحسستم أن هذا سيفيد المدينه فسوف تعملون من أجل المدينة.
أمى: عندما ننتهى من الطعام،سوف نهتم بأنفسنا. قاطعتها ميمونه و قالت فى حماس: سأضع المساحيق التى اشتريتها.
أمى(مبتسمة): حسنا، لكن سأضع منها أيضا.
ميمونه: طبعا ،ستضعين انتى و قمر و لكن الفتاه التى ستهاجر لن أعطيها.
أحلام أخذت تضحك: لم افهم عن ماذا تقصدين؟!
نهضت من الطعام و ذهبت إلى غرفتى و ارتديت فستان انيق و لكن ليس فستان الذى سأرتديه فى حفله الزفاف،أخبرتهم إننى سأذهب إلى صديقه أحلام التى تعمل فى الخياطه و التفصيل لأخذ فستان أحلام التى سترتديه فى حفله الزفاف...
عبرت بجوار بحيره صغيره و كان بجوارها حديقه صغيره مثلها و كان صوت العصافير و الهواء النقى أرجعنى إلى رشدى مجددا، لا أعلم لما هذا الكابوس أخذ وقت طويل لاتخلص منه اتمنى أن أنساه. و عند خروجى من الحديقه رأيت جارتنا تنادى علي فالتفت إليها و رأيتها تلوح بيديها و تهنينى بزواج أختى و سألتنى عن سبب خروجى فى هذا الوقت من النهار فأخبرتها قالت لى
- تعالى يا قمر أن أبنى سيذهب بجوار هذا المكان،أذهبوا معا.
أحمرت وجنتى من خجلى و بعد ذلك رفضت و قلت لها المكان قريب عندما أصرت وافقت جلست فى مكان الركاب بجواره لكنى ابتعدت بمسافه جيده.
سيف(بابتسامه مبالغه): كيف حالك يا قمر؟
نظرت إليه فى خجل بإبتسامه خفيفه: بخير ،و أخذت نفسا عميقا لكنه أستغرق الكثير ثم تشجعت و نظرت إليه و قولت و أنت؟

وَفِي اَلنُّجُومِ أَحْلَام مُحْتَلَّةًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن