الفصل الثانى

140 26 4
                                    

سيف التفت إلي قائلا إن والدى فى المنزل.
اتسعت حدقتا عيناى فى دهشه و خوف.
لم أنتبه على أى شئ بعد ذلك حتى لقيت نفسي أمام منزل سيف أصرخ و أبكى و أضرب رجلاى على الأرض و والدتى و أختى تشدنى من أمام الحريق الذى همش كل المنزل بما فيه سيف و والده.
لقد مات خطيبى محروقا فى يوم خطوبتنا...لم أشعر بألم فى قلبى أشد من هذا اليوم،كل أحلامى المستقبل قد أحترقت.
عيناى تورمت من كثره البكاء فى هذه اللحظه و يداى و رجلاى تجرحت من كثره تكسيرى للأشياء من حولى لم أكن فى وعيى.

كل شئ أحترق ما عدا مكان المخزون الطعام لأنه بعيد عن المنازل لكنه سرق بأكمله.

من حسن الحظ أبى توقع شيئا سيئا سيحدث و أعد عرابات كثيره بأحجام كبيره لتسعنا و مكان مخزون أخر للطعام و الملابس لا أحد يعلم بمكانه عدا رجال أهل الثقه.
تركونى فى عربه مع أختى أضع رأسى على رجلها و أردد الحلم تحقق،الحلم تحقق.
ميمونه(تمسح دموعها): حلم ماذا يا قمر؟
أعتدلت بسرعه و نظرت إلى عيناها قائله: أرجوكى أتركينى الآن اذهب لا أطيق الجلوس هنا.
ميمونه: لكن والدتى أخبرتنى...
لم انتظر تكملت جملتها و قفزت من العربه بفستان خطوبتى الذى أصبح مليئا بالسواد و أخذت أجرى به حتى وصلت إلى البحيرة ثم أبطأت من سرعتى قليلا نظرت إلى السماء التى أصبحت سوداء من الغيام و الحريق و لم تستطع رجلاى الصمود أكثر فوقعت فجأه و نظرت إلى يداى التى تقطعت جوانتى خاصتى و عند ملاحظتى بخاتمى بدأت دموعى تسقط بغزاره و بدأت يداى يرتجفان بسرعه و صرخت بأعلى صوت لى قائلة كنت سأصبح أكثر فتاه سعيده لقد سرقتوا أحلامى و كان يدى التى بها خاتم تدق على صدرى ثم ذهبت كل قواى من جسدى و حلمت إننى أمام حدود مدينة لا أعرفها فى طقس شديد البرودة أصرخ لفتح هذه الحدود و كانت ميمونه ليست فى وعيها كانت تضع يدها حول كتفى لإسنادها و أقول لها تماسكى بى كثيرا ثم أصرخ و أقول أرجوكم أفتحوا لى الباب إن أختى تحتاج إلى طبيب فى الحال.
قد عثروا علي ووضعونى فى نفس العربه نائمه على كتف والدتى فتحت عيوني ببطئ و أنتبهت من التى جالسة بجوارى.
قلت: أمى انا أتألم بشده لا أستطيع التنفس أشعر أنى فارغه.
جليله ( تبكى بشده): أعلم صغيرتى... انا بجوارك لا تخافى،نحن معك.
بدأنا بالمغادرة لقد تقسم أهل القريه إلى نصفين البعض سيذهب إلى الجنوب و نحن سنذهب إلى الشرق الى قريه أكمار يسكن بها عمى.
طوال الطريق كنت أنظر إلى السماء و أتابع النجوم و أتذكر كل المواقف التى حدثت مع سيف منذ الصغر كانت جميعها ذكريات جميله، كان من ضمن مخططاتها أن نذهب الى جيفا لإستكمال دراستى مثله و هو يعمل بالتجارة و نشترى منزل بجوار أحلام و بعد سنوات ستأتى ميمونه و تقيم معنا للدراسة فى هذه الجامعة،جميع هذه الأحلام أصبحت رمادا.
وصلنا الى قرية أكمار أخيرا.
_________________________________________
زيد.....
مرت أيام كثيره دون أخبار عن أبى لكن لم نتفاجئ لأنه دائما هكذا،و لكن أخى أرسل لنا رسالة بأنه سيأتى هذا اليوم إلى مدينتنا.
بعد يومان: خرجت باكرا من المنزل راكبا الحصان خاصتى أعبر الأنهار و أبارز فى الساحه حتى جاء جنود لديهم شارة مميزة على لباسهم الحربى سمراء اللون قالوا لى :ستأتى معنا الآن!!.
عقدت حاجبى ونظرت إليهم و قلت ماذا ؟
هذا قرار من القائد "باديس"،ولقد كان باديس أحد كبار القادة الميدانيين لجيش "روس".
-لكن لا أريد الذهاب معكم و وقف أمامى جندى أخر و قال لى بحزم و غضب هذا ليس طلب يا سيدى أنه أمر.
وضعوا غطاء للرأس على وجهى كى لا أتمكن من معرفة مكان باديس ،جلست فى خيمه و دخل على القائد كان طويل القامه عابس الوجه شديد البنيان و كبير فى العمر.
فقال باديس: لنرى هل والدك يحبك؟؟!
-توسعت حدقتا عيني و نظرت إليه و قولت أنت ..أنت عم والدتى؟
=نعم... انت فتى شجاع أراك لا تخاف، تشبهنى كثيرا.
-لست أشبهك، فأنا لا أتعرض لأحد، ماذا طلبتم من أبى؟؟
=إذ فعل هذا الأمر و التقيتم مجددا سيخبرك.
-فكوا الحبل الذى على يداى إذ كنتم رجال.
خرج القائد باديس....
جلست خمس ساعات بالطبع قد حل الليل.

وَفِي اَلنُّجُومِ أَحْلَام مُحْتَلَّةًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن