وقفت متسمر لا أعرف ما يجب فعله و حراس الحدود بدأوا بالملاحظة قدموهم وارتفعت صوت الطبول و أدرت خيلى حتى أقابل أخى و زودت سرعتى و من شدته أفزعت من كانوا فى الأرجاء و عند وصولى للخيمة جاءوا الحراس ووضعوا سيف على عنقى و رفعت يداى ثم خرج أخى عند سماعه بصوت الحارس و أمره بأن ينزل السيف من عنقى.
نظر إلى بعينين حادتين: لما أتيت؟لقد تسرعت.
-إن جيش كانوب قادم علينا،إنها الحرب.
= ماذا؟؟
-ماذا سنفعل؟
جاء جندى ليقول لصقر:سيدى،أن جنود كانوب قادمون و مسلحين بأفضل الأسلحه و أعتقد أنهم بصحبة جيوش أخرى ماذا نفعل يا سيدى؟
وضعت يدى على وجهى فى خيبة.
أتى جندى آخر ليقول:سيدى أن الحاكم قد أتى وهو بإنتظارك لإنشاء المراسم.
صقر( فى خيبه):هذا ما كان ينقصنا،اللعنه!!
ركب صقر فرسه قائلا:زيد،سأذهب لأخبر الحاكم على كل شئ، و أنت أعبر الحدود و أخبرهم أن لا يبدأوا الحرب،لا نريد دماء.هززت رأسى بالموافقة و ذهبت سريعا بخيلى متجها خارج الحدود و كان الحراس ظنوا أننى أهرب منهم وقد لحقوني ولكن عبرتهم بسهوله..
إن جيشنا فى حاله فوضى و خوف و عدم تنظيم لقد أتوا فى وقت ممتاز لكن نحن لا نريد الحرب نريد السلام فقط، لماذا لا يصغى عمى (والد قمر) كلامى، و هم ليسوا قادمون بجيشهم فقط بل جيوش آخرى.
عندما تقل المسافه بينى و بينهم يزداد الغبار و قد سبب هذا عدم الرؤيه.
رفعت يدى لأخبرهم أننى لست قادم للحرب،جاء قائدهم أمامى و هو ينظر لى حتى أتحدث
نظرت إليه بقوة:أنا زيد لست جنديا من روس و كنت هناك جاسوسا لكم، و قد أخبرتكم أن القائد باديس قتل و سنخبر الحاكم بعدم إيذاء أرض كانوب و سوف يعقد معاهده السلام.القائد : لقد عقدت منذ سنوات لكن لم يحدث شئ أنهم يأخذون شبرا شبرا كل يوم، لقد جاءوا جنود من كل مكان ليساندونا سنقتل هذا اليوم الحاكم،حتى نعلم هذه الأرض من هى كانوب، هيا يا جيوش سيروا.
-لم أنهى كلامى.
=لا نريد سماعه،لا تعيقنا.
-ماذا تريدون فعله؟
=قتل الحاكم و إسترداد أرضنا و عدم أختلاطهم معنا بعد اليوم،لن نسمح بعد اليوم أن يكون بيننا شخصا من روس فى أرضنا.
-هكذا ستقتلوا الأبرياء،هناك أطفال لا يعلمون حقيقه الموضوع،أعطنا مهله لنشر الحقيقة.
=كل حرب بها خسائر و ضحايا.
-حسنا لما الحرب؟
=هذا هو الحل.
-هل نحن حيوانات نتشاجر و نتقاتل دائما؟ لا يوجد نقاش لا يوجد اتفاق.
=يوجد، و لكن ليس مع روس.
تقدم عنى و تركنى و أنا أحادثه و بدأت فى ملاحقته.
و بدأ الجنود بالسخريه حيث قال لى أحدهم:أين جيش روس؟ لا نراه، لقد ماتوا من خوفهم.
و أخذ الآخر يقول:أنهم مشغولين بحفر أقبارهم من الآن.
علمت أن لا يوجد فائدة فأسرعت بخيلى و أخذت طريقا مختصرا بين الجبال و ذهبت إلى أخى مجددا و علمت أن الجيش أمام الحدود .
خرج صقر من الخيمة و قال لى أن الحاكم يصر على الحرب.
أخبرته أن القائد لم يستمع إلى كلامى و أنهم جيش ضخم يتفوق على جيش روس.
اندهش صقر كثيرا ثم قال:ماذا عسانا أن نفعل الآن؟
أن نشعل النيران على الحدود لعدم دخولهم و أيضا أخبار الأهالى أن يهربوا إلى طريق الكهف و سوف نفتح الأبواب لهم من جيفا ثم نتركهم يتعاكرون الأهم هو الشعب، فهم الضحايا.
=أعجبتنى خطتك،هناك عدة قواد معى فى قرار عدم الحرب سأعطيهم مهمه إشعال النيران على الحدود الآن و أنا سأبقى هنا لأعلم ما سيحدث و أخبر الأهالى و أنت أذهب لفتح بوابه جيفا.
هززت رأسى و قد أخذت أحادث الأهالى الذين فى طريقى عن فكرتى و قد رحبوا بها كثيرة فهم كانوا على وشك أقامه ثوره ضد الحاكم بسبب تدهور البلد و علمهم بما يفعلوه فى كانوب.
غادرت مدينه روس متجها إلى جيفا قد وصلت بعد الغروب.أخذت أصرخ بأعلى صوت لي
_أيها الحراس، أنا زيد من مدينه جيفا،هناك حرب فى مدينه روس و هناك أبرياء قادمون أرجوكم أفتحوا الباب حتى لا تفسك دماء الأبرياء.
كررت هذه الجمله تكرار و مرارا و لكن لا أحد يصغى إلى حتى أختنقت و ذهبت بخيلى لأنظر على جدار البوابة و ما بجواره لأبحث عن مكان أستطيع تحطيمه و العبور إلى الداخل من خلاله كما تعلمت من مدتى فى الجيش لكن لا يوجد، و فجأة فتحت البوابة و دخلت بسرعة بخيلى و عند دخولى من البوابة رأيت قمر تنظر إلى و تقول لقد اقنعتهم بفتح البوابة.
نظرت إليها بابتسامه مبالغه و لم أقل شئ فقط أكتفيت بالابتسامة لها و برؤيتها بخير.
قمر:أدخل يا زيد تعال فالتجلس.
رجعت إلى رشدى و قلت حسنا يا قمر،أيها الحارس أرجو أن البوابه تتم فتحها.
هز رأسه و قال لقد أخبرنا الملك بهذا و قد وافق.
زادت ابتسامتى و قولت ستنجح خططتى.
قمر:بالتأكيد يا زيد.
-لا أستطيع أن أظل هنا سأذهب إليهم و أخذهم بالتأكيد هم فى نصف الطريق.
=سأتى معك.
-أنتى متعبه، لقد جئت من سفر.
=لن أكون متعبه مثلك، أتركنى أرجوك أذهب معك.
-حسنا يا قمر،من الجيد أن نكون معا فى انتصاراتنا.
فى الطريق...
=هل تعلم يا زيد،أنا أفهمك جيدا،عند علمى بأن جيشنا سيغزوا مدينة روس سيكون كل عقلك مع الشعب لم أخذ وقت فى التفكير عن ماذا ستفعله فبالتأكيد سوف تهربهم إلى جيفا.
-أحسنتى يا قمر، فقد ساعدتينى أنتى ذكيه،كانت خطتى أن أشعل النار على الحدود حتى نكسب بعض من الوقت حتى نخبر الأهالى بجمع حاجيتها لأخذهم إلى جيفا و مدن أخرى بجوارنا،فكنت أنا مسئول عن مدينة جيفا لأنها مدينتى.
ضحكت كثيرا ثم قالت:لقد اعتدت يا زيد على الحريق.
ضحكت قائلا: لم يأتى خيار أخر فى عقلى.
=أنظر يا زيد أنهم أتوا لقد نجوا.
دخلوا الأهالى بسلام إلى بوابة جيفا و قد أتممت مهمتى و قد تم قفل بوابة جيفا و لكنى لم أغيب فى ذهنى عن ماذا يفعله أخى هناك؟
كنت مشغول حتى منتصف الليل فى إعداد أماكن لهم و أخبرت أحد الحراس أن مهمته هو أن يخبرنى إذا جاء أحد و قد جاء هذا الحارس ليخبرنى أن فتى صغير أتى من روس.
قلت له: ليأتى فى الحال و عند وصوله رأيته فتى الرسائل قال لى لقد اجتمعت بحبيبتك أخيرا و هو ينظر إلى قمر.
خجلت قمر كثيرا و أحمرت وجنتها و قد ضربته كفا صغيرا على كتفه حتى يصمت ثم رفع علامة تحية الجندى و قال أن الأهالى جميعهم ذهبوا بسلام إلى كل المدن التى بجوارنا و أن الحاكم قد قتل و أيضا مساعديه و بعد هذا أستسلم جيش روس.
-ماذا؟؟ هل القائد نور اقصد صقر بخير؟
=لا أعلم يا سيدى.
-كيف لا تعلم؟
=إن جيش كانوب وضعوا جنود على الحدود و قد رجع معظم الجيش إلى كانوب مجددا.
تجمدت رأسى و لم أستطع أن أفكر فى شئ.
قمر:لا تخف يا زيد، بالتأكيد أخيك نور بخير.
سمعت صوت من خلفى و كان والدى و زين يحتضانى لقد غبت عنهم الكثير و قد أشتقت لهم كثيرا.
أبى:أين نور يا بنى؟
-نظرت إليه و دموع فى عيناى و هززت رأسى بالنفى و قولت لا أعلم.دخل علينا حارس إلى الخيمة و قال لى هناك جندى ينتظرك بالخارج خرجت مسرعا إلى الخارج و كانت كل آمالى أن أرى نور أخى،و بالفعل كان هو.جريت نحوه و أحتضنته و كان أول عناق بيننا.
ثم نظر نور الى أبى قائلا بصوت ملئ بالبكاء:أنت أبى،أليس كذلك؟
أبى هز رأسه قائلا: نعم يا بنى و عانقه بشدة ،لقد أخذوك منى لقد حرمت من رؤيتك و قبل رأسه.
ثم عانق يزن بكل ترحيب بنور،و أخبره أن والدته بإنتظاره.
كان الجميع يبكى، لقد تأثرت كثيرا بهذا اللقاء الذى قد غاب الكثير من السنين و لكن تأثرت كثيرا عند صراخ و بكاء و فرحة والدتى عندما رأته دون علمها بأن هذا نور هو إبنها، فقد تذكرت ملامح وجهه طوال هذا الوقت.
_________________________________________قمر....
فى طريقنا أنا وزيد إلى منزل أحلام ليوصلنى إليه.
-زيد، قد تأثرت كثيرا هذا اليوم،أنا سعيدة بأنتصار خطتك و أيضا إجتماع عائلتك.
=و أنا أيضا، لقد نزعتى الخاتم؟
-نعم نزعته قبل قدومى إلى هنا.نظر إلي مبتسما و قال يداك تخبرنى الآن أنها تريد أن يضع لها خاتم ،أليس كذلك؟
ضحكت برقة قائلة: و لكنها تخبرنى إنها هكذا جيدة.
عقدت حاجباه ثم قال:لكنها ستنير عندما تضع بها خاتم و ستنير أكثر عندما يكون الخاتم منى.فتحت عينى بدهشة و أحمرت وجنتى بشدة و سرت بسرعة ثم رجعت لأخبره بصوت خافت و رقيق:أنهم يدعوننى قمر و لكن لم أخبرهم بأنك سمائى.
ثم دخلت إلى المنزل أحلام،و عند أغلقت الباب زادت أنفاسى و سرعة نبضات قلبى.
رأتنى أحلام و قالت: اللعنه،لقد وقعتى يا قمر بشدة، وقعت فى حفره الحب.بعد شهر من معاهدة الصلح التى دارت بين مدينتى روس و كانوب...
فى قريتى بعد تعميرها...
قد بنينا منزل جميل و كبير و عاد أبى إلى حبه بالعمل فى التجارة بعد تكريمه بمساعدة بلده،و كانت أمى و أختى ميمونه فى أفضل حال و سعداء بأنهم أفاقوا من هذا الكابوس.
أصبحت كل الحياة مثل الماضى و لكن تحققت أحلامى فى دراسة فى جامعه جيفا و أيضا مسانده بلادى.فى الصباح:
أحد دق الباب قلت من الخلف من؟
-أنا السماء يا قمر.
ضحكت و فتحت الباب أهلا بك يا زيد، كيف حالك؟
=فى احسن الأحوال.
-تفضل بالدخول،أمى إن زيد قد أتى.
جليلة: تفضل بالدخول،أهلا بك يا بنى.
دخل زيد و كان شديد الخجل و جلس على الأريكه و قال كيف أحوالكم؟
ردت أمى و قالت بخير يا بنى،سأعد لك الطعام.
=لا فأنا خارج،فقد جئت للتجارة.
-ماذا حدث فى مدينه روس؟
=كما تعلمون أن أهالى روس قد رجعوا لموطنهم من جديد و أيضا أخى أصبح القائد الجيش لهم فهو لم يستطع أن يتركها و قد جاء حاكم جيد و قد تحولت مدينة روس إلى الأفضل.
-لقد سعدت بسماعى هذا.
هم زيد بالخروج،أصطحبته للخارج قلت له أنتظر يا زيد...
وقف و التفت إلى و نظر بإتجاهى
-زيد إذا إحتجت شئ أخبرنى فأنت لست معتادا على هذه القرية بعد تعميرها.
=نعم بالطبع.
=أريد أن أشكرك كثيرا على كل شئ قدمته لبلدى و لى،أنا أفتخر بك،لقد عانيت كثيرا بسببى.
=لا تقولى هذا يا قمر،الشكر لله ثم لكِ.
-أردت أن أخبرك بأنى نجحت فى نسيانى للماضى.
=أن عائلتى قادمة فى الغد تجهزى.
خجلت و بدأ يظهر على ملامحى تعبيرات كثيرة و مختلطة ثم قلت له:ننتظركم.
و التفت إلى باب منزلى بسرعة... ثم قال لى زيد جمله لم و لن أنساها طوال حياتى.
- يا قمر،أنت أحتليت قلبى دون علمى.
_________________________________________
أنت تقرأ
وَفِي اَلنُّجُومِ أَحْلَام مُحْتَلَّةً
Mystery / Thrillerجميع البشر مختلفون فى تفكيرهم و تصرفاتهم و معتقداتهم و دينهم و جنسيتهم إلخ... لكنهم يتفقوا أن أرواح البشر تتعلق بحبهم للوطن فهى الفطرة التى نشأنا عليها هو حب غير مشروط ، ينمو الوطن بالشجاعه و العرق و يحييه من جديد الدماء و مستوطن الوطن فى القلوب الن...