"مَا بهِ..؟"

133 14 0
                                    

شتمت وهي ترددُ..
" الوقت غير مناسب للعواصف اللعنة.. يا اللهي!"
لم يجبها وحل الصمت لفترة، بينما هي تتصفحُ الإنترنت..
"اين ستنامين؟"

تفاجئت بسؤاله الغريب..
"هاه.. اظن..غرفتك؟"
اشار لنفسه بطريقة طفل صغير..
"وانا؟"

مازالت مستغربة..
" على الأريكة بكل تأكيد..؟"

"هاه؟"

نعم..لقد فهمت فكرته اخيراً..واحمرار وجنتيها، دليلٌ على ذلك..
" أيها السافل اللعين هل تريد النوم معي؟"

إبتسم..
"فعلتُ ذلك مُسبقاً ولا بأس معي بمرة أخرى."

إنها المخدرات..ضربت جبينها بقلة حيلة..تفكيره القذر لا تستطيع إيقافه..
" أعني أيها العاهر لا اقصد ما تفكر به..تباً.."

اشعل سيجارته بهدوء وهو يردد مبتعداً ؛
"ماذا الآن؟"
سكتت لمدة، ثم شتمت وبنبرتها الغريبة..
"سحقاً..هل.. هل يمكنك اطفاء سيجاترك هنا؟"

كان يتسائل..
"لما؟ هل تريدين واحده؟"

هي لا تنظر له، حسناً من المحرج قول ذلك وهي مدمنة للتدخين..
"لا يمكنني لذلك اطفئها.."

"لما لا يمكنك؟"

" هيا اخبرتك مسبقاً.. من أجل موعدي المدبر، علي ان ابدو كفتاة جيدة، كما ان لديه حساسية لا اعلم لما من التدخين!"

-نفث الدخان من فمه وهو يردف ؛
"منذ متى انتِ تغيرين طباعك من أجل..فتى؟"

كانت تتحدث بصدق..
" لا أفعل، حسناً؟، التدخين فعلاً مضر بصحتي، ثم الا يمكنني ان ابدو جيدة امام احد لمرة..؟"
هي فعلاً تودُ ان تبدو جيدة امام اياً كان من ستقابله..
ومن الواضح احبتي ان ملامحه الحادة تبرز مع كل كلمة تقولها، هي مستغربة، حسناً؟ لكن كل ما فعله هذه المرة هو الابتعاد عنها قائلاً..
"حقاً؟ جميل.. بقي يومين لذا.. لننهي مشروعنا غداً "

رفعت حاجبها بمعنى "ما اللعنة معه؟"
"هل تمزح معي الآن؟"
لتكون صريحة.. كانت تتمنى ردة فعل..كانت..
تجاهل كلامها وذهب الى مكتبه، هي فكت شعرها المربوط واتجهت إلى غرفته وهي تلعنه، وكانت تفكر بـ"ما به؟" طوال وقت فعلها لما توده..اصبح غريباً حقاً مؤخراً..لا تحتمل هذا..

بالمقابل هو جلس على كرسيه واضعاً راحة يديه على وجهه، كان يحاول الهرب مجدداً، من كل شيء على الارجح، اشعل سيجارته الجديدة متنهداً، وصله اتصال هاتفي من آدم، تذكر أنه لم يرد عليه منذ حادثة متجر الالكترونيات تلك، فأجاب عليه مجبوراً..

"مالذي تريده آدم؟"

" اهكذا ترحب بصديق طفولتك المقرب؟ انت لم تظهر مذ قلتلك سأحاول الذهاب إليها والتكلم معها أخيراً!"

"وحسب ذاكرتي اظنُ اني اخبرتك ان تنسى أمرها؟"

"وانت لم تخبرني لما؟ لما سأنسى أمرها؟"
لم يجبه..
"صمتك هذا تعني انك تريدها، صحيح؟.. انتَ لم تنسى ما فعلته، صحيح؟ "
لم يفعل مجدداً..بقيّ صامتاً..
"ثم انك لا يمكنك حتى مواعدته..."
أخيراً قاطع الوغد..
"انت ايضاً لا يمكنك مواعدتها، لما انت مُصِر جداً اذاً؟"

تحتَ الغُفران.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن