رَصَانَـه

12.2K 496 868
                                    




فاقد الشّيء أكثر من يُعطيه لقد ملئت الجميع
بالطّمأنية من هول ما ارتجفت.



-





طلع من الجامعه شايل الكتب بيده وفوقها كوبين قهوه بارده
وبيدّه الثانيه كيس وبداخله حلا ، أخذهُم قبل نهاية الدوام يوصل بعد ربع ساعه مشي لمكانهُم المُعتاد واللي ماكان يجي له  غيرهُم

دق على رقمه وبعد ثواني قليله سمع صوت سيارته يركنها الآخر
قريب من الموقع ،  قطع عزام الإتصال ووقف بحماس ساحب نفس طويل .. يحس انه بيطير من السعاده مشتاق له حيل وآخر مره شافوا فيها بعض البارحه لكن بحسبتهم كأنها سنه مرّت

دخل الثانِي للحوَش الصغير رافع ثوبه بيده ولآف الوشاح على راسه على شكل عمآمَه ، أبتسم عزام بحب وتقدم ناحيته بلهفه يفتح ذيب يدينه له وهو مبتسم بإتساع

" خش بقلبي ولا تطلع منّه " نبس ذيب بنبره عاليه ساحبه لصدره بقوه
مرت دقايق وهم حاضنين بعض ماينسمع غير صوت الرعَد
القوي وانفاسهُم العاليه

" شجايب معك ؟" شبك اصابعهُم سوى ومشى ناحية السجاد الصغير وكان هذا مكانهُم اللي يجلسون فيه
تطيح عيونه على القهوه وصحَن الحلا وكتبه اللي كانت
منتشره على الأرض والتراب فوقهآ

" جايب لِي قهوه يالورع ؟ من وين لك الفلوس هــاه !" تسآءل بضحكه رافع  ثوبه لخصره وربطه جالس بعدها على اللحاف
سند ظهره على الجدار يبتسم الأصغر بإتساع  وجلس مقابل
يمد له كوب القهوه

" سرقتهآ من ثوبك أمس أجل اروح للدوام مامعي شي ؟بعدين صحيتك لين تعب حلقي كنت بستأذن منك بس انت ماصحيت  " زحف وطق ركبته بأمر

" وسع " وسع ذيب بين رجوله ودخل الثاني بحضنه لين لصق ظهره بصدر ذيب اللي حاوطه بذراعه وبدأ ياكل من صحن الحلا اللي كان رافعه له عزام

" الجوّ يرد الروح نطلع نتمشى ؟"

" دامنِي معك مايهم المكان "
رد عزام بإبتسامه ورفع نفسه يبوس فكّه الحاد

"شصار مع غياباتك عذرك الدكتور ؟" اومأ براسه وغمض بتعَب

" عذرنِي لأن درجاتي بالإختبارات عاليه بس قال
لاتعيدها "سحَب ذيب البكت وولع زقاره وحطهآ بين شفايف عزام اللي بدأ يدخَن وولع زقاره ثانيه له

" ياعفـو الله ياوجَهك " نبس بذهول من وجه الأصغر اللي خدينه وأنفه صاروا مثلّ الدم وبكلّ مرَه يجلسون بمكان مفتوح و فيه تراب يصير معه كذا

رفع عزام جسمه شوي ورفع ثوبه وبدأ يمسح وجهه اللي يحسه مولع نار
مد ذيب الكوب اللي بيدّه و كان مليان ثلج وبدا يضغط فيه على الأماكن المتحسسه بوجه الثاني
ميل فمه ورفع عيونه لذيب اللي مسح على طرف شفته عن باقي الحلآ وانحنى يقبلّ وجهه والأثآر الحمراء

نَـيْــطَـلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن