رُغَم الوصـايآ

6K 195 4K
                                    



‏لو باتَ سهمٌ من الأعداءِ في كَبدي
‏ما نالَ مِنَّيَ .. ما نالتْهُ عيناكَ .







في الحُب؛يكفي قتاَم معارك العاشِقين زرَع ازهار الإعتذآر في قاعِدتِه ليهدأ غُبار الجفاَءَ وينتصِرُ مَن جاء بعُذرٍ شاهِقٍ
وهُنا!في لُجّ الليل وغياهِبُه أغلق باب قِسمه الخاص بهدوء بعَد دخوله متجه بعد لمحِه لهيئته لمكان تواجدِه،يقِف معشوقِه واسِع العينين شديد سوادِ المُقَلَ بالركُن المقابَل لحُجرة نومِه قادرعلى لمِح منتصف وجهه من زاويته هذه مقتحمةً اهدابهُ الجُند قلعة قلبِه التي تحطمّت من مشهَدِ استبسالِها،لم يتغيّر يرى بعينيه حماس طفولتِهم و ريعان شبابِهم ويومِ قتلِه المحتوم ، هو خليلُه وابنه الرابع ومن يأمنَه على روحِه وذُعرِه الأكبر الذي لايأمن خيانتُه في آنٍ واحدٍ...


" صباح الخير "
تقدَم ذيب ناحيته بخطوات هادئه يُمسك بيده اليُسرى كأس من
المشروب وبالأُخرى زقارته رافعه ختام كلامه يشرب
المتبقي مِنه بنفس واحدِ،يضعه  بعد ثوان فوق الطاوله القريبه وقبل ان يرمي اللفّة المشتعله بين اصابِعُه سحب مِنها نفس طويل يطفئها
اثناء نفثِه دُخانِها بالحائط القريب تُزامِن حركتُه إلتفاتت الأصغَر عليه بنصف جسده يرمقه بعدم رضآ

" ليش متأخر على بيتك !الساعه صارت بالثنعش"
نطَق عزام بصوَت هادئ ثابته انظاره اثناء كلامه على ساعته تتقدّم الدقائق للواحده صباحاً لايعود الآخر لمنزله منذ خروجه الصباح الباكر
متنهد ذيب بعد سؤآله بصوت مسموع رافع كفه لوجهه يمسحه بإرهآق بارزَ العروق نتيجَة اجهاد جسده بعمل شاق استمر لساعات طويله ولم يرتح سِوى لبضع دقائق فقط

" ألهآني عنكم الشغل لكن قلبي كان متطمّن
بيتي يحرسَه أعزّ نآسي،عشير العمرَ أبو عيون وسآع "
ردَ بمستوى الهدوء واقف خلفه تماماً وخِتام كلامه فتح جميع ذراعيه مُعانقه عِناق خلفي محكم إغلاقِها على خصرِه بشدّه مُتلاصقه اجسادهم تلآصق قوي حتى بلغوا الإحساس الأصغر بكُل تفاصيل الجسد

" شلونك ؟مرتاح بقصري"
اردَف بعد مُده من الصمت تجاوزت النصف دقيقه لايبدي عزام  اي ردة فعل على معانقتِه له واقف بين ذراعيه بسكون تام ليس بالساخِط  او المنزعج من قُربه هذا ولم يقاومه او يستنكرِ تقرُبه منه كما
إعتاد الآخر منه

"قلبي مرتآح و ممنون،لكن عقلي ودّه يهرب لبعيد
ماتركني استمتع بوجودي هنا "
ردَ بجزع من حرَب عقله وقلبه الداميه يقف بين الاثنين حائراً لا يعرف أين وِجهَة مصالِحِه وخلاصُه واين العذآب،قلباً يوّد المكوث بجوارِه وعقلاً نافِراً لايبتغِي القُرب مِنه ولا يُحبذُه

" خلني اربيه،أعطني الضوّء الأخضر أزعله ذي الليله"
نطق ذيب بمكر منزَل فكه على كتفه لاتُغادر مُحياه ابتسامه غريبه
رجُلُ الصخَر قاسٍ ليس من عادتِه المزاج الجيدّ لايبتسِم سِوى
بحضورِه هوَ السبب الأوحد وراء إرتِسامِهآ على وجهه هذه
اللحظات ودائماً

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 01 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نَـيْــطَـلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن