الام _ مريم

2 1 0
                                    

جابتر الثالث : الام _ مريم

صوت منبه الهاتف يرن بجانب الام
"صوت منبه"
الام بصوت منزعج " ياللهي! لا اريد الاستيقاظ الان، لا اريد العمل"
نهضت الام من السرير واتجهت نحو السرير الاخر حيث كان عمار ينام به ووضعت يداها على كتف عمار وهزته وقالت وهي متعبة " عمار، عمار! استيقظ يجب ان تدرس الان، لا يوجد وقتا مافي يجب عليك المذاكرة, انها بعض اشهر لامتحاناتك التقويمية"
استدار عمار الي اليسار معطيا ظهره لامه واكمل نومه اخذت الام المنبه ووضعته قرب اذن عمار حيث اخذ يرن المنبه كل 5 دقائق لكي يستيقظ ومن ثم اخذت ملابسها وذهبت إلى الاستحمام لكن ليس كل يوم لانها كانت على قناعه ان الاغتسال يوميا يؤذي شعرها الولبي (الكيرلي) وبشرتها التي تجف بسرعه وبعد ان تخرج اعتادت على ان تقوم بتشغل ايات قرانية صباحا او في بعض الاحيان تقوم بتشغيل موسيقى هادئة حيث كل شي كان يعتمد على مزاجها صباحا وتضع الهاتف في المطبخ لينتشر الصوت في ارجاء البيت وصولا الي الطابق العلوي أيضا ، كانت معتادة على ان من يحضر الفطور هو زوجها جمال ، يقوم بطبخ البيض وتحضير الجبن والزيتون و اعداد الشاي الذي كان من اطيب ما يتذوقه أفراد العائلة وبعد الفطور توقظ ابنها عمار للدراسه ومن ثم تذهب الى العمل مع زوجها بسيارته حيث كان يوصلها للعمل ويكمل طريقه إلى عمله، اما الان تقوم بتناول الفطور بسرعة وتحضر القهوة بدل الشاي وفي بعض المرات تتفق مع صديقتها (ملاك) لكي يتناولون الفطور في العمل وعندما تبدأ بإعداد الفطور يقوم بوكس (Box_ القط الاسود) بالمواء حولها لكي تعطيه الطعام صباحا، ثم بعد الانتهاء ذهبت الى الغرفة وتشغل الضوء وضل عمار نائما لا يتاثر بالضوء او بالصوت وعند الانتهاء من ارتداء ملابسها فامت بسحب الغطاء من عمار واوقظته وسحبته الى المطبخ لكي تتاكد من استيقاظه وقامت بتذكيره على دراسته وعلى ان ياكل الطعام وشرب القهوة لكي يصحو ويبدا دراسته ويبدأ بتبيع حول الوقت وكيف يمشي بسرعه ولم يبقى الى اشهر قليله على الامتحانات ومن ثم قالت له ان يعطي الطعام الى لوف (love _ القطة الجوزية) والى اطفالها الاربعه في الغرفة العلوية الكبيرة التي كانت سابقا ينام بها عمار ولكن بعد ان انجبت love اصبح من المزعج النوم بيها وكانت تعلم عمار لا يتأثر باصوات القطط عند النوم والحقيقة كانت مجرد حجة استخدمتها مريم لأنها أصبحت تشعر بالخوف للنوم وحدها في الطابق الارضي من البيت، بعدها اتجهت الام للمغادرة وسمعت صوت شخص ما بالطابق العلوي دخل الى الحمام وقالت " انس!؟ أانت مستيقظ!؟"
استغربت الام و لم يجب احد وقالت لعمار " اذ كان انس مستيقظ فلتجعله يجلس معك ويساعدك بالدراسه، كنا تعلم انه جيد"
أجاب عمار : حسنا
حيته الام وقالت : وداعا
.
.
.
خرجت مريم مشيا إلى العمل وهي ترتدي القميص والستره السوداء مع بنطلون قماش اسود وحقيبة يد جوزية اللون لتطابق لون الحذاء الجوزي وكانت المسافة التي تمشيها بحدود العشر دقائق من المنزل الى الشارع، ثم تاخذ تكسي لتوصلها الى المستشفى التي تعمل بها وعندما تصل تذهب الى لوكر العمل الخاص بيها لتخرج الصدرية (كوت ابيض يلبسه من يعمل بالمستشفى) وتقوم بخلع السترة ووضعها بالوكر وتنظر الى نفسها في المرأة حيث مريم تملك بشرة بيضاء باهتة وعينان عسلية واسعة وحاجبان كثيفان وشعرها قصير اللولبي يصل إلى كتفيها وكانت مريم لا تضع الكثير من المكياج فهي تحب بشرتها الجافة و تضع القليل من المرطب للوجه او واقي شمس اذ كان الجو مشمس وتضع حمرة مرطبة وبعد انت تنتهي من النظر لوجهها وتعديل شعرها تتجه الى بصمة العمل لتسجيل وصولها وبعدها تذهب الي غرفة المختبر المخصصة للعمل بيها مع بقية المحللين، حيث قامت بأخذ الشفتات تزامنا مع صديقتها المقربة ملاك وكان يومهم المفضل هو اليوم الذي يكون الدوام 50% لتبقى هي وصديقتها في المختبر ويحضرون معهم وجبات طعام ويطلن بالحديث عن العديد من المواضيع الشخصية في ما بينهم، وهكذا كان روتين حياة مريم اليومي، بعد الانتهاء من الدوام الحكومي الصباحي كانت تذهب مسرعه الى البيت لتناول الطعام مع جمال وأولادها لانه كان يكره ان يكون وحيدا في وجبات الطعام والان هي مخيرة بين ان تعود الى المنزل لتناول الغذاء مع أولادها او ان تذهب مباشرة الى العمل بمختبرها حيث تقوم بتناول وجبه بسيطة ومن ثم المباشرة باستقبال المرضى لعمل تحليلاتهم الى ان يصل الوقت للساعه 8 مساءا وتبدا باغلاق المختبر والعودة لطبخ العشاء وفي بعض الأحيان تتاخر في العمل لل 9 او ال 10 مساءا اعتمادا على وجود المرضى او الاطباء الذين يرسلون المرضى لها للفحص على تحليل مهم وخاص، وعند الانتهاء فكان في بعض الايام تقوم ملاك بايصال مريم لاقرب نقطة قريبة عن لتكمل مريم طريقها مشيا الى المنزل وكانت الوقت الذي تستغرق هو بحدود 15 دقيقة تقريبا واذ عادت من العمل متاخرة فتاخد تكسي خوفا من ان قد تتعرض الى السرقة عند عودتها مشيا ومن جهة اخرى كانت تكره الصعود بالتكسي أيضا بسبب حالات تحرش سابقا فلقد كانت تتصل بزوجها لياتي لها بسيارته لياخذها للمنزل وبعدها بدأت تشعر انها لا يجب ان تعتمد اعتمادا كليا على زوجها سابقا لانها تعلم يوميا ما سيتركهم كما يفعل دائما، فكانت تقوم ببعض الايام بالمشي والأخرى باخذ تكسي وغير يوما تتصل بزوجها ليقلها، و هكذا كان الروتين اليومي السابق لمريم.
.
وفي احد الايام بعد ان عادت متاخرة من العمل حضرت العشاء لانس وعمار وقالت : اقفلوا الابواب وتاكدوا من الطباخ اذ كان مفتوح ام لا واغلقوا الانوار، سوف اذهب للنوم انني متعبة.
وفي صباح اليوم رن المنبه عدة مرات وفي كل خمس دقائق كان يرن وتضغط مريم بلاوعي على زر الغفوة بشكل مستمر ألى ان بدات تسمع صوت في الغرفة يناديها : أمي، أمي
فتحت مريم عيناها ببطئ لترا بشكل ضبابي شيئ ابيض في وسط الغرفة المضلمة واقفا يناديها بأمي ، جسمه طويل ابيض ونحيل ومرتدي البجامه وممسك بيده هاتفا، صرخت الام : يالهي! انس! لقد اخفتني
انس : الساعه 7 ونص صباحا لقد تاخرتي وعمار ما زال نائما يجب ان ينظم وقته
مسحت الام عيناها ونظرت الى انس وقالت : لقد اختفتني بهذا جسدك النحيل لم استطع رؤية شي سوى ضوء الصباح القليل الداخل للغرفة والمنعكس على جسمك هذا، ضننتك شبحا ما
قال انس وهو ضاحك : لقد اردت ان اقوم بتشغيل ضوء الغرفة لكن قلت ربما سوف تصابين بصداع بسبب الضوء القوي المفاجأ
الام : اذا السكته القلبيه افضل؟
ضحك انس وقال : هيا، لقد تاخرتي
نهضت الام وبدأت باخذ غراضها وقالت لانس : ثم لما لا تلبس شيئ تغطي به جسدك النحيل هذا
قال انس منزعجا : اااه، لااستطيع تحمل الحر
الام : معك حق، الان اوقظ عمار
امسك انس قدم عمار واخذ يجرها كما يفعل عادة وبدأ بازعاجه لكي يستيقظ لكن دون جدوى، حيث كان يغط بالنوم وجسده ثقيلا لا يتاثر بازعاج انس له، كان عمار ذو بنيه ممتلئة وعينان واسعتين عسلية مثل امه مريم وله بشرة تميل الى الاسمرار وذو شعر اسود سرح مثل والده جمال، وفي الجهة الاخرى كان لانس جسم طويل و نحيل وعظامه بارزة مع ملامح حادة وعيناه لونهما اصفر مثل والده وبشرة جافة بيضاء وقليل من النمش على انفه وشعر لولبي كستنائي اللون مثل امه.
استمر انس بازعاجه وجر منه الغطاء الى ان
خرجت كلمات ذو صوت عالي من عمار : لا اريددد الان ان استيقظ، اتركنييي،. فقط نصف ساعه اخرى، اريد النوم.
استسلم انس وخرج من الغرفة واتجه الي المطبخ و سمع صوت موسيقى Enigma_sadness يملأ البيت تستمع لها الام في بعض الأحيان حيث كانت تذكرها بطفولتها وبدأت تحضر الاشياء التي تريد ان تأخذها معها للعمل ،
قال انس : انجيما؟
الام : نعممم ، الاستماع لها تعطي لي الهدوء وهذا ما احتاجه الان لانني متاخرة ولا اريد ان اتوتر ويجب الاسراع، سوف ااخذ القليل من معلبات الجبن واتناول الفطور بالعمل.
ايضا انظر الى حالك ! انظر الى هالات عيناك البارزة، لاتخبرني انك لم تنام الى الان!؟
قالتها الام كانها أول مرة تعلم ان انس يسهر
نظر انس لها بعيناه المتعبتان وقال : امي، انها ليست المرة الاولى، انه الارق، والان سوف اصعد الى غرفتي
الام : فقط ابدأ على قطع أي منتجات الكافيين وسوف تتحسن دورة النوم عندك، تذكرت، لقد اعطيت الطعام الى box كالعادة، لكن لا املك الوقت لlove اذهب اليها وتاكد من سلامه اطفالها.
رد انس وهو يصعد الدرج : اعلم اعلم، تصبحين على خير
الام : انه الصباح! اه، وداعا

The Tea And The Knife, الشاي والسكين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن