*٣*

432 12 11
                                    

عمر:
لا اعلم لمَ يحتلُّني الضعف عندما اراها،
و لا اعلم هل ارمز لهذا ضعفٌ ام حب،
جميلة جداً،و هذا ما تبدو عليه دائماً.
هذه المرة قد رفعت شعرها،
و ارتدت فستاناً ابيضاً فضفاضاً،
تبدو مثل الملاك و هي تجلس على ذاك المقعد.
لو قلنا انني خطَيْتُ خطوة شجاعة الآن و طلبتُ منها رقصة،
هل سيحدث ما حدث المرة الماضية و تقبل طلبي ام ان مشاعرها قد ذبلت تجاهي؟.

سوسين:
أُقيمت حفلة نهاية العام،
انهيْنا اختباراتنا النهائية و الآن دخلنا في مرحلة انتظار النتائج،
تُقيم المدرسة هذه الاحتفالات في نهاية كل عام،
و بما انني طالبة في المدرسة فيتوجّب عليّ حضورها،
حتى لو لم يتوجّب عليّ،سأحضرها،
فليست لديّ حياة غير مجتمع المدرسة.
رغبتُ هذه المرة ان ارتدي شيء خفيف و عادي،
لم أرِد ان ألفتَ الانتباه بمكياج مبالغ فيه او ان أسدِل شعري كالعادة،
رغبتُ ان اشعر بالخفة برفعي لشعري،و الفستان الفضاض هذا،
حتى أنني لم ارتدي كعب حتى لا الفتُ انتباه احدٍ بطولي،
فأكتفيتُ بحذاءٍ ابيض رياضي.
و بما ان الجميع قد ابتعد عنّي بمجرّد انفصال عمر عنّي،
فأنا ابقى الآن على هذا المقعد وحيدة،
اتناول الذي وُضِع امامي و سأخرج من هنا بعد ساعة او ساعتين،
بالطبع دون الاحتكاك بأحد ،فلا ارغب بالبقاء بقرب احد،
تعبتُ من الارتباط بصديق او بحبيب.

عمر:
لا اعلم لمَ اشفقتُ عليها و هي تجلس هناك،
لم يكُن منظرها مثيرٌ للشفقة بقدر استخدام وحدتها عذراً لي،
الطاولة خاليةٌ من الناس،
الجميع كان يرقص،
هي الوحيدة التي كانت تجلس هناك،
حتى انّها لا تنظر اليهم،
هل اذهب ام ابقى؟،
و اذا ذهبت هل ستقبل طلبي؟.
بعد ثوانٍ من التفكير.
لن اخسر شيء،
لأذهب ، بالطبع لن تردّني.

يخطي عمر خطواته العريضة،
متجاوزاً اصدقاءه و زملاء مدرسته الذين في الوسط،
ذاهباً تجاه سوسين.
حالَما وصل عمر، وقف بجانبها،
و لكن سوسين لم ترفع عينيها نحوه،
فقد كانت في مرحلة عميقة من التفكير الداخلي.

عمر:سوسين.
لم تُجبْه سوسين،فكان صوته نوعاً ما منخفض و ايضاً بسبب غياب عقلها حينها.
يضع عمر يده على كتف سوسين عديم الاكمام:سوسين.
ترفع سوسين رأسها نحو عمر،و بنبرة منخفضة:ماذا؟.
عمر ينزل يده من على كتفها و يمدّها امامها:هل تقبلين برقصة؟.
يبدأ عمر بالابتسام.
تبدأ سوسين بإخفاض رأسها و قبل ان تبدأ بهزّه رفضاً لطلبه،
قاطعها عمر:فقط رقصة،لا شيء اكثر.
ترفع سوسين رأسها و تنظر الى يده التي لازال يمدّها:عمر...انا مُتعبةٌ...لا اريد.
عمر يحني رأسه نحوها:لماذا؟هل انتِ مريضة؟.
تهز سوسين رأسها سلباً.
عمر:اذا ما بكِ؟.
سوسين بنبرة منخفضة و بتعابير رافضة:عمر،لا اريد،دعني و شأني.
يرفع عمر رأسه و بنبرة منخفضة:حسناً متأسفٌ جداً.
بخطواتٍ ثقال،
يذهب الى الطاولة التي كان يجلس عليها مسبقاً،
و جعل عينيه منتصبةً نحوها.

أحاديثهم في أعينهم🥀(süsöm)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن