*٢٣*

422 11 0
                                    

الشهر الثامن.*

حرِص على اخبارهم بمجيئهِ عداها،
و ألزَم عليهم بعدم اخبارها بذلك،
بقيَ ينتظر في المطار الى حين اعلامهِ بغياب وعيها عنهم و نومها.

في وقت شبه متأخّر من الليل،
ذهبت عائلة يلماز و اسيا و ايبيكا الى لقاء عمر،
بعدما لقوه و استقبلوه بالاحضان،
طلَب عمر من اسيا و ايبيكا الرجوع الى المنزل-اوصلتهم ياسمين-،
و ذهب عمر مع والديه الى المنزل.

و كأي ام و اب،
طلبا سوزان و احمد من عمر الذهاب الى النوم و اخذ قسطاً من الراحة،
بعد الرحلة التي امتدت لساعات.

عمر دون ان يُنزِل حقيبته معه،حتى لا يُحدث ضوضاء توقِظ سوسين،
قام بفتح الباب بالمفتاح الذي لديه ببطء،
كالعادة المصباح لم يُغلَق،
كانت سوسين نائمةً،كالمعتاد،
كان ظهرها هو الذي يقابله،
يقترب منها عمر و يبتسم:اذاً ترتدين قميصي و تنامين!..هذه التي لا تريد رؤيتي!.
يقدّم رأسه لينظر اليها،
ينحني فيضع قبلة صغيرة على خدّها بحرص حتى لا تستيقظ،
مالَ قليلاً تجاه بطنها،فلا زال واقفاً خلفها،
و بلمسة تكاد الاختفاء،قام بمسح ابهامه قليلاً عليه،
همَس:مرحباً ايتها الصغـ..،يعقد حاجبيه،اصحبتِ كبيرة خلال شهر!،هل انتِ ايضاً خاصمتيني مثل والدتكِ ام يمكنني التحدّث معكِ الآن؟.
يرفع رأسه:لحظة،لا زال يهمس.

خلَع معطفه و ذهب الى الجانب الايمن من السرير حيث كان ينام،
لم يكُن النوم رغبته،
صعد السرير ببطء،
و كلّما تقدّم قليلاً ينظر الى سوسين خشيةً من ايقاظها،
حتى اخيراً استلقى و لكنّه لم يستلقي موجّهاً نفسه مقابل وجهها،
انّما كان قد نزل حتى بقيَ على حدود رؤية ابنته-حسب ظنّه-،
كان قد قرّب وجهه من ابنته كثيراً حتى لا تسمع سوسين همسهُ،
ازاح الغطاء قليلاً حتى تسنح له رؤيتها بشكل كامل،
وضع يده اليمنى عليها:مرحباً..اتمنّى ان يمكنكِ سماعي جيّداً الآن..لا يمكنني رفع صوتي اكثر،لا زال يهمس.
ادركتُ انّكِ ستأتين قريباً،و ادركتُ ايضاً ان الفرصة لم تسنح لي بالتحدّث معك.
حسناً..صحيح ان الفرصة سنحت لي دائماً و لكنني اتغاضاها لأنني،يقترب،اخجل من ان تناديني والدتكِ بالمجنون،يبتعد قليلاً،صحيح انّها كانت ترغب مني التحدّث معكِ و لكن ماذا اقول؟..لا اعلم كيف اتحدّث و كيف اخاطبكِ..و لكنني فكّرتُ بشيء،ربّما مستقبلاً ستكبرين و تسأليني ما كانت ردّة فعلي الاولى عندما علمتُ بكِ،يتنهّد،بالطبع لن اخبركِ انّني عرفتُ بكِ و انتِ كبيرة و تبلغين الـ٥ اشهر بداخل والدتكِ،و لكن فعلاً ان لم يحدث ايّاً من تلك الاحداث و لم يحدث شيئاً سيء بيني و بين والدتكِ،و لو اتت اليّ و نحن معاً وقتها و اخبرتْني بكِ لفرحتُ كثيراً بخبرك..مثلما انا فرِحٌ بكِ الآن.
ربّما لو علمتِ انني و والدتكِ اجتمعنا معاً فقط لأنكِ خُلقتِ لربّما لن تكفّي عن التباهي مستقبلاً،و لكنني لا اريد منكِ معرفة ذلك حقاً،اريدكِ ان تعلمي انني احبّكِ و احبّ والدتكِ كثيراً مهما حدث،و انّ مجيؤكِ بيننا كان مثل الشيء القوي الذي ربطني بوالدتكِ،اتمنّى فعلاً الّا تتعبيننا مستقبلاً،لقد تحمّلنا الكثير لأجلك،يضع قبلة.

أحاديثهم في أعينهم🥀(süsöm)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن