31

54 7 1
                                    




حين كنت أصغر سناً ، إمتلكت خيالاً ظريفاً عن حياتنا الزوجية . و استمر ذلك الخيال بالتبادر إلى ذهني لوقتٍ طويل .


تعود أنت من العمل كمديرٍ تنفيذيٍ لشركةٍ ضخمة ، و أفاجئك بصنع مائدةٍ كاملةٍ من أطباقك المفضلة كمكافئةٍ لعملك الجاد .


نتبادل القبل في المطبخ لأنك بالطبع ستكون لازلت محباً للقبل ، و تأتي طفلتنا الصغيرة لتفريقنا و تخبرك بأن تتوقف عن إلتهام وجهي كل يوم .


تحمل طفلتنا لتقبلها ، و هي ستكون أميرتنا الصغيرة المدللة . ستحبنا بالتساوي و لكن ستحبني أكثر سراً لأنني من يضع لها طلاء الأظافر و من يظفر شعرها . و عليك التعويض بأخذك لها إلى الحديقة كل جمعةٍ حتى لو كنت متعباً من العمل .


تناول الطعام لا يخلو من السعادة ، نستمع لأميرتنا تحكي عن يومها في الحضانة ، و تبدأ فجأةً بالتذمر لأننا لا نستطيع الذهاب معها .


بعد الغداء سيكون دورك في غسل الصحون ، و سنقوم أنا و طفلتنا بترتيب المنزل .


عندما تذهب الصغيرة لمشاهدة التلفاز ، سآتي لأعرض عليك المساعدة . و حين أبدأ بتجفيف الأطباق معك تنفخ نحوي رغوة الصابون تماماً كما طبيعتك العابثة .


نبدأ حرب الصابون المليئة بالضحك ، نتبلل و قد ينتهي بنا الأمر منزلقين على الأرض التي بللناها .


نجلس أرضاً رغم ذلك ، نتعانق و أخبرك كم اشتقت إليك ، و نحكي كيف كان يومنا في العمل .


حتى نعود لغسيل أطباقنا ، ربما نثرثر بين الحين و الآخر حتى ننتهي .


ثم نضع طفلتنا على سريرها استعداداً للنوم ، تتشبث بك تترجاك لتغني لها . و أنت تفعل مستسلماً بعد جعلها تقطع وعداً بأن تنام بعد أغنيةٍ واحدةٍ لا غير .


تبدأ بالغناء ، و ينتهي بي الأمر غافياً بدلاً من الطفلة .
تحملني رغم نومي إلى غرفتنا ، و تغطيني لتستلقي بجانبي و أنام بين ذراعيك .


سنلتقط الكثير من الصور لعائلتنا ، و سنحب بعضنا للغاية .
سنصنع العديد من الذكريات السعيدة ، و نعيش حياتنا بأسعد ما يمكن للأبد .


لكن ذلك لن يحدث ، و الآن أشعر بالحزن لأنني رفعت آمالي للتفكير بمستقبلٍ جميل و أنا لا أملك مستقبلاً من الأساس .


ربما عليك فعل كل ذلك مع شخصٍ غيري ، فلتعش حياةً سعيدةً بعدي سونغميني . إتفقنا ؟

___________

𝑺𝒍𝒆𝒆𝒑𝒍𝒆𝒔𝒔. [𝑪𝒐𝒎𝒑𝒍𝒆𝒕𝒆𝒅]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن