جحيم أحضانه

I {INTRODUCTION}

إخترق مسمعها صوت أمواج هادئة تضرب هيكل القارب مرة تلو الأخرى؛ بدأت بفتح أعينها الخضراء ببطئ؛ شعرت ببعض الدوار فقد كان أثر المخدر بدأ يزول 'ما الذي يحدث لي' همست وهي تضع يديها على رأسها بقليل من الألم.

توضحت الصورة أمامها تدريجيا؛ ليدق قلبها برعب دب بأوصالها 'أين أنا!' همست مرة أخرى و أعينها المفزوعة تجول بالقارب الكبير الذي هي على متنه؛ صدمت أكثر عندما أدركت أنها ليست وحدها على متن القارب بل يوجد العديد من الفتيات معها لم تحصي عددهم هناك من إستفاقت مثلها وهناك من تزال مغشى عليها إثر المخدر.

صرخ عقلها بجملة واحدة 'نحن مختطفون' تحركت من مكانها بعنف لتنتبه أن يديها و حتى رجليها مقيدين؛ هزت رأسها بعدم تصديق و أردفت بصوت منخفض'لا لا أنا بحلم هذا ليس بحقيقي'.

أستفاقت على نفسها على صوت صراخ فتاة؛ راقبت إحدى الفتيات تدخل في نوبة هلع بينما صوتها يعلو 'أين نحن! ماالذي يجر-..' لم تكمل كلامها لتخرسها صفعة تليها عدة ركلات ألقاهم عليها رجلا ما لم تنتبه لوجوده حتى.

شهقت بفزع من هول المنظر أمامها وتلقائيا بدأت دموعها تنهمر على وجنتيها كحال باقي الفتيات..رفعت يديها المقيدتين تمسح دموعها بينما تحاول تهدأت نفسها؛ جالت بخضراوتيها مرة أخرى على المكان ليستقرو على رجل ما كان يبادلها النظرات يقف على بُعد مسافة جيدة لم تمنعها من ملاحظة طوله الفارع و حتى وسامته؛ أخفظت أعينها عنه لترفعها بعد دقائق قليلة لنفس جهة تواجد ذاك الشخص ومجددا أعينه كانت تخترقها مع إبتسامة خفيفة تزين ثغره وهذا ما أكد لها أنه كان بالفعل يراقبها.

إستدارت برأسها نحو اليمين للفتاة التي تبكي دون توقف؛ ركزت النظر حولها لتلمح رجل في نهاية العشرينات يحدق بالفتاة الجالسة بجانبها دون أن يرمش حتى؛ الأن و فقط بدأت تلاحظ وجود رجال أخرين معهم يقفون بأماكن مختلفة خطر على بالها أن تعد عددهم؛ حسنا يوجد تسعة عشر رجلا ماذا عن الفتيات بدأت بعدهم هم أيضاً؛ سرت قشعريرة بجسمها عند تطابق عدد الرجال مع النساء هذا يعني أن كل واحد من الرجال سيحصل على إمرأة منهم؛ ركزت أكثر لتدرك أن كل الرجال لديهم إمرأة في خط نظرهم؛ تذكرت نظرات ذاك الشاب لها لكنها لم تتجرأ لترفع نظرها وتتأكد من مخاوفها.