VIII

1K 30 27
                                    

إنطفاء ذاك النور الذي كانت تؤمن بأنه المنفذ من ظلامها كان موجعاً لقلبها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

إنطفاء ذاك النور الذي كانت تؤمن بأنه المنفذ من ظلامها كان موجعاً لقلبها..و تلك القبور كانت كإشارة حمراء أوقفتها عن الإيمان بوجود مهرب من جحيمها هذا.

'لا أسماء على قبورهم' قالت بجمود و إنطفاء بعينيها التي تمر على تلك القبور المتراصة واحداً تلو الآخر؛ المتماثلة بصليب خشبي فوق ترابها.

أضافت بعد دقائق من الصمت الذي تلقته منه وإلتفتت نحوه 'لما؟!..ألا يملكون أسماء؟!؛ أم أنكم لا تعرفون أسمائهم حتى؟!' أردفت بقليل من الحدة.

إرتفعت زاوية فمه بإبتسامة 'أرجح الأمر الثاني؛ مع ذلك يعتبرن محظوظات بمكانهم هذا..جثث غيرهم كانت مقبلات للقروش'.

'سيأتي يوم و أراك تحترق مع كل الشياطين في هذه الجزيرة اللعينة' بحدة هتفت بكلماتها جعلت منه يقهقه مجيباً إياها قبل سحبها له مبتعدين عن تلك المقبرة.

'أتمنى حدوث ذلك لكن ليس على يدك..هيا لدينا عمل لننجزه'.

تعلقت أعينها على تلك القبور بينما يسير بها قابضاً على رسغها؛ و تلألأت خضراوتيها بدموع حبستهم داخلها..بعد كل الرعب الذي رأته على هذه الجزيرة ولا يزال صعب عليها تصديق بشاعة هؤلاء البشر؛ وما إقترفوه بحق كل إمرأة بحظ سيئ أوقعها بين براثين هؤلاء الوحوش..يقال أن لكل بداية نهاية هي لم تشهد بداية هذا الجحيم لكنها متيقنة أنها ستكون شاهدة على فناءهِ.

'أإنتهت فقرة الأسئلة خاصتك..هيا لا يزال لديك فرصة لسؤالي عن ما تردين'.

ألقى بنظره للوراء عليها وقد بدت شاردة ليس وكأنها تستمع لما يقول فأضاف ليعيد إنتباهها نحوه وقد نجح في ذلك 'ماذا سيكون سؤالك إن أخبرتك أنني سأجيبك بصدق'.

إستغرقها من التفكير دقيقة و أردفت بأول ما جال بخاطرها 'كيف..كيف يمكن أن يتجسد الجحيم على الأرض..لما يوجد مكان كهذا!'

'البشر حيث كنتي يختبؤن تحت أقنعة الملائكة؛ إنما هنا تخلوا عن ذلك وما ترينه هو الصورة الحقيقية للعالم..الأرض بالفعل جحيم والجنة ليست واقع بل وَهْم يهرب إليه الضعفاء..أتظنين أننا على هذه الجزيرة لنتسلى بتعذيب النساء فقط؛ أنتم فقط وسيلة إلهاء لنا'.

جحيم أحضانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن