IX

1.4K 34 25
                                    

الألم هو ما يشعرنا بالحياة وفقدان هذا الشعور جحيم لا يطاق

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

الألم هو ما يشعرنا بالحياة وفقدان هذا الشعور جحيم لا يطاق.

'حالتك تسمى اللإحساس الخلقي بلألم ..إنها حالة مرضية نادرة و خطيرة جداً..المصاب بهذا المرض لا يشعر بأي ألم مهما كانت شِدته ولا يشعر بالجوع ولا الرغبة بالق-..'

قاطعها حين أردف 'مرض سيبا(CIPA) أعلم جيداً ما هو'.

صمتت لدقائق تحدق به يجلس على الجهة الأخرى من الأريكة؛ يحمل كأس شراب يرتشف منه من وقت لآخر 'منذ متى تعلم؟..بل كيف لا تزال حي؟ كيف نجوت بحالتك المرضية هذه وأنت لست بشخص حريص على نفسه..كم عمرك خمسة و عشرون'.

'بل السابع والعشرين'.

نظرت لنقطة ما ثم أردفت 'أذكر قبل سنة أتتنا حالة لطفل صغير يعاني من هذا المرض..جلبته والدته وهي في حالة فزع شديدة فصغيرها غرز سكين في فخده وأخرجه من مكانه دون أن يشعر بأي ذرة من الألم؛ ذهب لوالدته وهو ملطخ بالكثير من الدماء وقال لها يبتسم أنظري أمي أنا بطل خارق لا أشعر بأي ألم..بأعجوبة نجى ذاك الطفل بعد فقدانه كمية كبيرة من الدماء..شرح الطبيب للأم أن طفلها لن يشعر بالألم لبقية حياته وأخبرها أن لا علاج لحالته تلك؛ وقعُ الأمر كان صعباً عليها فمعرفة أن كل الكدمات التي كانت تجدها بجسم صغيرها لم يتألم عند حصوله عليها لهذا لم يكن يشتكي لها من أي ألم..سمعتُ بعد عدة أشهر أن هذا الطفل ذو الثمانية سنوات توفي؛ رمى بنفسه من الطابق الثالث ليتبث لوالدته أنه حقاً إحدى الأبطال الخارقين'.

ساد بينهم الصمت وكل ما كان يسمع هو عويل الكلاب الضالة؛ إلتفتت له بعد أن شردت حينما إسترسل قائلاً 'لم تكن لي والدة لترعاني تخلت عنا وأنا بعمر السادسة و ألانو بثانية..نشأنا في دار للأيتام؛ لم أكن كثير الحركة في صغري لذا لم أتعرض لإصابات بليغة ولم ألحظ شيء غير طبيعي بي..بعمر الثالثة عشر دافعت عن ألانو و أخدت طعنة سكين ببطني بدلاً عنه؛ لحظتها لم أشعر بألم وبقيت واقفاً لم أستوعب ما كان يحدث معي إلا أنني كنت غاضباً؛ فإنهلت باللكمات على ذاك الشخص..نقلوني للمشفى حيث شخصو حالتي بمرض سيبا..و بطريقة ما لا زلت أنجو كما ترين' سخر بأخر كلامه وأخد قنينة الشراب يصب المزيد في كأسه الفارغ.

جحيم أحضانهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن