~~~~
بعد أن انهيت رواية الحادثة لهم بتفاصيلها المملة، وحين ظننت أن الشكوك ستنال منهما أيضا فاجئتاني باعتبار الامر مجرد هلوسة وفقط
كيف أبوح لهم بماشعرت به؟ كيف أصف لهم ملمس وجنتيه بين يدي؟ وكيف أخبرهم بحلاوة صوته داخل أذني؟
بإمكاني القول أني تخيلت صوته و هيئته، ولكن سواداوتيه؟ عينا حبيبي غنية عن تعريف قلبي له
إن اقتنع عقلي بهلوستي فمن يقنع قلبي بغير ذلك؟
تجاهلت كلامهن، وتناسيت الامر، قد كان النقاش معهما عقيما لا غير، دعهم يقتنعون انها مجرد تهيئات فأنا وقلبي نعلم أنها العكسكان لا يزال علي تجهيز نفسي للقاء المساء لذلك أصرّيت على الخروج من المشفى صباحا، فور وصولي صعدت على عجلة، فتحت الخزانة أخرج ما سأرتديه ثم توجهت نحو الحمام
ربع ساعة استحمام و اخرى وضعا لمستحضرات التجميل وها أنا ذا جاهزة
"سأخبركن عندما أعود" قلت ل اللتان تجلسان على الاريكة بدون فهم لما يجري، حملت حقيبتي، وضعت نظارتي، وهممت بالخروج
...…...المشاعر، هناك من يقول أن منبعها القلب، و آخرون يزعمون أن العقل مصدرها، صائغين نظريتهم على أنها عبارة عن رسائل عصبية يرسلها الدماغ نحو القلب متحكما بسرعة نبضاته، ولكن لم لا يكون الامر عبارة عن عملية مشتركة بينهما؟
فمثلا حين تشعر بالالم بمكان ما، يجعلك العقل قادرا على تمييز مكانه، شكله، ومصدره، وهذه عملية مشتركة بين مكان الالم و دماغك، لِمَ؟ لانه و ببساطة مالم تشعر بالالم فأنت لن تكتشف ذلك، وهذا يعني أن الاحساس بالالم يتكون قبل إدراكك له..لنعد للمثال السابق، تشعر بالالم فينبهك عقلك بمصدره
و حين تشعر بالحب سينبهك بمكانه كذلك! تماما حيث وضعت يدك الان، إنه نابضك!ألا يعني هذا أن المشاعر تتكون بقلبنا أولا ثم يتكلف العقل بتحليلها و جعلِك قادرا على ادراكها؟ وهكذا تكون لدينا عملية مشتركة بين العضوين!
قد تكون مشاعرك مبهمة لك في البداية لكن بمرورك من تجارب عديدة فإن تمييزك لماهيتها سيكون سهلا.
تماما كمشاعر الاعجاب التي احتلت قلبي منذ اليوم الاول، وسط الغرفة التي تعج بالأشخاص، كانت هي تتوهج بينهم، منادية انا هنا، فلتلاحظني و تقع بحبي فليس لك مني مفر!
يقال أنك تعرف الانسان الفاسد من النقي من محياه، ماذا إن كان لها ملامح ملاك؟ كيف لروحها أن تكون إذا؟
أنكرت الامر في الواقع! ولم أعطه أهمية فقد ظننت أنه مجرد لقاء، ولن اراها مرة أخرى
ث