¹⁶

41 6 6
                                    


-

بعيدا كثيرا عن ضجيج المدينة و صخبها، بضاحية مهجورة نوعا ما، خالية البشر..
جدران مهدمة و اخرى متعفنة، رائحة كريهة كفيلة بإفقادك حاسة الشم.

وسط هذه الفوضى اللاإنسانية وجد بيت صغير صنع من قزدير صدئ، يحوي غرفتين إحداها فارغة سوى من أثاث رث ممزق، والأخرى تحوي سريرا به يرقد جسده الذي هزل حتى بانت عظامه

دماء جفت بمحياه وجروح تعفنت لئن فاحت برائحتها، أجُثة هامدة صار أم هو عالق بحياة غاب فيها عقله أما جسده فقاب قوسين من التعفن.

سوء التغذية والاهمال باد بملامحه الغائبة عن الوعي، حي أم ميت لا أحد يدري ولا هو يدري فما عادت الشمس تجد له طريقا ولا الهواء النقي يجول رئتيه

أما طعامه إن أفاق فهو عبارة عن كسرة خبز و كأس ماء يمسك بهم طيف الحياة...
يعاند، يقاتل، و يكافح الموت وإن طرق بابه مرارا، يأبى الاستسلام قبل العودة لأحظانها، فهي ترياق دائه ودواء وحشته.

عاد له وعيه مجددا فاستفاق يستذكر مكانه فإذا برائحة التعفن تقوم بالواجب وأكثر، أفلت نظره جهة الكرسي فإذا به فارغ هذه المرة، حرك يده، لعل النسيان يداهم قساة القلب فينسون تقييده، ولكن ذاك ما لن يكون.

رق قلبه لحاله المزري، أيام تعيد نفسها وهو مسطح فوق سرير متهالك، يطالع سقفا يتمنى هدمه والهرب، يتمنى انفراج الغيم يوما، يتمنى العودة لأحبائه.

فُتح الباب فإذا به يدير وجهه ببطئ فقد سئم صوت صريره، أما الوجه الذي يطل من خلفه في فيرغب شديدا خنقه بيديه، إزهاق روحه لئن يبرد غليله

"استيقظتَ!"

جاءه ذاك الصوت المقزز كما يصفه هو، فأشاح بنظره بعيدا يشتمه باطن ثغره

-

بعد صباح اليوم المشؤوم ببيت نامجون، تفرق الفتية على وعد باللقاء مرة اخرى حين يتصل جيم بهم، اختار تاهيونغ المرور بمركز الشرطة في حال توصلوا لأي جديد
فيما عرج جيمين نحو المشفى، يريد الاطمئنان على صديقته، فإن هي نست ما بينهم هو لم يفعل!

فتح باب الغرفة ليجد زينة بالداخل تقتعد الكرسي، بينما ماري ماتزال نائمة

تحمحم يجذب انتباه الشاردة بهاتفها، لتنتفض العسلية اثر ذلك، لكن سرعان ما تبدلت مشاعرها لتغمرها سعادة عارمة بوجوده، خطت نحوه هو الذي فرد دراعيه يدعوها لاستوطان صدره، فيما غرس رأسه بشعرها يقبلها برفق

"اشقتت لك جميلتي"

ابتعدت زينة للخلف كي يتسنى لها رؤيته بشكل أفضل، اشتاقت لإمعان النظر فيه، مطالعته بالساعات دون ملل..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 19 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لَالِيِيدْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن