||
••
||"المعذرة، ولكن هل أعرفك؟"
عدة افكار تتضارب ببال تايهيونغ ابرزها كيف لم تتعرف عليه هو يعلم مسبقا بشأن نسيانها المؤقت، ولكن ان لا تتعرف عليه وهو بشهرته هذه، ليس وكأنه تكبر منه فمن لا يعلم بشأنه أو فرقته على الاقل؟ تلك الفرقة التي يعلم بشأنها الصغير قبل الكبير داخل بلاده وخارجها!
إن دل هذا على شيء فهو يدل على أنها نسيت جونغكوك كذلك، وهذا ما جعل ملامح الحزن و الصدمة تتشكل بمحياه
مدت جوري أصابعها تشير ناحيته قائلة بنبرة متلبكة
"اه، إنه صديق تعرفنا عليه في الفترة الاخيرة، قبل وقوع الحادث، لابد أنك لم تذكريه"
أومئت ماري متفهمة، وفجأة، استقامت من مضجعها، وحطت أقدامها أرضا تخطو لتجلس بجانب تايهيونغ، طالعته لثوان كانت كالساعات بالنسبة له،
"انا.. انت.. أنا كيف؟ أقصد انا أفهم ما تقول!.. صمتت قليلا ثم التفتت نحو زينة مكملة بنبرة ارتدت زي الغرابة
" لِم يتحدث الكورية؟ ولِم أفهمه و أستطيع اجابته؟ حبا بالله ما الحياة التي كنت اعيشها قبل الحادث؟ وأين أمي و أبي لِم لَم يحضر أحد لرؤيتي؟؟"
الصمت، ولا شيء غير الصمت، ذاك الصمت المهول الذي تسمع فيه احتكاك جناحي الذبابة ببعضهما... ذاك الصمت الذي يعلو فيه نبض القلب و يضيق فيه التنفس
استمر السكون لدقائق اخرى حتى كسره صوت جوري التي لم تسلم الصدمة من تلطيخ محياها
"دعينا نتحدث عن هذا بعد ان نستدعي الطبيب، حسنا؟"
أومئت لها ماري بشيء من الشك ثم انصرفت الاخرى ليلحق بها تايهيونغ إذ يشعر أن بقائه هناك لن يزيد الطين سوى بلة فقد يتلفض بشيء يعقد الامور لا غير.
دقائق معدودة حتى ولج الطبيب الغرفة ليطلب من زينة الخروج كذلك مزينا ثغره بابتسامة لطيفة، على عكس التي تقتعد الاريكةأمامه، فعلامات التوثر قد ملت محياها
امسك يديها يسحبها لتتسطح فوق السرير ثم باشر عمله يقلب جفنيها، ابتسم قليلا ثم جعل يتحدث
"سأطرح عليك بضع أسئلة، لا تخافي، نريد فقط تحديد مدى فقدان ذاكرتك"
أومئت له موافقة، داعب الضغط خافقها فزاد من نبضاته، ما جعلها تشبك أصابعها ببعضها
"آنسة ماري جوهانسن، كم عمرك الان؟"
"اثنتين وعشرين سنه"