¹¹

49 14 10
                                    

....

ضحك هو، كما لم يضحك قبلا، قهقه عاليا حتى كادت أنفاسه تخنقه، بينما هي تنظر له بريبة

"ما ظننتك تحبين البرتقال لهذه الدرجة!" أكمل قوله بِجذبها لحضنه كأنما يدفنها بداخله

"مقبولة منكِ، حبيبة البرتقالِ"

انقلبت بحضنه تلف ساقيها حول خصره، و حطت برأسها فوق صدره تستمع لنبضات خافقه، كأنما يعزف سمفونية، سمفونية الهوى

تسللت يده تمسد ظهرها بلطف صعودا و نزولا، بينما يغرس ذقنه بشعرها يستنشق رائحة منه فاحت

"رائحتك برتقالٌ"

تضاحكت هي تشتم خصيلات شعرها

"لابد أني لمسته بيدي حين كنت أقشره"

ابتعد قليلا يجوب بنظارته بين سوداوتيها، ثم صمت قليلا كأنما يفكر ليلتفت نحو الشرفة

"هممم، تأخر الوقت، غذا يوم عطلتك، يمكنك البقاء هنا الليلة، أفلا؟"

"بلا، سأعلم زينة أني سأبيت خارجا"

امسك بخصلة من شعرها يلفها حول اصبعه، فشرد بها، تائه، ضائع، غارق ببحر الهوى، وبحر عينيها أسود اللون، كالثقب الاسود، إن يجذبك فلا رجعة بعد ذلك.

أفاقه من شروده صوت معدته الفارغة

"هل نطلب البيتزا، أم تشتهي خاطرك شيئا اخر؟"

رفعت رأسها تنظر له قليلا كانما تفكر

"امم لا، لا ضير معي بأي شيء"

همهم متفهما ليخرج هاتفه من جيبه منفذا لما قاله، ليعيده مكانه حالما انتهى
بعد مدة تقدر بنصف ساعة صدع صوت الجرس يعلن وصول البيتزا، ألقى نظرة عليها أي انهضي، لكنها تشبثت به تعاند

"كما تريد سيدة قلبي"

تضاحك يحكم الامساك بها، ثم رفعها بينما احكمت هي احتضان خصره بقدميها، و عنقه بيديها...
فتح الباب فإذا بعامل التوصيل يتفاجئ بمنظرهما، غير أنه تابع عمله وانسحب بعد أن تقاضى أجره.

دفع الباب بقدميه يغلقه، يحمل علبتي البيتزا بيد، ويحكم امساك ماري باليد الأخرى

ثم خطى نحو المائدة يفرغ ما بيمناه، واقتعد الأريكة، تزين محياه ضحكة ساخرة على وضعه

"ألن تأكلي؟" نبس بلطف يبعد خصلات شعرها المتمردة

"ليس الان"

لَالِيِيدْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن