دخل نديم غرفة الطعام وهو يلقي تحيّة الصباح يطلب من عدالت الواقفة جانبًا فنجان قهوة بسرعة قبل الخروج فتلقّفه إلتشين قائلًا:
-لن تغيّر عادتك أخي، لماذا لاتتناول شيئًا قبل شرب القهوة؟ إجلس وشاركنا طعام الفطور
-اليوم بالذات لا أستطيع أخي، فقد تأخّرت بما فيه الكفاية، يجب أن أكون في شيلا عند الساعة العاشرة
-لماذا؟ هل عاد عمّي من السفر؟ تراسلنا هاتفيًّا منذ يومين ولم يأتِ على سيرة العودة
-صحيح... مازال في جورجيا... لديّ موعد مع الرسّامة الجديدة... يعني موعد عمل... سنلتقي بالمؤلّف ديميرجي، تعرفه... أحد زملاء عمّي، الآنسة سحر ستنفّذ غلاف قصّته الجديدة
-وما شأنك أنت في الموضوع؟ لا تسيء فهمي أخي... الرسّامة ستأخذ بعين الاعتبار آراء المؤلّف وعلى أساسها سترسم، أنت لماذا تتكبّد عناء المشوار؟ بحسب معرفتي أنت لا تتدخّل في هذه المسائل
-السيّد ديميرجي تمنّى عليّ المشاركة في اللقاء وأنا لا أريد أن أكسفه... لا أعرف، ربّما لأنّه علم أنّها جديدة في الدار
-ولمَ لم تعرض عليه اسمًا آخر يعني الرسّامون المتعاقدون معكم كثر ولديهم خبرة واسعة
-عمّي من أوصاه بها...
تدخّل روزجار الذي كان يتناول فطائره بشهيّة:
-متى سيعود عمّي يمان من السفر، أريد أن أزور معه مزرعة الخيول
أجاب إلتشين وحيده بهدوء:
-حبيبي، ألم أقل لك إنّه سيأخذك إلى المزرعة فور عودته إلى شيلا
أردف نديم قائلًا:
-لكنّ غيابه طال هذه المرّة... بدأتُ أشتاق إليه
أنهى كلامه ونادى المدبّرة على الفور:
-عدالت، أين أصبحت القهوة؟
نهضت نورشاه من مكانها تنظر إلى زوجها بطرف العينين وتقول بنبرة فيها بعض المشاكسة استرعت في الحال استغراب نديم الواقف بجانب الطاولة:
-دعني أستعجلها، لا نريد أن نؤخّرك على موعد مهمّ كهذا
تابعها صوته المستنكر:
-نورشاه توقّفي... ماذا تقصدين بهذا الكلام؟
نظر إلى إلتشين فوجده يبتلع الطعام مبتسم الثغر يتحاشى النظر إليه فهتف وهو يهمّ في المغادرة:
-سأشتري فنجان قهوة عن الطريق، أنت وزوجتك ستصيبانني بالجنون... إلى اللقاء روزجار
خرج نديم من غرفة الطعام قبل دخول نورشاه تحمل فنجان القهوة تتلفّت يمينًا ويسارًا تبحث عن صاحب الطلب لتستقرّ نظراتها عند زوجها الذي أومأ لها بيده يشير إلى خروج أخيه. وضعت الفنجان على الطاولة ولفّت عائدة إلى مكانها تسأل زوجها همسًا: