بسرعةٍ خاطفة قام منديل بدفع رأس الرجل المدرّع بيده وضربه بالجدار ضربة قويّة، ضربة سببت تصدّعا ضخمًا بالجدار وحفرته، في تلك الثانية قمتُ بأسرع ما لديّ وأخذتُ المسدس من يد الرجل وصوّبته تجاهه... لكنني لم أطلق، لا أعتقد أنني أملك الحق في الإطلاق عليه... لا أظن أنني أملك الحق في قتله.
ابتعدتُ بسرعة وتركتُ بيني وبينه مسافة، أعلم أنه لن يموت بهذه السهولة بناءً على درعه ذاك، وبالفعل... رأيته يُدخل يده في معطفه مجددًا وببطء، حينها صرخت بأعلى صوتي "منديل! لديه سلاح آخر!"، ولحسن الحظّ أن رغبة الانتقام لم تكن تعميه وقتها، لذا استمع إليّ وابتعد عنه بسرعة.
أخرج الرجل رأسه من تلك الحفرة التي نتجت عن ضربه بالجدار، كانت خوذته متصدّعة قليلًا بسبب ضربة منديل المدمّرة، أخرج من معطفه سلاحًا آخر بالفعل... مسدّس آخر، لكنني كنتُ أملك الأفضليّة عليه هنا لأنني كنتُ قد تمركزتُ بالتصويب بالفعل... استجمعتُ تركيزي... الآن لا فرق بين هذا الموقف وبين وقوفي أمام طاولة الجراحة... لا مجال للخطأ.
أطلقت... صوّبتُ على يده لأسقط منه المسدس قبل أن يقتلني أنا ومنديل، وبالفعل أسقط المسدس من صدمة الرصاصة، لكن يده لم يحدث لها شيء، الدرع الذي يلبسه في كل جسده قد حماه، ويبدو أنه مضاد للرصاص، منذ متى وهذه الدروع موجودة أصلًا؟ هل صنعها بنفسه؟ لستُ أدري... لكن التعامل معه سيكون مزعجًا للغاية.
سقط المسدّس على الأرض فأطلقتُ طلقة أخرى عليه لكي أتأكد من ألا يعمل مرة أخرى، ثم أعدتُ التصويب نحو ذلك الرجل، ربما لو أطلقتُ على رأسه فسيصيبه جزء من الرصاصة لأن منديل ضرّر الخوذة بالفعل، لكنني لن أطلق؛ الشخص الذي ينبغي أن يقتله هنا هو منديل وليس أنا، لا أملك أي مصلحة أو صداقة تُذكَر مع منديل... لكنني أحترم رغبته من كل قلبي كما أنني أحترم رغبة هذا الرجل المدرّع، ولن أدنّسها أبدًا.
حينها تحدّث منديل وهو يُبقي مسافة بينه وبين الرجل "هل انتهت أسلحتك الآن أيها الوغد؟ معطفك واسع للغاية، أظن أنك تملك المزيد من الأسلحة، ربما منجل ماشيتي آخر كالذي أتيتنا به لأول مرة... كنتَ أنت... صحيح؟ أنا لم أسمع محادثتك مع وخزة بالكامل لكنني سمعتُ ما يكفي لأتأكد أنك أنت من قتل أبي!"، التفت الرجل نحوه بكامل جسده وردّ عليه بصوتٍ هادئ للغاية وبنفس تلك اللباقة "أرجو المعذرة، لقد قتـ- فعلتُ ما فعلتُه بوالدك من أجل أن أحقق انتقامي، لا أملك أي ضغينة ضدك أنت ولا هو، بل صانع الدمى اللعين هذا"
- أي انتقام تتحدث عنه؟! ما الذي فعله لك أبي؟!
- لا شيء... لكنه كان تضحية ضروريّة لإكمال انتقامي من الحثالة الذي يقف خلفي، ولو لم أقتله هو كنت سأقتل شخصًا آخر... ربما أحد أصدقائك الآخرين، ربما كنت سأقتلك أنت حتى، وجب على أحدٍ أن يموت من أجل انتقامي، وتعيس الحظ والدك كان تلك التضحية، آسف حقًّا بشأنه.
أنت تقرأ
لمسة الرحمة: صانع الدمى
Action"الكل صامت... هل هم نيام؟ أم أنهم حيارى مثلي؟ هل هي أنفاس مساجين أم سجانين؟ أستطيع سماع أصوات أنفاسهم من شدّة هدوء هذا المكان، هناك الكثير من الأنفاس... وكلها هادئة، لا أحد متوتر ولا أحد خائف... وكأنهم يعرفون هذا المكان جيدًا... أو أنهم مثلي أنا فحس...