التاريخ: 27/12/2021
المُرسِل: وخزة
المُرسل إليه: مسمار ونظارة
مرحبًا، مرّت مدّة طويلة منذ أن اجتمعنا آخر مرّة... قرابة 3 أشهر، بحثت عن عنوانكما مطوّلًا حتى وجدته بمساعدة ساعة وهكذا استطعت إرسال هذه الرسالة إليكما بالبريد، والآن لديّ أمور أريد قولها لكما.
أولًا... كيف حالكما؟ نحن لم نجتمع منذ مدّة طويلة، رغم أنني لم أقضِ معكم سوى يومين إلا أنني ارتبطت بكم بشدّة يا جماعة... لا أعرف ما السبب حقًّا، لذا أنا أرسل إليكما هذه الرسالة لكي أتفقّد أحوالكما، مسمار... هل وجدت عملًا؟ نظارة... هل وجدت زوجة؟ هل وجدتما سبلًا لكسب لقمة العيش؟ هل لديكما أماكن تأويكما؟ هل لديكما طعام يكفيكما؟ هل حياتكما جيّدة؟
أتمنى أن تجيبا على هذه الأسئلة بأي طريقةٍ شئتما، وأما موضوعي الثاني فهو عن منديل، أظنكما لم تسمعا أي أخبار عنه.
لقد نجحت العمليّة التي استمرّت 12 ساعة... لن أقول أنه نجا بأعجوبة لكن سأقول أن العملية كانت معقدة وصعبة، تمكنتُ من استخراج كافة الشظايا الموجودة بجسده وإغلاق كل الجروح الداخلية والخارجية التي تسبب بها الانفجار، وبعد 3 أسابيع استفاق ولحسن الحظ أن دماغه لا يزال بخير... أصيب بارتجاج بسيط يمكن التعامل معه، ذراعه اليسرى لا تزال مضمّدة بسبب الحرق الشديد ومجبسة بسبب الكسور، أما ذراعه اليمنى فقد حصل على واحدة جديدة... صناعية، الجيّد إنها ليست بكفاءة الأذرع التي يحصل عليها عامة الناس... بل أعلى منها بكثير، إنها ذراع تم إنتاجها باستغلال التقنية الجاردية التي عُثِر عليها في منشأة م.ت.ف.ج.ر، وهي تعمل بشكلٍ جيّدٍ حسب ما يقول رغم أنها تجريبية، والآن لا أريد منكما الطيران بمخيّلتكما... إنها ذراع عادية تمامًا وليست سلاحًا، لا توجد فيها إضافات متخصصة في التصويب أو الحرق.
الخبر الآخر هو بشأني إن كنتم تهتمون، من أجل إنقاذ منديل قدّمت الكثير من العروض لبعض القادة الأناركيين وبسببها الآن صرتُ مضطرًّا للمساعدة في الجيش الأناركي، لستُ حزينًا لهذا الأمر... لكن ما يزعجني هو تلك الحقيقة التي لا يمكنني إنكارها أبدًا... وهي أن كل ما حدث لبطاقة ومنديل كان أساسًا بسببي، أنا كنتُ السبب في كل ذلك.
لو أنني لم أدخل في مجال صناعة الدمى البشرية لما غضب ذلك اللعين... لما أتى لينتقم منّي... لما قتَل بطاقة في سبيل ذلك... لما فجّر نفسه مع منديل لكي يقتلني، هذه الحقيقة تجوب عقلي طوال الوقت... تصيبني بالأرق، ولا أظنني قادرًا على تخطّيها، في الحقيقة أظنّ أن كل ما حصل لكما وله كان بسبب دخولي أنا في الموضوع هذا، لذا أريد أن أقدّم خالص اعتذاراتي لكما ولمنديل ولبطاقة، لا أملك أي طريقة لأعوّض بها عما فعلت.
سوف أكمِل عملي في جيش أناركيا، وبمجرّد أن ننتصر على جارديا سوف أترك العمل مع الجيش حسب الاتفاقية وسأركّز على مشروعي الخاص، كما قلتُ لكم سابقًا... سوف أقوم بإنشاء عالم آخر مثل الذي في السجن لكنني سأجعله أفضل بكثير، سأجعله مكانًا خاليًّا من الملل، سأزيل منه ذلك الشعور المقيت الذي يقتل الإنسان داخليًّا، وبعد ذلك إن نجحت فسأستضيفكم إليه، سيكون مكانًا نستطيع الاجتماع فيه حتى لو فرّقتنا الأماكن والانشغالات في الحياة الواقعية، يمكننا الحديث معًا وتبادل النكات والهراء كما نشاء... لن يقاطعنا سجّان حقير ولا جندي مسخ ولا وغد مدرّع، سوف يكون جنّتنا الصغيرة... أظن أننا نستحقها بعد كل ما مررنا به.
آخر ما سأقوله لكما في هذه الرسالة هو أن تأتيا إلى بوابة المشفى العسكري بعد شهر من وقت كتابة الرسالة، في الخامسة مساءً، لا تنسوا هذا الموعد أبدًا، لا تنسوه.
مع تحياتي.
لم يردّ مسمار ولا نظارة على الرسالة.
أنت تقرأ
لمسة الرحمة: صانع الدمى
Action"الكل صامت... هل هم نيام؟ أم أنهم حيارى مثلي؟ هل هي أنفاس مساجين أم سجانين؟ أستطيع سماع أصوات أنفاسهم من شدّة هدوء هذا المكان، هناك الكثير من الأنفاس... وكلها هادئة، لا أحد متوتر ولا أحد خائف... وكأنهم يعرفون هذا المكان جيدًا... أو أنهم مثلي أنا فحس...