3_ لــقَــد جــنـِنـت

383 61 104
                                    

| السـّـاعـة صـِـفــر |
| جـنون ما بعد منتصف الليل |

| السـّـاعـة صـِـفــر || جـنون ما بعد منتصف الليل |

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«♡»

شهــوات

تكـرّرت الجـمـلة في ذهنه مـرات مـتتالية
«أنا شـاب عاقل و مـتحـفظ ، كيف لهذه الأفكار أن تخـالجـني ؟»
شـرد قليل ليخـرجـه مـن شـروده صـراخ الأسـتاذ يطـرده لعدم إنتبــاهه .
فإنتهزها فرصـة ليبــاشـر البــحـث عن عمـل مـبــكرا .

مـرت السـاعات هبــاء مـنثـورا لذلك الشـاب الذي لم يغـمـض له جـفن و لم يحـظ بــقسـط مـن الراحـة و هو يسـير في تلك الشـوارع مـن مـحلٍ لآخـر يبــحـث عن مـصـدر رزق .

فقد الأمـل ليتنهد بـِخـيبـة بــين ثـنايا الليل و حـلكته ليجـر سـاقاه المـنهكة بــخـطـوات مـتثـاقلة يسـير عائدا إلى شـقته بـِـيأس.

دلف شـقته لينزع معطـفه و طـبــقات الثـياب التي يرتديها يحـتمـي من البــرد ثم إسـتلقى بــتعب على الأريكة . شـرد لبُـرهة حـتى إسـتسـلم مـغـمـضـا عينيه ينام بــهدوء .


« المكان ذاته الذي إلتقيا فيه ليلة البــارحـة ، قرب ذلك لنهر .

إسـتقام يجـول بــناظـريه في المـكان يتمـعن في تفاصـيله يتقدم نحـو المـياه يرى مـدى صـفائها .
كانت مـياها عذبــة ... بــمـقدورك أن ترى بــعض آلأسـمـاك آلصـغـيرة تسـبــح بــين تلك الصـخـور .
أسـمـاكا ذهبــية مـشـعة و أخـرى سـوداء قاتمـة و صـخـورا بــيضـاء اللون كأنها مـن الكريسـتال أو آلألمـاس لها بــريق سـبــحـان الخـالق جـذاب .
لكن أين إنعكاسـهُ ؟

شـعر بــالذعر لوهلة غـمـس يده في المـياه إلا أن يدا حـطـت على كتفه جـذبــت إنتبــاهه .

إلتفت سـريعا يتسـاءل عن صـاحـبــها ، و كانت هي مـارسـلين .

أعجـب بــجـمـالها عن قرب جـمـال يتغـنى بــه الشـاعر ... يتمـعن فيه الناظـر ... و يسـبـح المـؤمـن بــحـمـد خـالقه حـين رؤيته.

تبــتسـم له بــخـفة ... بــسـمـة مـحـت حـينها كل همـومـه و مـآسـيهِ .
«فقط إبــتسـمـي أكثـر مـارسـلين»

ليقاطـع شـروده صـوتها العذب بــقولها :
_ لا تلمـس هذه المـياه ، فهي مـقـدسـة ، مـحـظـور لمـسـها دون الغايــة المـقصـودة .

و زادت على إعجـابــه إعجـابـا ... أحـب صـوتها الهادئ كخـرير المـياه ... كصـدح عصـفور ... كحـركة أوراق الشـجـر في الخـريف .

إتسـعت بــسـمـتها عند مـلاحـظـتها لشـروده لتمـسـك بــيده ترفعه عن الأرض الخـصـبــة تجـره خـلفها تحـت شـجـرة ضـخـمـة تجـلسه حـذوها .
_ إلتقينــا مـجـددا سـيد جـونغـكوك . نطـقت هي تُحدّثه بوِدّ .
_ صحـيح .
أجـابــها وقد أحــس لوهلة أن الكلمـات إخـتفت مـن حـلقه .

قهقهت هي بــخـفة على مـظـهره . فهو بـدى مصـدوما مـع بــعض الدهشـة... حـزينا مـع بــعض السـرور .

_ يمـكنك مـناداتي جـونغـكوك لا داعيَ للرسـمـيات .
_ حـسـنـا ... جـونغـكوك .
رفرف قلبــه و إنتفض حتى كاد يثـقب صـدره . أحب وقع إسـمـه المتـسلّل من شفتيها .

_ لا تبــدو بـخـير . هل هناك خـطـب مـا ؟
سـألت هي تلمـس يده تمـسـد عليها .

_ بــعض المـشـاكل الغـير مـهمـة ،
تحـدث و قد صـب بــتركيزه على يدها و ذابــت روحـه تحـت لمـسـاتها .
أمـا هي ابــتسـمـت بــهدوء على ردة فعله اللطـيفة .

أكمـلا سـهرتهمـا تحـت مـلامـسـاتها المـخـدرة للآخـر الذي لم يخـف مـلامـحـه المـسـتمـتعة عنها و أبــدى راحـته أمـامـها .

_ أظـن أنه حـان وقت رحـيلي ،
تحـدثـت تسـتقيم مـن مـضـجـعها .

_ أنت لم تخـبــريني بــعد عن سـبــب مـغـادرتك في هذه السـاعة تحـديدا ،
أجـاب يسـتقيم يقف مـقابــلا لها .

_ سـتعرف جـونغـكوك سـتعرف يومـا مـا . وداعا،
قبــلت خـده بــلطـف لتركض بــعيدا و هـي تلوح له مـن حـين لآخـر حـتى اخـتفى طـيفها .

تنهد ليراوده ذاك الصـداع مـجـددا فأغـمـض عينيه بِـألم .»


انتفض جـسـده و عرقه يتصـبــب فإسـتقام سـريعا يتفقد السـاعة

«00:00»

إعتلته الصـدمـة كمـا لو أنها المـرة الأولى .
لقد جـن فعلا .



الـسـَّـاعـة صــِـفـر | ج.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن