08_ لُـعبـَة القَدَر

225 27 8
                                    

| السـّـاعـة صـِـفــر |
| جـنون ما بعد منتصف الليل |

| السـّـاعـة صـِـفــر || جـنون ما بعد منتصف الليل |

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

«♡»

قبــل شـروق شـمـس في آلسـماء و زقزقـة عصفور صغير على غصن شجرة ، كان جونغكوك يجلس حـامـلآ كوب قهوتـه أمـام نـافذة غـرفته يـراقـب غـزالة آلكون في بــداية إسـتيقاظـها .

تنهد يسـتقيم يغـتسـل لعلّه يُهوّن عن نفسـه آلمـشـوشـة .
خـرج يحـمـل المـنشـفة يمـررها على شـعره آلمـبـلل ليلمـح  صـندوقا صـغـيرا مـخـبـأ على مـكتبـه خـلف بــعض الكتب آلقديمـة .

" لمـا لم ألحـظـ هذا مـن قبـل ؟"
حـمـله يجـلس حـيث كان يتمـعن النظـر بــه .
" لا أتذكر أنني أمـلك صــندوقا كهذا !"
أخـذ بـالغـطـاء يفتحـه ليلمـح كتابــا صـغـيرا قد إهترت صـفحـاته و إصـفرّ لونها مع بــعض آلأوراق و صـورآ عديدة .

تصـفح  آلكتاب يـقرأه يسـتكشـف فَحْـوَاه .
" إنها مـذكرات !"
إحتوى أحـداثـا يومـية طـبــيعية لطـالب في آلجـامـعة ، حـيث كان يسـرد تفاصـيل يومـه ، تفاصـيلها في مـلاحـقة فتاته .

« لو أمـكن لقدمـت لك روحـي حـتى تأخـذي مـن فرحتها شـيئآ . لا تبــدين لي سـعيدة ! أتمـنى لو بــمـقدوري جـعلك كذلك . مـارسـلين أحـبـبـتك بـَغـتة و ﺍبــْتُليت بِـحبـك . حـبـك النعيم و العذآب ، آلسـلام و آلحـرب في آن واحـد . آلهدوء و آلصـخـب . أنا و أنتِ .»

عُقد حـاحـبــه ، عجـز لسـانه عن آلإفـصـاح ، ألقى بــآلكتاب جانبــا يحـمـل صـورا لفتاة أقل مـا يقال عنها حـسـناء ، حسب تقديره ،  على مـا يبــدو أنها لم تكن مـنتبـهة فهي لـم تكن تنظـر للكامـيرة حـتى .
" خـط يدي  و هذه صـور مـارسـلين ، هكذا إذن
                        

الحــقـيقــة

ألي أن أعرف إسـمـه ؟ هل هو مـارك ؟
جـونغـكوك ... جـيون جـونغكوك

مـارسـلين فتاة حـقيقية كانت على قيد آلحـيـاة

مـارسـلين أحـبـبـتك بـغـتة

جـونغـكوك صـارحـها

مـاتت تحت ظروف غامضة

مـارك ، هذه مـزحـة صـحـيح . مـارسـلين لم تمُـت أليس كذلك ، أخـبــرهم !

للأسـف سـيد جـيون ، لقد فقدنا آلمـريضـة

جـُمـل راودت آلقابــع هناك .
رأسـه يؤلمـه و جـسـده بــات أثـقل ، ثقُل جفناه و صار من آلعـسـير فتحـهمـا . إزداد صـداعه و زاد مـعه آلصـراخ  في دواخـله ، تتعالى أصـوات آلبــكاء و آلصـريخ  و جمـل دون مـغـزى لا علاقة لها بـما يذكره .

ألقى بــجــسـده على آلسـرير غـير آبــه لمـا حـوله طـرق على آلبــاب و هاتف يرنّ ، لا يقوى على آلحـراك .  قد ألفى حـبـيس أفكاره .
أدلى بــجـفنيه يحـاول الصـمـود لكن لا جـدوى و لا مـجـال آلنسـيان ، كل مـا فقدته آلذاكـرة خـبــأه آلقدر و وجـدته آلأيام فلا هرب مـن آلمـاضـي و لا فرار مـنه .
         " أنا أتذكر الآن !"          
فتح عيناه على مـصـرعيهمـا . تذكر شـيئا مـا ، شـيئا قد سـبــق و قالته مـارسـلين في آلأيام آلخـوالي .

" لا كلمـات تصـف مـا أكنّه لك حـبــيبـاه ، لكن شـجـرة قرب نهر شـهدت على صـدق أحـاسـيسـي تجـاهك "

إسـتقام  في سـرعة  يرتدي مـعطـفه و يخـرج ليتأكد مـمـا تذكر .
لافى مـارك عند آلبــاب يتذمـر في صـراخ  .
_ ألم تسـمـع مـناداتي لك ؟ أراهن أن جـمـيع مـن في آلحـي فعل . مـهلا أنا أحـدثـك إلى أين أنت ذاهب؟
_ مـارك لا وقت للشـرح . أردف يكمـل سـيره .
_ إنتظر ، لدي ما أخبرك به جونغكوك !
_ أجِّل ذلك ، صرخ يكمل ركضه .

وصـل حـيث مـبـتغـاه يجـول بـعينيه يبـحـث عن الشـجـرة المـنشـودة .

_شـجـرة قرب نهر ... شـجـرة قرب -  .
كانت شـجـرة عظـيمـة ، أغـصـانها رفيعة و جـذعها مـتين . تلمـّسـه بــأنامـله آلبــاردة يتحـسـسـه .

_ جـونغكوك ، هذه آلشـجـرة قد غـرسـتها مـارسـلين و والدها في صـغـرها . هي حـدثـتني عـنها ذات مـرة ، قالت أنها كلمـا أقبــلت على هذا آلمـكان تجـلس آلسـاعات في حـديث طفولي عنك لهذه الشـجـرة  .

_ هكذا إذن ! إبــتسـم بــدفئ ليجـلس قربــها يتكئ على جـذعها ليكمـل :
_سـأنام هنا مـا تبــقى مـن آلليل . يمـكنك المـغـادرة إن أردت .

_ أجُـننت أنت ؟ لن أتركك هنا بــمـفردك ، سـأبــقى مـعك إن كان هذا مـا جـدر بـي فعله .
_ لازال بخاطري أن أخبرك بشيء ما ، تأتأ مارك يفرك يديه إما من البرد أو لـِتوتره و حساسية ما سـيعترف به .
_ دعني مارك ، غدا قلْ ما شئت ، رغم أنني أتوق شوقا لما ستُتحِـفني به ، كان قوله غامضا ما كاد أن جعل مارك يصمت في خوفٍ .

لكن ، تحـت شـجـرة قرب نهر أحـسّ وحـيدُها بـالراحـة  كمـا فعل بــين أحـضـانها ، أحـس بــدفئ كمـا فعل عند إبــتسـامـها . أحـسّ بـها قربـه تمسح  بـلطـف على شـعره و  تغـني له أغـنية الوداع .

الـسـَّـاعـة صــِـفـر | ج.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن