9_ الــــَودَاع

222 28 23
                                    

| السـّـاعـة صـِـفــر |
| جـنون ما بعد منتصف الليل |

| السـّـاعـة صـِـفــر || جـنون ما بعد منتصف الليل |

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

وداعــًا ثانيــة لِــمن أحب ّ .
و وداعـا أخيرا للحـب و مـآسـيه
وداعـا لمـن أخـذته مـني آلأيام و إسـتمـتعتْ بــمـلاقاة آلحـزن بــاديا على مـحـيّاي.
وداعـا لمـن أحْـيـَى إسـمـه دواخــلي و صـرت ُ بـه غـلامـا أفـقـه بــتفاصـيل آلحــياة .
لا مـُلاقاة للسـعادة هنـا . هنا حـيث آلحـزن آلمُـؤنس و لا أنيس غـيره .

«♡»

قرب صـخـرة يجـلس بــروح جـديدة عمـ سـبــقتها . بــروح الحـزين اليائس . يد و كمـا عهدها تحــط على كتفه مـواسـيَةً ، حـضـن يسـتقبــل نُواحـه و إبــتسـامـة تذيب قلبــه .

_ إنهض جونغـكوك ، همـسـت مـارسـين مـاسـكة بــذراعه .
فعل كمـا قالت دون تردد لتتقدم بـخـطـاها و هو يتبــعها بــهيام . أجـلسـته على صـخـرة وسـيطـة الحـجـم و أخـذت بــكمـانها آلمُـلقى على آلأرض تعزف مـعزوفة لمـوزارت " آلمـعزوفة الأولى ... قداس آلمـوت ". تعزف بــتؤدة و روِيّـة ، تصـب بــفائض آلمـشـاعر على أوتار كمـانها . آلتِـها الوحـيدة.

عن جونغـكوك فهو مـغـمـض آلمـقلتين يسـتمـتع بــلحظـة فانية و مـا آلسـعادة إلا فناء و آلحـزن بــقائم في أرضـنآ آلبــائسـة . دمـعةٌ سـرت على وجـنته مـسـحـها يكمـل تفاصـيل مـتعته بــراحـة و هدوء شـديدين .

ﺍنتهت سـيمـفونيتها لتناظـر عينيْ عشـيقـها آلتي لطـالمـا أحـبــّت تأمـلها ، هي كالتراب عـقـْب آلمـطـر ... بــندقية و بـُـنيّة جـاذبـة .
قاطـعها صـوته آلأجـش :
_ كمـ أود آلبـقاء مـعك هنا ، آلمـكان مـريح .
_ هيا إذن لأطـلعك عليه . مـدت يدها لتشـابــك خـاصـته تأخـذه مـعها يتمـشـيان على تلك آلعُشيْبــات آلأخـضـر لونها و بــين أشـجــار عالية .
مُـروج و أراض خـصـبـة تزينها آلخـضـرة مـن كل آلبــقاع.

تركت يده مـبـتعدة عنه و قد علا صـوت قهقهاتها .
_ إلى أين ؟ تتحـديْننيَ إذن ، ها؟
ركض خـلفها حـتى أمـسـك رسـغـها يجـذبــها نحـوه ليسـقطـ إثـر إحـتضـانها له .
قهقهت عاليا واضـعة رأسـها على صـدره تسـتمـع لدقـات قلبــه آلمـضـطـربـة.

بــاغـتته تطـبــع قبــلتها على وجـنته لتسـتقيم تكمـل سـيرها .
_ مـارسـلين ذلك لا يكفي ، إنتظـري ، صـرخ يلحـقـها في ركض بــينمـا علت ثـغـرها إبــتسـامـة دافئة .

سـارا طـويلا في لعب و ضـحـك لينتهي بــهم آلمـطـاف حـذو نهر بــرّاق مـائه .
جـلسـا على حـافته يناظـران سـمـاء سـوداء حـتلكة .
_ مـارسـلين ، همـهمـت له ليكمـل :
_ إشـتقت لك .
إبــتسـمـت بــهدوء كعادتها لتردف :
_ أنآدا مـعك الآن لا داعي لتشـتاق لي .
_ أعلم لكن وددت لو كنت مـعي طـوال يومـي لا مـسـائي فقط ! ناظـر يداه في توتر لتمـسـك بــها تناظـره بــهيام :
_ أنا دائمـا بــجـوترك جـونغـكوك ، لا تقلق . مـسـحـت على وجـنته بـخـفة تُبـحـر في بـحـر عينيه العمـيق تحـاول فهم مـعالم وجـهه المـعقدة .
_ لكنني لا أزال غـير مـطـمـئن و كأن شـيئا مـا سـيحـصـل ، و كأن شـيئا مـا سـيسـلبـك مـني ...

قاطـعه صـوت سـاعة دوى آلمـكان تشـير إلى السـاعة آلثـانية عشـر لينظـر سـريعا لمـارسـلين :
_ إسـتقيمـي مـارسـلين ، عليك آلذهاب هيا .
_ لا جـونغـكوك سـأبــقى . إبــتسـمـت له .
_ إذهبـي ، لن يتسـنى لي رؤيتك ثـانية إن مـكثـتي .
_ جونغـكوك أنا أغادر كمـا في آلسـابــق لن يتسـنى لي آلبــقاء للأبــد ، خـالص آلإعتذارات عزيزي . أنت تسـتحـق آلأفضـل .
_ مـن سـيشـعرني بــالراحـة بــعد الآن ، مـن سـيجـعلني مـطـمـئنا مـن سـيربـّت على رأسـي و يداعب شـعري ، صـرخ و دمـوعه أبــت آلتوقف عن آلإنهمـار و كأنها آلمـطـر .
_ وداعا جونغـكوك ، لكن إن أردت مُصاحبتي  فلتتحمل عواقب إختيارك .
إبــتسـامـتها و كم تمـنى أنها لم تبــتسـم . إبــتسـامـة رغم كآبــة آلأجـواء كانت مـشـرقة لتسـقط بــعدها على آلأرض آلجـرداء فارغـة آلروح .

الـسـَّـاعـة صــِـفـر | ج.كحيث تعيش القصص. اكتشف الآن