حبست أندريا أنفاسها محاولة أن تبقي عقلها ضمن حدود الرشد، و أن تحكم السيطرة على جسدها المنتفض، هزها الغضب كلبؤة جامحة، و نهشتها الغيرة بشكل فاق تحملها، زمجرت محذرة و هي تغرز إصبعها في صدر ضيفتها الماكرة:
-أعتقد أن صوابك اختل بسبب تذبذب حياتك، الطلاق قاسٍ، و التشرُّد مصير مؤسف، لكن هذا لا يعني أنني سأسمح لك برمي صنارتك نحو الرجل الذي فتح لك باب بيته و أواكِ، حاذري خطواتك جيدا فأنتِ تقفين على أرض خطرة، أنتِ أمام امرأة هذا الرجل الذي تسعين لأخذه بعين وقحة!
كانت لهجة أندريا تنطق بقوة شخصيتها الجلية، و حبها العميق، تحدثت بجوارح عاشقة، و بكبرياء سيدة نبيلة، و بغيرة زوجة متملكة. تراجعت كريستين إلى الوراء في حيرة مفكرة أنها تواجه خصما لا يستهان به، امرأة جميلة واثقة و قوية لا تهزها الرياح، ثم فكرت أنها أيضا كذلك، جمالها لا يمكن تجاهله، و لها من الثقة و الجنون ما يمكن اعتباره فيضا عن المطلوب، بدت في حالة هستيرية، أخذت تضحك ساخرة و ردت بفظاظة:
-أنا امرأة لا تعرف الاستسلام!
-و لا تعرف الخجل أيضا!
أحرجتها أندريا، فأردفت كريستين بإصرار:
-لم أرد شيئا في حياتي إلا و حصلت عليه في النهاية! و أنا أريد ألكسندروس...
-ألكسندروس ليس شيئا تافها تسعين لاقتنائه حين يحلو لك ذلك!
قاطعتها أندريا بحدة، و أضافت بنبرة عميقة جعلت كريستين تخرس:
-إنه رجل... إنسان... زوج، زوجي أنا! و أنا لست امرأة تقدم رجلها على طبق من ذهب! تذكريني جيدا كريستين، دمائي إنجليزية لكنني تنفستُ اليونان و سكنتني، تاريخ أجدادي الإنجليز اللذين طافوا الأقاصي الأربعة ليحققوا المستحيل يمدني بالقوة، و أرض خيوس العطرة تسقيني بالحب و الولاء و الأصالة! لك أن تتخيلي ما يمكن لامرأة مثلي أن تفعله لتحافظ على زواجها!
شعرت كريستين أنها حشرة يمكن أن تُدعس في أية لحظة، فأطلقت أندريا رصاصتها الأخيرة قبل أن تغادر:
-أظنُّ أن طلقتي استقر بها المقام في الهدف المنشود، آمل أن تتعقلي كريستين، و بما أن خالك عزيز القدر عند زوجي، و أن بيتنا هو السقف الوحيد المتبقي لك، فسأتحملك... فقط من أجل ألكسندروس.
صفقت الباب بعنف، و سارت خطوتين سريعتين لتصطدم بزوجها القادم من العدم، أمسكها قبل أن ترتد للوراء و تقع، لم تشعر أندريا بيديه المصرتين على البقاء فوق جسدها حتى بعدما استقامت، لم تشعر بنظراته الممشطة لوجهها الذي لا زال يغلي و يتموج غضبا و غيرة، كل شعور خالجها تمثل في الاحتراق، و كل ما فكرت فيه أنها تريد ارتكاب جريمة!
-ألكس، لا بد أن نتحدث فورا!
توقعت أن يرفض، لكنه أومأ برأسه و قال يسبقها نحو غرفة المكتب:
أنت تقرأ
متاهتنا|𝕬𝖚𝖗 𝕸𝖆𝖟𝖊
Romanceأندريا المغنية الجميلة تقف فوق جسر على وشك الانهيار، زواج أمها المهدد بالدمار، و نجاحها الذي بات على المحك، على ضفة ينتظرها حل جذري لكل المشاكل في يد رجل يكرهها و يطلبها لتشاركه زواجا شكليا، و على الضفة الأخرى رجل آخر يمكن أن يحبها إلى الأبد و لا ي...