كان من الصعب على أندريا عقب وصولها إلى الفيلا الثبات في نقطة واحدة بعد اكتشافها الأخير! أخذت تذرع غرفتها ضاحكة و الدموع تنهمر من عينيها مرددة: ”أليكسندروس يحبني!“ اتخذت قرارها في بالعودة حالا إلى الجزيرة، ستنتظره هناك في عشهما الزوجي، لتسمع منه ذلك الاعتراف الذي سيحلق بها إلى الجنة، لا خوف و لا قلق بعد الآن! و لا ضرورة لبقائها في أثينا، ستلقنه درسا قاسيا لأنه لم يخبرها أنه المعجب السري، لكنها قبل ذلك ستعانقه بكل حب يسكنها!
وصلت أندريا إلى خيوس في غضون ساعة، استحمت و جففت شعرها، و وقفت أمام خزانتها حائرة أي الفساتين ترتدي! و بعدما استقرت على اختيار جيد، أعطت نيكيتا تعليمات حول تحضير طاولة عشاء رائعة، من الأطباق الشهية التي يحبها، إلى الورود التي زينت غرفة الطعام، لكنه لم يأتِ!
لم تحزن أندريا، بل تأملت و اشتاقت أكثر، و صممت على أن تنتظره غدا و بعد غد، و أن تجهز على شرفه استقبالا أفضل، ألم يقل لها قبل أن يسافر: ”انتظريني!“؟ و ما أعذب الانتظار في الحب!قبل أن تخلد إلى النوم خطر لها أن تتصل به لتطمئن، بيد أن خطه كان مغلقا، تفقدت الساعة فوجدت أن الوقت لا يزال باكرا، لكن هذا يعتمد على المكان الذي ذهب إليه، فالأوقات تختلف من بلد لآخر!
قصدت غرفة المكتب باحثة عن دليل تجد فيه رقم هاتف سانتوس، إن وصلت إليه فسيطمئنها على زوجها أو يصلها به، لأنه يرافقه على الدوام كظله. سحبت الأدراج في أعقاب بعضها فكانت معظمها فارغة، استغربت عدم وجود إيصالات الأمانة و المستندات التي تثبت تورط بافلوس في الصفقات المشبوهة!جالت في الغرفة بنظر مدقق، أزاحت لوحة صغيرة فعثرت على خزنة داخل الجدار، أرادت أن تحترم خصوصية زوجها، لكن حدسها القوي و الصادق حدثها بضرورة فتحها، أبعدت الغطاء الشفاف عن الأزرار، و فكرت في الرقم السري الذي قد يختاره رجل مثل ألكسندروس، لديها ثلاث محاولات فقط، و إن لم تنجح جميعها لن تفتح الخزنة أبد الآبدين.
أخفقت في محاولتين، فعضت شفتيها، و جربت هذه المرة رقما متعلقا بها، تاريخ عيد ميلادها مثلا، و كانت المفاجأة أن انفتحت بوابة الخزنة، فذهلت! إنه يحبها بعمق حقا و يتذكر كل شيء عنها دون استثناء!
توقعت أندريا أن يخفي قطب الشحن كما يلقبونه رزم أموال و أحجارا نفيسة، و الإيصالات أيضا، لكن لم يكن في قلب الخزنة سوى مستندات ملكية بيته ذاك، و ملف طبي!تناولته أندريا و فتحته بفضول، فصدمها ما قرأته بعنف جعل غرفة المكتب تدور بها: ”ألكسندروس ليفانوس، السن: سبع و عشرون سنة، التشخيص: ورم في الدماغ (المرحلة الثانية)، تاريخ الكشف: الثامن من كانون الأول، الطبيب المعالج: د.نيكولا ستافروس!“. ترنحت فجأة، فسقط من الملف مقطع مصور بالرنين المغناطيسي لدماغه، انحنت لتلتقطه لكن قواها خارت و لم تستطع ساقاها دفعها للوقوف من جديد، و حجبت عنها الدموع الغزيرة الرؤية بوضوح! إنها لا تصدق أن القدر ابتسم و عبس في نفس اللحظة، اكتشفت حبه ظُهرا و الآن... تكتشف أنه يحتضر!
أنت تقرأ
متَاهتُنا
Romanceأندريا المغنية الجميلة تقف فوق جسر على وشك الانهيار، زواج أمها المهدد بالدمار، و نجاحها الذي بات على المحك، على ضفة ينتظرها حل جذري لكل المشاكل في يد رجل يكرهها و يطلبها لتشاركه زواجا شكليا، و على الضفة الأخرى رجل آخر يمكن أن يحبها إلى الأبد و لا ي...