5

403 6 6
                                    


أيقولون بأن الحياة لا تتوقفُ عند أحد؟
هم يكذبون، فهي تتوقفُ بل و تنتهي عندَ بعضِ الأشخاص .
-احمد مطر

.
.
.
رمى شماغه ونزل من سيارته بطريقة سريعه واحترافيه  اختبئ خلف سيارته واخذ بتبادل إطلاق النار ..
اصابته رصاصه في عضد يده اليسرى ولكن لم تعيقه بالرغم من تدخل دوريات الأمن القريبة..
كانت بيان منحنية في مكان الأقدام ترتجف وخائفة
بشده ..
تشتمُ رائحة الموت ، وهي تسمع صوت الرصاص الذي يرن في أذنيها ،فكرت أيعقل أن تكون نهايتها هكذا بهذه البساطة..؟
ويقال لقد ماتت من رصاصةٌ طائشة نفضت هذه الأفكار والوساوس وهمست لنفسها سوف ينقذني
بالتأكيد ..
توقف صوت اطلاق النار وهدوء بين الطرفين ..
شعرت وكأن الجميع قد مات إلا هي ..
دقيقة واحدة حتى سمعت احدهم يركض ويقول هل أنت بخير !
وصلها انينه حاولت ترفع رأسها ولكنها لازالت خائفة بالرغم من أن المكان امتلئ بأصوات الشرطة صرخت بخوف عندما انفتح بابها كانت متكوره على نفسها رفع رأسها وهمس لها بحنيه: لاتخافين
التفتت ناحيته لترى ثوبه الأبيض امتلئ بالدماء بكت لاشعورياً بصوت عالي ليحتضنها بعد أن أنزلها من السيارة  أمام رجال الأمن المنتشرين لم يتوانئ عن احتوائها ولن يتوانئ فحبها كأنفاسه قال محاولاً تهدئتها
يوسف: بسم الله عليك عدت على خير
بيان تقوست شفتيها : رجعني الرياض
يوسف : ابشري وعلى خشمي لاتخافين ياروحي اسف اني عرضتك لموقف مثل هذا
بيان صرخت به بين شهقاتها: وتقولها عاددي وكأن الموضوع ببساطه لعبه عندك
يوسف: اذكري الله هذول بلا بزارين طايشين وشوفيهم مقيدين هناك
بيان بالرغم أنها تكرهه إلا أنها لا شعورياً همست
ودمعتها تسقط: يدك وش هالدم
يوسف ببحه : بسيطه ياروحي سطحيه
نقلها لسيارة أخرى وقال لها أن تنتظره بعض الوقت في هذه الأثناء وصلوا المسعفين لم تحتاج يده الكثير تعقيم وغرزتين ثم شاش ..
ركب بجانبها وقبل أن يحرك السيارة يوسف
بهدوء: كيفك الحين
بيان بشهقه : ماني بخير
مسك يدها وشد عليها وقال بحنيه : تعرفين وش عملي بالضبط
بيان : شرطي
يوسف بإبتسامة: صح عليك في مكافحة المخدرات واللي صار تو مراهقين مدمنين لأننا مسكنا صديقهم الأسبوع اللي فات حبوا يستعرضون والوضع سهالات شوفيهم هِناك يبكون اطفال يا بيان ولا راح يتكرر هالشيء بإذن الله
تقوست شفتيها ولا زال صوت اطلاق النار الكثيف يرن في أُذنيها مد يوسف يده الأخرى ليمسح بإبهامه دموع عينيها وهمس: تبين نرجع الرياض
بيان برجفه: ايوه
يوسف: ابشري
رفع هاتفه واتصل بزميل له وطلب منه أن يأتي بدلاً عنه ثم اتصل بمن أعلى منه وطلب منه العودة للرياض وسيأتي من يحل محله بعد أن انتهى من اتصالاته التفت
لها وقال : خلاص ياروحي انتهى الموضوع نرجع هالساعة لو تبين
عاد ادراجه للشاليه ويدها في يده لم يدعها بالرغم من أنها حاولت افلات يدها منه..
دخلت قسمها ولازالت ترتجف أما يوسف فقد استحم وارتدى لباس اخر ..
حجز على أول طائرة متجهه للرياض
ثم طلب غداء لهما بعد عدت دقائق ذهب بإتجاه قسمها طرق الباب ولكن لم تصدر منها حركة فتح الباب ودخل ليجدها متكوره على نفسها وترتجف ..
اقترب وجلس بقربها ومسح على ظهرها وقال: بيان ناظريني
أعتدلت جالسةً دون أن تنبس ببنت شفه ..
أدار رأسها ناحيته ثم مسح دموعها بإبهامه رتب شعرها ثم قبل جبينها لاتصدر منها ردة فعل ليتمادى ويحتضنها بشده ويقول يوسف: أوعدك مايتكرر هالشيء
بيان ببكاء: إلى متى وأنا اعيش حياتي في خوف ووجع
يوسف مسك وجهها بين يديه وقال بغصه: عطيني فرصه اكون لك الأمان والسند اللي تحطين راسك على كتفه
وترمين عليه كل اتعابك
بيان بوجع شديد: حتى لو حاولت ذيك الليلة ماتفارق عيوني
اجهشت بالبكاء وضلوعها ترتجف بين يديه كل شيء حدث ينعاد عليها الآن ..
يوسف بإعتراف وهو يحتضنها بقوة : لو قلت لك مالي في هالسالفة لاناقه ولا جمل تصدقيني
لم تجيبه بيان سوى  ببكاء وشهقات متتاليه وليست معه ولم تسمع ماقال حتى ..
شعرت بغثيان شديد لتخلص نفسها منه وتركض نحو دورة المياه..
تتقيأ عصارة معدتها لم تأكل اليوم شيئاً ..
اما يوسف بقي مكانه قليلاً مسح على وجهه واخذ نفس عميق ثم لحق بها وضع يد على ظهرها وهو يمسح عليها والأخرى بها منشفه ..
اخذتها منه ثم قالت بوجع: تكفى اتركني بحالي
بلع ريقه بصعوبه ثم تنهد وخرج وما أن وصل الطلب وضع طعامها عندها ثم خرج ولم تراه سوى بعد ساعات أخبرها أن رحلتهم بعد ساعة.
.
****

في غمضة من ليل عمري سرقتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن