لحن تحت ضوء القمر

699 13 12
                                    

تحت أضواء القمر عند ملتقى مدينة "سورا" مع البحر، وعلى مرمى البصر جبال الريح الست، يرتفع لحن صوتها اللطيف ممزوج بدموعها الساخنة، تغني "لونا" مرتدية ثوب إحدادها الأسود، تغني وكأنما لا تملك سوى الغناء، وكأن لحنها يخفف وطأة الألم على قلبها الصغير.

"دع الليل ينطوي ويخفي المسير..

وضع في ثنايا الحلم الضرير..

دع الغيث يهطل علي القلب الصغير..

وانس ان الكون بات قاسٍ مرير..

صغيري داو الفؤاد الكسير..

كل الأماني حتماً تصير.."

__________♡

مع اول شعاع شمس تستيقظ "لونا" لتبدأ يوم عمل شاق جديد، ترتدي فستان بسيط زاهي اللون، وترسم على وجهها ابتسامة رقيقة بعد أن جدلت شعرها الأسود الذي يكاد يلمع باللون الأحمر القاتم، مع عيناها ذات اللون الرمادي، تضفي لجمالها البسيط رونقاً يكاد يخلو من أي شوائب، تحمل سلتها المليئة بالمشغولات التي تصنعها من الأصداف بشكل أساسي وتخرج للمدينة لتجني قوت يومها.

"سورا" المدينة التي لا تنام، المكان الوحيد الذي قد ترى فيه كل أصناف البشر تتحرك دونما توقف، رغم الطبقية التي قد توجد غالبا، الا أن المدينة بحاجة الى الجميع لتعج بتلك الحيوية المعتاد، حتى بعد الغروب تتحول الى ملهى لمن لا يجدون ما يلهيهم، ومكان عمل لمن لا يجد عمل يؤويه نهاراً.

تتحرك فتاتنا ذات أعوامها السبعة عشر بين شوارع المدينة، فرغم بساطة عملها الا أنه يلقى شعبية بين نساء جميع الطبقات، أما للرجال فهي أفضل هدية قد يعطيها للمرأة التي يحب، حيث أنه قد أشيع أن من يهدي احداهن أحد هذه المشغولات فإنها تبقى الى جواره طوال العمر.

توشك الشمس على الغروب وقد صارت السماء ومياه البحر وكأنما قد اصطبغا بدماء الشمس، تقف في مكانها المعتاد في أقصى مكان في المدينة وقد أعادت ارتداء ثوب احدادها ومغطية وجهها.

يرتفع لحن صوتها الرنان، وتمتزج كلماتها مع دموعها المسالة، يجتمع الناس حولها كما يجتمع حول النار الهشيم، أنى لصوت أن يحمل كل هذه الألم، وكأن سحر مذاب في ألحانها، وكأن الكون كلها يسكن لسماعها. 

"كأنها رغم الحرب التي تدور داخلها فهي هادئة بطريقتها المربكة. "

ابنة القمر "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن