ابنة القمر

38 7 9
                                    

في أحد الأيام، وتحت أضواء القمر تولد فتاة لأحد الأزواج، ولحسنها لقبها الناس "ابنة القمر"، تلك الجميلة التي تربت على شواطئ البحر، ويزداد تعلقها يوما بعد يوم بالغناء تحت أضواء القمر.

لكن هل تحلو الحياة للجميع!!

يقال أنه كان لها صديق غاب نور الحياة عن عيناه، و كأنهما قطعتان من القمر فقدا بريقهما، فكانت تهدي له الحياة وتصفها له في أغنياتها، وحبها للغناء ماهو إلا لأن ذلك الصديق عزيز على قلبها.

تكبر الفتاة وتزداد حسن على حسن، ويكثر من حولها خبثاء النفوس، وسوء النية لا يخلو من الجشع، جشع لإمتلاك تلك الفاتنة، بوجه وجسد تحسد عليه، أني لها الهرب من أعين البشر.

خاف الأبوين على طفلتهما فحبساها عن ما تعلقت به، ورغم قسوتهما فى التعامل؛ إلا أنها أصلح طريقة لحماية طفلتهما البريئة.

أطاعت الفتاة رغم كرهها، فمن في العالم يصلحها إن لم يفعل أبواها، وتحت أضواء القمر المتسللة من خلف زجاج نافذتها، تسترق نظراتها تجاه قمرها المحبب، وتغني بهمس لتروي عطش فؤادها.

طال حبسها وزاد معه الشوق، وكانت الأجواء لا تصفو لأحد حينها، كثرت العواصف، وهاجت مياه البحر، وكأنها تعترض علي حبس صغيرتهم.

وفي أحد الأيام بعد أن انسدل الليل بظلامه، عصفت الرياح حتي اقتلعت الأشجار والمنازل، وارتفعت أمواج البحر وكأنما قررت إبتلاع المدينة ومن بها.

خرج الجميع من منازلهم خوفاً من بطش الطبيعة بهم، بعيداً عن شواطئ البحر، ليحتموا بمكان ما، لكن ليس للجميع مهرب.

تسير وحيدة تجاه الشاطئ بعيداً عن البشر والمباني، وكأن النسيم يسوقها لمأمنها، وتحت شعاع من ضوء القمر وكأنه خلق ليضيء لها وحدها تغني، تغني للنسيم والأمواج والقمر، تغني لصديقها وأحبتها، تغني لروحها الحبيسة.

.....

حينما هدأت الريح والأمواج، كانت قد إختفت الفتاة، لم يعد لها أثر وكأنها لم تولد يوم، غير صوت غنائها الذي يحمله نسيم الليل.

يقال أن رجال الريح، ساكني قمم الجبال هم من حملوها في تلك الليلة العاصفة، فقط لتكون أميرة لهم تسكنهم بصوتها العذب، ويحمل النسيم صوتها ليسكن العالم، ويقال انها لازالت تغني لصديقها عله يوماً يرى جمال العالم حينما تعود عيناه للحياة.

___________♡

- مارأيكِ .... أتظنين أن هذه القصة قد حصلت بالفعل ... أم أنها من وحي الخيال.

كانت "لونا" فقط تائهة تنظر لعينيه، وقد أهداها صوته طمأنينة غريبة، وكأنه يحمل الأمان بين طياته، ومع تلك القصة كانت كطفلة تستمع لحكايات تأخذها بعيداً عن الواقع.

- أظن أن صوتك لطيف ... هل حاولت يوماً الغناء.

صمت لوهلة ثم أردف:
- حاولت ... لكن لا أظن أن صوتي سيكون بجمال صوتك...

ابنة القمر "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن