" سعيد ... ربما، ينتابني شعور غريب، ليس كما عهدت السعادة من قبل، شيء ما يدغدغ قلبي، عيناي تبحث عنها وحسب، وابتسامة تشق طريقها على وجهي رغم عني، وأظن أن عقلي لم يعد ملكي أيضاً ... حسناً، أظنني أصبت بالجنون، أعراض كهذه حتما جنون، لم لم يخبرني أحد من قبل أن المجانين بهذه السعادة ".
________♡
" هل يمكن للحياة أن تعتذر لي، أظنها تفعل، وإلا فلم أرسلته لي، وليس كالجميع بل شخص يخشى أن يخدشني حتي، أظن أن قلبي راضٍ، حتى وان قاتلنا الحياة سويا، سأقاتل الى جواره وسأضحي لأجله ان أمكن، لا أظن أن أحدهم أخبرني من قبل أن بعد كل المآسي ستحلو الحياة".
_________♡
مضت عدة أيام منذ خطبتهما، لم يحاول جرها لرذيلة بحجة أنها ستصبح زوجته، بل حافظ عليها حتى من نفسه، يكفيه أنه يروي شوقه برؤيتها، حتى تصبح له، زوجته، امرأته، حبيبته، صاحبته وكل حياته، حينها فقط بمقدوره أن يبعدها عن أعين الجميع ويحفظها لنفسه وحسب.
- لونا ... قد تمت كل الإجراءات تقريباً ... ينقصني شيء واحد وحسب ... لذلك يجب أن أسافر ليومين للعاصمة ... سأطلب موافقة خاصة ورضا والدي ... وحينها لن يكون أمامنا شيء لفعله سوى اقامة حفلنا.
ابتسمت برفق، فكل أفعاله تظهر لهفته، نظراته وحركة يديه المتطربة وكلماته.
- سأطلب منك فقط الحذر في طريقك ... وفقط عد سالماً.
- سأفعل ... ولن أتأخر، فقط يومان وتجديني أمامكِ أبلغكِ بالبشري.
- إذاً سأقبل بُشراك من الآن.
لم تختلف لقاءاتهما عن المعتاد، فقط بات الكلام بينهما همساً، وكأنهما ليسا بحاجة للكلام ليفهم كل منهما الآخر، والآن فقط أيام تفصلهما عن حفل زفافهما، حين يعلنان للعالم أنهما زوجان، في الضراء قبل السراء، يسند كل منهما الآخر حين يميل، ويواسيان بعضهما حينما تقسو الحياة.
________♡
مر اليومان ببطء كما ننتظر شيء على لفهة، وكأن الحلو فقط هو ما يسير على ضربات القلب المتسارعة، أما الشوق والحزن كأنما يقول للأيام "هاتِ ما عندك فأنا هاهنا أقيم".
تحت ستار من النجوم، يعلو صوتها الرنان، يختلط به صوت تخبط الأمواج بصخور الشاطئ، مع نسيم الليل، وتحت أضواء القمر.
دع الليل ينطوي ويخفي المسير..
وضِع في ثنايا الحلم الضرير..دع الغيث يهطل علي القلب الصغير..
وانس ان الكون بات قاسٍ مرير..صغيري داو الفؤاد الكسير..
غداً كل الأماني حتماً تصير..يقطع غناؤها ظهور أحدهم، بمظهر محبب للقلب، يطل ليخطف أنظارها كما اختطف فؤادها.
- سعيدة بعودتك سالماً.
- وأنا سعيد برؤيتكِ من جديد ... لونا ... كيف كان حالكِ ...
- اني بخير طالما وجدتك سالماً معافى.بابتسامة يجيبها، فتلك الرقيقة يوماً بعد يوم تأسر قلبه، ليبلغها أنباء جديدة.
- إذاً ... أعدي نفسكِ ... فغداً تنالين الدلال الذي تستحقيه ... فقط الحياة التي تليق بكِ.
- أي حياة ... أظن أن وجودك وحسب هو ما أريده ... فكما ترى لقد اعتادت يداي العمل بالفعل.
- لا ... يداك لم تخلق للعمل ... بل خلقتِ للدلال.أي سعادة قد تنال بعد أن تجد رجل يقدرها، رجل يعرف أن امرأته لم تخلق للعمل، بل خلقت من ضلعه ليدللها ويسكن إليها، لتكون عوناً له على مشاقه وعمله.
- فقط صباح الغد سيتغير كل شيء ... أعدكِ.
- فقط كلمة منك تكفيني، لأدرك أن حياتي ستختلف.افترقا على كلمته، غدا يختلف، غدا تتحقق كل الأماني.
_______♡
ينام كل منهما على فراشه لإنتظار الغد، يوم حلو، يوم عاثر، أي يوم قد يلقون لا أحد يدري ...
أنت تقرأ
ابنة القمر "مكتملة"
Fantasiكيف أحميكِ وكل الوجود يأبى الا امتلاككِ ... كيف أشفيكِ وها هو قلبي جريح فراقكِ ... كيف أحرركِ من وطأة لحنكِ ...وها أنا أسير لسحر صوتكِ ... كيف يا ابنة القمر أصل لقلبكِ دليني ... عساي يوما أنعم بقربكِ ...