هل لنا فى اللقاء نصيب؟

72 6 5
                                    

- لونا ... هلا أصبحت مرافقة لي؟

" لا أدري ان كان هذا واقعاً أم محض خيال ... فقط صباحاً قد هربت من أحدهم خوفاً من بطشه، والآن هل حقاً يمكنني العمل دون القلق من طمع الناس في".

- وما الذي سأجنيه من مرافقتك ... والى متى أفعل؟
- لا أطلب الكثير، فقط حتى أتمكن من ايجاد المكان المناسب لإفتتاح متجري ... وإن كنت أطمع أن تعملي فيه نيابة عنى، فكما ترين أنا قد فقدت ضوء عيني.

صدمت "لونا" من كلماته، طوال هذا الوقت لم تلحظ كونه لا يبصر، فعينيه مصوبة تجاه عيناها ويكأنه لا يجد سواها.

- أعتذر لم أدرك هذا ... لا بأس عندى فى العمل معك طالما لا يتجاوز حد استطاعتي.
- أقدر لكِ هذا حقاً، وفي المقابل سأعطيكِ أربع عشرة قطعة ذهبية في الإسبوع، وحين يأتي موعد الإفتتاح سنتفق سوياً على المبلغ.
- أوليس هذا كثيراً بعض الشيء ... بإمكانك إيجاد مرافقين وعمال أكثر طاعة وبسعر أقل من هذا ... إلا اذا تجاوز الأمر حدود المرافقة.

صمت "شيرو" فكلماتها صحيحة، لربما لم يجد فكرة أفضل ليكون الى جوارها، وها هو قد جعلها تشك في مصدقيته.

- لن يتجاوز الأمر المرافقة ... وان كرهتي يوماً أحد طلباتي يمكنكِ فقط تجاهلها أو تركي ان رغبتي ... دون أى ضرر قد يلحق بكِ.

وافقت علي طلبه فمن أين لها بأفضل منه، مال جيد لتأمين معيشة مناسبة، شخص ظاهره الطيبة ولن ينظر لها على كونها جسد لا يصلح سوى للمتعة.
__________♡

في صباح ذاك اليوم ...

- سيدي شيرو .... لقد وقجد ما تبحث عنه.
- حقاً ... أخبرني سريعاً.
- حسناً ... هي فتاة شابة في الثامنة عشر تقريباً، تدعى لونا ... تعمل في صنع المشغولات اليدوية وبيعها، ومن مراقبتي لها فهي صاحبة ذاك الصوت.
- ذاك فقط ... حسناً، رغم قلة المعلومات فهي أفضل من عدمها ... أتعلم سبب عملها ذلك ... او إن كان لديها شخص يرعاها.
- فتاة في ذلك العمر تعمل بتلك الصنعة، اما انها بالكاد تجنى قوت يومها من ذلك العمل ... أو أن احدهم يرغمها عليه.
- أنت محق، يبدو أن مرافقتي لك كانت تعيقك وحسب ... أحسنت أنت لا تخيب ظني أبداً.
- هذا شرف لي ياسيدي.
- استعد لنجدها اليوم ... يجب أن أحادثها قريباً.
- بأمرك سيدي.

__________♡

في أحد المطاعم في مركز المدينة تدخل "لونا".

- مساء الخير سيدي ... قد قيل لي أنك تبحث عن عمال لتنظيف المطبخ ... هل أجد لي مكان بينهم.

نظرة من رجل بدا الشيب على محياة تفحصتها من رأسها حتى أخمص قدميها، بثت في قلبها الرعب، وأجابها بصوت لا يخلو من الخبث.

- بالطبع لدينا مكان دائماً لجميلة مثلكِ، ولكن ما رأيك أن تعملي في خدمة العملاء ... سيكون لكِ مستقبل وقد  تتمكنين من اصطياد أحدهم.
- أشكرك سيدي على عرضك ... لكن أظن أنه عمل لا يناسبني ... شكراً على وقتك.

همت بالمغادرة والتوتر يأكل من قلبها، حتي أمسكها من معصمها حتى كان يخلع، وعلى محياه نظرة لا تبشر بأي خير.

- لا أظن أنكِ ستجدين عملاً أفضل من هنا، لا تقلقي يمكننا إرضائكِ.

انتزعت يدها من قبضته حتى كادت تتمزق، وخرجت مسرعة قبل أن يقبض عليها من جديد، بينما يلقي الآخر السباب عليها علها تخضع له، لكن هيهات.

مسحت الدمع عن عينها قبل أن يلحظها أحد، واستمرت في طريقها فشخص كهذا لا يمضي يوم دون أن تقابل مثله.

اصطدمت دون وعي بأحدهم لتسقط أرضاً، فمد الآخر يده معتذراً لعدم رؤيته لها.

لم تلقِ له بالاً وهمت بالمغادر ليستوقفها.
- أنتِ لونا أليس كذلك.

أومأت برأسها ونظرت له لتجد أنه هو، ذاك الذي تبحث عنه بين الحشود.
- هل لنا بالحديث لدقائق ... أحتاجك في عمل ما، ان قبلتي سأعطيكِ أجراً يرضيكِ.

وافقت مبدئياً على عرضه، ليقودها تجاه أحد المطاعم المطلة على البحر مباشرة.

- اذا آنسة لونا ... أتقبلين أن تكوني مرافقتي؟

_____________♡

وكأن القدر قادهما للقاء، ليخبرها بأنه بعد كل شدة سيأتيها حتماً ما يرضي قلبها ويسعدها، وليخبره أنه حتماً قد يوجد أمل يرسم له طريق يسعى فيه.

ابنة القمر "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن