دموع تنهمر ومن عيناها، وترتجف شفتاها وأيديها، قد يصبح الوهم حقيقة، وقد تصبح الأمنيات واقع.
- أسفة .... أنا أسفة لكن فقط لم أتوقع ... لم أتوقع أن يجبر قلبي بهذا الشكل ... أنا فقط.
مد يده برفق ليمسح دمعاتها، حتى في بكائها، الرقة لا تفارقها، لم يتوقع كلاهما أن ترضيهما الحياة.
جلس على ركبته وعيناه تجاه عيناها، ابتسامة على شفتيه تعبر عن مدى رضاه:
- من دقائق فقط كنت أعد نفسي للفراق ... ولأيام كنت أعد نفسي لرفضكِ لي ... أدرك أن إجتماعنا سوياً يرفضه المجتمع ... لكن أعدك ... ووعد السحرة قيد عليهم ... لن يكون اجتماعنا سراً ... اما أن يقبل الجميع زواجنا علناً ... أو تباً للجميع حتى ترضي.
ابتسمت، وكأنه قد أدرك مخاوفها، ابتسمت لإدراكها أن من يحبها لن يرضى أبداً بأذاها، حتى وإن كان هذا يعني أن يتمزق قلبه دون عنها.
- سأحب دوماً أن أحارب العالم إلى جوار من يحميني منه.
- اذاً سيدتي الجميلة ... أتقبلين مني هذه الهدية ... كإعلان لخطبتنا للعالم ولقلبي.
صمتت وابتسمت، وكما يقال " السكوت علامة على الرضا"، كانت ابتسامتها الصامتة علامة على رضاها، ليخرج من مكان ما علبة مزخرفة بالياقوت الأحمر، وبالداخل خاتمان من الفضة الخالصة، ارتدى كل منهما واحد، "لونا" لها خاتم ذو نقش القمر، و "شيرو" خاتم ذو نقش الشمس.
- يرمز القمر للجمال والرقة ... أما بالنسبة لي فهو مرشد بين ظلام الليل مثلك تماماً ... كنتِ النور الذي يرشدني في ضياعي ... لذا هل تسمحين لي أن أكون شمساً لكِ ... أمدك بالقوة وأحميكِ ... أكون لكِ أمان كما أنت مأمن لي ...
- قبلت يا سيدي ... يا عزيز روحي ومنقذي ... قد لا تدري لكن وجودك في حياتي قد أنقذني من الكثير ولن أرفض قلباً قد ارتضاه قلبي.
____________♡
قد لا يجتمع الشمس والقمر، لكن وجودهما مكمل لبعضهما، فلا ضوء للقمر دون وجود الشمس، حتى وإن تغزل الناس بالقمر رغم إحتراق الشمس لأجلهم.
- هل تسمحين أن ترافقيني لمكان ما..
مد يده لها لتمسك يده لأول مرة، قشعريرة لطيفة تسري بجسديهما، وفرحة تعتري كلاهما، يرتفع ضباب أبيض حولهما وبرودة تحيط المكان.
بلحظة تختفي الجدران، تختفي الكتب ويختفي الأثاث، ويظهر سحاب على مرمى البصر، اصتبغت السماء والسحاب والبحر باللون الأحمر، وكأن مجرماً قتل الشمس وأخفى جثتها على مياه البحر، أين قد يكون الجمال إن لم يكن هنا، ومتى قد يرى إن لم يكن الآن.
غروب وبحر ورفيق للعمر الى الجوار، لهفة تشفي الروح وسعادة تروي القلب، ينثر "شيرو" شيء لامع على السحاب وينزل ببطئ حتى لامست أقدامهم السحاب، افترشوه وجلسوا، والدهشة في عينا "لونا"، لأول مرة ترى سحراً أمام عيناها.
ينظر لها "شيرو" بسعادة، وكأنه أب يرى سعادة طفلته، أمام عيناه وقد رضي عن مجهوده الذي بذله.
- بعد لحظات يمكنكِ سماع صوت "ابنة القمر" ... هنا افضل مكان قد يحمل النسيم الصوت له.
أغمضت عيناها والنسيم يهب على خصلات شعرها، تهتز برفق والقلق قد تلاشى وكأنه لم يكن، وكأنما خلقا ليصبحا معاً، وكأن القدر يقودهما للقاء.
_____________♡
بعد عودتهما تغيرت النظرات في عيناهما، لم يعد يجب أن يخفيا ما يشعران به، لم يعد البوح حلماً لن يحدث، بل باتا على شفا البقاء سويا.
- لونا ... ان لم تمانعي سأحاول أن يكون زواجنا في غضون شهر من الآن ... سأعد كل شيء لأجلكِ ... بشكل يليق بكِ محبوبتي.
- إذا سأنتظرك ... وأعدك أن أكون زوجة صالحة لأجلك ... أعدك أن أكون عند ظنك دائما.
- يكفيني وجودكِ بسعادة ... هذا فقط يكفيني.
_____________♡
" أتيتكِ مجروراً من قلبي ... وقلبكِ قد بات لي مسكناً"
أنت تقرأ
ابنة القمر "مكتملة"
Fantasyكيف أحميكِ وكل الوجود يأبى الا امتلاككِ ... كيف أشفيكِ وها هو قلبي جريح فراقكِ ... كيف أحرركِ من وطأة لحنكِ ...وها أنا أسير لسحر صوتكِ ... كيف يا ابنة القمر أصل لقلبكِ دليني ... عساي يوما أنعم بقربكِ ...