0

679 34 38
                                    

" أُريدُ التَغيبُ عَن العَمل لأسبوع "

أَطْرَفَت مُقْلَتي مِينهُو لِثانِية لِلنَظَر لِلزَبونَين الصَاخبَين بَعض الشَيء، وَ كانَ أمامه رَجُلًا اسْوَد الشَعر قَصِير ، سُرِّح لِلجانبَين ، كانَت أُذُنيه مَملؤة بِالاقْراط المُخْتَلِفة مِنها القَصِير وَ مِنها الطَويل حَتى مَلِئت أربع ثقُوب فِي كِلتا أُذُنَيه . ملابِسِه كانَت ضِيقة وَ سَوْداء ، وَ أمْتَلَكَ العَدِيد مِن الوشوم الظاهِرة عَلى ذِراعَيه ، وَ رَقَبَتِه ، وَ هُناك وَشم زَهرة صَغيرة أعلى حاجِبه الإيمن . أما الذِي رافَقه كانَ يَمْتَلِك مَظْهَرًا أعتياديًا أكثَر ، بِشَعرٍ اسْوَد قَصير وَ ملابِس رَسمية ، وَلَكِنَهُ هوَ الآخَر قَد أمْتَلَك بَعض الوشوم.

" تَتَغيَّب؟ لِما لا تَطلِب الإذن وَ حَسب؟ "

" ناه، لَن يَكُونَ مُمْتِعًا بِهَذِهِ الطَرِيقة "

ناقَشَ بِصَوتٍ خَشِن أمام مالِك المَكتبة بَعدَما وَضع ما يُريد على الطاوِلة أمامَه فَناظَرَ مِينهُو الكتاب وَ قَدْ أبْتَسَمَ عِندَها ،

'الأمير الصَغِير' لا يَبدُ كَشيءٍ قَدْ يَجذب هَذا الشاب لِقراءتِه، وَلَكِن على ما يَبدُ فَتفضيلاتِه لا تَتَمَشى مَعَ مَظْهَره .

" تَعرفُ جَيدًا بِأنَ المُدِير صارم "

" بَل حَساس "

رَدَ صاحِب الاقراط بِعدَم إهتمام وَ قَدْ جَذَبَ الكِيس مِن البائع وَ رَدَ الأبْتِسامة الودِّية .

" أنتَ لَم تُقابِلهُ لِلآن .. صَحِيح؟ "

" هوَ مَن يَلْعَب هَذِهِ الألعاب الغَبية "

أكْمَلا الحَديث بِالخارِج بَيْنَما مِينهُو بَقى مَكانِه مُسْتَغرِبًا مِن الشابين ، بِالعادة يَأتي كُبار السِن، الطِلاب ، وَ الأمهات ، وَ عادةً رِجال بِمُنتَصَف العُمر .

وَلَكِن هَذا الصُنف نَدَرَ وجُودِه بِهَذا المَكان فَتَبَسَّم بِخفة وَ أَخَذَ يَخلع المَريلة البُنية الغامِقة ، قَد نُقِشَ أسْمَه عَليها ، وَ أَخَذَ يَرْبُط شَعره الذي كانَ يَطولُ آخِرِ فَترة، وَ لَم يَكُن يَنوي قَصه ،

بَعدَما رَتَّب بَعض إلاشياء المُبَعثرة ، وَ أعادَ بِأشياءه إلى حَقيبَتِه قَدْ أغْلَقَ المَكتَبة ، وَ التي أمْتَلَكَت أسم 'أوْرَاق الكَرَز' لِيَعود لِمَنْزِله عَبْر قِطار الأنفاق.

كانَ مِينهُو ذَوي الروتين البَسيط ، يَفتح المَكتبة في الثامِنة مَعَ صَدِيقه ، يَأخذُ راحة ما بَعدَ الظُهر بَيْنما يَعتني صَديقه 'أوْجِين' بِالمَكتبة وَ فَترة اللِيل مِن نَصيبه .

كانَت مَكتبة صَغيرة بِزاور لَيسُ بِالكُثِر وَ لا بِالقَليلين .

لا تُفْتَح يَوْم الجُمعة ، لأنَّهُ يَقضيهِ مَعَ أخيه ، وَ يَزور مَقهى القِطَط لِمَحبَته المُخلصة لِهَذا الحَيوان .

وَصَلَ مَنْزِله بِتمام الساعة التاسِعة ، قَدْ فَتَحَ أخيهِ البابَ لَه بِتَهجم ملامِحه وَ عادَ لِلداخِل قَدْ تَرَكَ مِينهُو بِحيرة .

" آماني .."

" لا تَهتم ، أذهَب لِتأخُذَ حمامًا رَيْثَ ما أُدفئ الطعام لِأجلك "

قَدْ تَحَدَّثَ آماني مِن المَطبخ بِصُوتٍ مُرتفِع بَعض الشَيء ، وَ لَم يَكُن يَوَّد أن يُقابِلَ أخيه أثناءَ حَدِيثه . فَهوَ لا يُرِيد أن يَصب استياءه على مِينهُو المُتْعَب بِالفعِل .

وَ مِينهُو كانَ مُتعبًا لِدرَجة أنَّهُ لَم يُناقِش بِهَذِهِ اللَحظة بَل أخَذَ بِذاتِه لِلحمام لِيُرخي عضلاتِه .

مِينهُو حقًا يُحِب هَذِهِ الحياة الهادِئة . يُحِب المَلَل الَذي يُصَحِبَها ، يُحِب هَذا التَعب ، وَ يُحِب كَيْف أنَّهُ مُحاط بِأُناسِه الثَمينين دائمًا ، بِدائرة صَغِيرة مِن البَشَر تُناسِبه .

وَ لا يُرِيد أنْ يَتَغيَّر أيَ شَيء...

وَ يَستمِر بِالعيش بِهَذا الهدوء.

* **
420 كَلِمة.

فِيك خفيف ، وَمِن المُفترض كِل اسبوع بارت

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


فِيك خفيف ، وَمِن المُفترض كِل اسبوع بارت

لَيِّن ~ هيوْنهُو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن