" أُريدُ التَغيبُ عَن العَمل لأسبوع "
أَطْرَفَت مُقْلَتي مِينهُو لِثانِية لِلنَظَر لِلزَبونَين الصَاخبَين بَعض الشَيء، وَ كانَ أمامه رَجُلًا اسْوَد الشَعر قَصِير ، سُرِّح لِلجانبَين ، كانَت أُذُنيه مَملؤة بِالاقْراط المُخْتَلِفة مِنها القَصِير وَ مِنها الطَويل حَتى مَلِئت أربع ثقُوب فِي كِلتا أُذُنَيه . ملابِسِه كانَت ضِيقة وَ سَوْداء ، وَ أمْتَلَكَ العَدِيد مِن الوشوم الظاهِرة عَلى ذِراعَيه ، وَ رَقَبَتِه ، وَ هُناك وَشم زَهرة صَغيرة أعلى حاجِبه الإيمن . أما الذِي رافَقه كانَ يَمْتَلِك مَظْهَرًا أعتياديًا أكثَر ، بِشَعرٍ اسْوَد قَصير وَ ملابِس رَسمية ، وَلَكِنَهُ هوَ الآخَر قَد أمْتَلَك بَعض الوشوم.
" تَتَغيَّب؟ لِما لا تَطلِب الإذن وَ حَسب؟ "
" ناه، لَن يَكُونَ مُمْتِعًا بِهَذِهِ الطَرِيقة "
ناقَشَ بِصَوتٍ خَشِن أمام مالِك المَكتبة بَعدَما وَضع ما يُريد على الطاوِلة أمامَه فَناظَرَ مِينهُو الكتاب وَ قَدْ أبْتَسَمَ عِندَها ،
'الأمير الصَغِير' لا يَبدُ كَشيءٍ قَدْ يَجذب هَذا الشاب لِقراءتِه، وَلَكِن على ما يَبدُ فَتفضيلاتِه لا تَتَمَشى مَعَ مَظْهَره .
" تَعرفُ جَيدًا بِأنَ المُدِير صارم "
" بَل حَساس "
رَدَ صاحِب الاقراط بِعدَم إهتمام وَ قَدْ جَذَبَ الكِيس مِن البائع وَ رَدَ الأبْتِسامة الودِّية .
" أنتَ لَم تُقابِلهُ لِلآن .. صَحِيح؟ "
" هوَ مَن يَلْعَب هَذِهِ الألعاب الغَبية "
أكْمَلا الحَديث بِالخارِج بَيْنَما مِينهُو بَقى مَكانِه مُسْتَغرِبًا مِن الشابين ، بِالعادة يَأتي كُبار السِن، الطِلاب ، وَ الأمهات ، وَ عادةً رِجال بِمُنتَصَف العُمر .
وَلَكِن هَذا الصُنف نَدَرَ وجُودِه بِهَذا المَكان فَتَبَسَّم بِخفة وَ أَخَذَ يَخلع المَريلة البُنية الغامِقة ، قَد نُقِشَ أسْمَه عَليها ، وَ أَخَذَ يَرْبُط شَعره الذي كانَ يَطولُ آخِرِ فَترة، وَ لَم يَكُن يَنوي قَصه ،
بَعدَما رَتَّب بَعض إلاشياء المُبَعثرة ، وَ أعادَ بِأشياءه إلى حَقيبَتِه قَدْ أغْلَقَ المَكتَبة ، وَ التي أمْتَلَكَت أسم 'أوْرَاق الكَرَز' لِيَعود لِمَنْزِله عَبْر قِطار الأنفاق.
كانَ مِينهُو ذَوي الروتين البَسيط ، يَفتح المَكتبة في الثامِنة مَعَ صَدِيقه ، يَأخذُ راحة ما بَعدَ الظُهر بَيْنما يَعتني صَديقه 'أوْجِين' بِالمَكتبة وَ فَترة اللِيل مِن نَصيبه .
كانَت مَكتبة صَغيرة بِزاور لَيسُ بِالكُثِر وَ لا بِالقَليلين .
لا تُفْتَح يَوْم الجُمعة ، لأنَّهُ يَقضيهِ مَعَ أخيه ، وَ يَزور مَقهى القِطَط لِمَحبَته المُخلصة لِهَذا الحَيوان .
وَصَلَ مَنْزِله بِتمام الساعة التاسِعة ، قَدْ فَتَحَ أخيهِ البابَ لَه بِتَهجم ملامِحه وَ عادَ لِلداخِل قَدْ تَرَكَ مِينهُو بِحيرة .
" آماني .."
" لا تَهتم ، أذهَب لِتأخُذَ حمامًا رَيْثَ ما أُدفئ الطعام لِأجلك "
قَدْ تَحَدَّثَ آماني مِن المَطبخ بِصُوتٍ مُرتفِع بَعض الشَيء ، وَ لَم يَكُن يَوَّد أن يُقابِلَ أخيه أثناءَ حَدِيثه . فَهوَ لا يُرِيد أن يَصب استياءه على مِينهُو المُتْعَب بِالفعِل .
وَ مِينهُو كانَ مُتعبًا لِدرَجة أنَّهُ لَم يُناقِش بِهَذِهِ اللَحظة بَل أخَذَ بِذاتِه لِلحمام لِيُرخي عضلاتِه .
مِينهُو حقًا يُحِب هَذِهِ الحياة الهادِئة . يُحِب المَلَل الَذي يُصَحِبَها ، يُحِب هَذا التَعب ، وَ يُحِب كَيْف أنَّهُ مُحاط بِأُناسِه الثَمينين دائمًا ، بِدائرة صَغِيرة مِن البَشَر تُناسِبه .
وَ لا يُرِيد أنْ يَتَغيَّر أيَ شَيء...
وَ يَستمِر بِالعيش بِهَذا الهدوء.
* **
420 كَلِمة.
![]()
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
فِيك خفيف ، وَمِن المُفترض كِل اسبوع بارت
![](https://img.wattpad.com/cover/341533542-288-k744387.jpg)
أنت تقرأ
لَيِّن ~ هيوْنهُو
Short Story" إنْها انا وأنتَ فَقَط ، فِلما كُلَ هَذا التَعقيد؟" يَطرقُ الإنذارَ رأسه، وَلَكِن بَعدَ ماذا؟ بَعد تَجاوِز الحِدود ، لا رَجعةَ لِلوراء وَ لا الكِتمان.