في تمام الساعة السادسة صباحا رن منبه الهاتف ليعلن عن موعد الاستيقاظ، من تحت البطانية أخرج يده بكسل شديد حتى يطفئ صوت المنبه الذي يعتبره مزعجا كل صباح فهو بالنسبة له جرس بداية يوم جديد أي متاعب جديدة، ومشاغل جديدة، ومشاكل جديدة، فهو لا يعتبر اليوم الجديد كبداية لأمل جديد على الإطلاق!
استيقظ من نومه وظل مستلقيا على السرير يحدق بالسقف، وعند السادسة والنصف رن منبه الهاتف مرة أخرى فعلم أنه قد حان وقت التحرك، اعتدل في جلسته وخرج من سريره ثم اتجه إلى المطبخ واعد لنفسه كوبا من اللبن وتركه ليبرد قليلا وبدأ في ممارسة بعض التمارين الرياضية التي اعتاد عليها حتى يحافظ على رشاقة جسده.
في تمام الساعة السابعة رن منبه الهاتف للمرة الثالثة فترك رياضته ثم تناول اللبن وبدأ بتجهيز نفسه للنزول والتوجه إلى العمل، يحب الملابس المهندمة كثيرا لذلك خزانة ملابسه لا تحتوي على الملابس المكرمشة إطلاقا، أخرج بنطال جينز أزرق وقميص أبيض مع جاكيت بني وتركهم على السرير ثم ذهب للاستحمام.
عندما رن الهاتف معلنا عن حلول الساعة السابعة والنصف كان يرتدي حذاؤه وعلى أتم الاستعداد للذهاب إلى العمل، قبل أن يخرج من الشقة نظر إلى الهاتف للمرة الأخيرة فوجد تاريخ اليوم هو الرابع عشر من شهر فبراير لعام ألفين وواحد وعشرين.
يبعد مكان عمله عن شقته حوالي ثلث ساعة سير لكنه يفضل الخروج مبكرا عشر دقائق تحسبا لأي ظرف قد يحدث له بالطريق وبالفعل حدث له ما كان يتوقعه!
بعد نزوله من شقته وسيره حوالي عشر دقائق أصبح أمام مفترق طرق واحد منهم يوصله إلى مقر عمله في وقت من سبع دقائق إلى عشر والآخر يأخذ منه ربع ساعة لذلك هو يفضل الطريق القصير توفيرا للوقت دائما، لكن في هذا اليوم أضطر للطريق الطويل لوجود توقف في حركة السير عموما سواء لمن يسير على قدميه أو من يركب سيارة، ولحسن الحظ أنه سار من ذلك الطريق الطويل ولو لمرة واحدة.!
ولأنه شخص منظم جدا ولا يحب المفاجآت كثيرا وعلى الرغم من توقعه لحدوث ذلك يوما ما إلا أنه شعر بالضيق على ذلك الخمس دقائق المهدرة في الطريق قليلا، فهو يحب الذهاب إلى عمله مبكرا حتى ينظم أوراقه ومكتبه وجدوله قبل البدء بالعمل في تمام الساعة الثامنة لكن بتلك الدقائق الضائعة هو مجبر على ترتيب أموره في وقت أقل من المعتاد.
خلال سيره أستوقفه محلا للزهور، لم يبال كثير باسمه أو بأنواع الزهور بداخله مما جعله يتعجب لفعلته تلك فهو ليس بالشخص المُحب للزهور على الإطلاق!
ذهب نحوه ونظر داخله ليجد فتاة ليست بجميلة كجمال الحسناوات كما أنها ليست بقبيحة، ملامح وجهها تدعو كل من يراها إلى الارتياح لذلك الشخص والرغبة في التعرف عليه، قوامها رشيق، عيناها خضراوان كما أن شعرها يتميز بلونه الغجري الجذاب كما أنها قد عقدته على شكل ذيل حصان ليظهر ملامح وجهها أكثر، طولها مناسب فهي بين المائة وستين والمائة خمسة وستين، ترتدي فستاناً بنياً وعند الخصر يوجد حزام جلد لونه أبيض وترتدي أيضاً حذاءً أبيض.
أنت تقرأ
زهرة...!
Non-Fictionيُقال أن لكل زهرة معنى فبالتالي لها حكاية ممتعة تؤدي إلى هذا المعنى، مثلاً يستخدم المصريون زهرة الصبار عند قبور أحبائهم تعبيراً عن حزنهم وفقدهم للشخص المتوفي. كما أنهم يستخدمون الورد البلدي بمختلف أنواعه تعبيراً عن قدوم فصل الربيع الذي يعبر عن بداية...