ثم أخرجت من أحد الأدراج صورة للزهرة وأعطته لها حتى يراها وهي تُكمل: إن معني تلك الزهرة هو حبك يجعلني سعيداً فعندما يختلف الزوجان على شئ ويعتقدان بأن حبهما لم يعد كافياً لسعادة كلاً منهما فيمكنهما التعبير عن سعادتهما بتلك الزهرة البسيطة
هو: ولما يبدو عليكِ الحزن إذاً ... فكما فهمت معناها سعيداً لكن صوتك حزين لما؟!
هي: لأن ذلك الشخص العزيز الذي اعتاد على حبها لم يعد موجوداً بالجوار ... على أية حال دعك من هذا فليس موضوعنا
هو: إذا كنتي لا تريدين التكلم عنها فلا مانع لدي يمكننا البحث عن أخري
هي: لا ليست مشكلة على الإطلاق فهي من زهوري المفضلة كما أنها من أجملهم أيضاً
هو: كما تحبين!
بدأت في سرد القصة ومازال صوتها حزين: تقول الأسطورة أنه في قديم الزمان كان هناك شاب اسمه علاء الدين ومن عائلة فقيرة يعيش مع والدته ويعمل مع عمه وكان عمه هذا شخص أناني لا يحب إلا نفسه، وفي أحد الأيام طلب عمه منه أن يذهب معه إلي مغارة ليبحث فيها عن كنز وعندما وصلوا إلى هناك طلب منه عمه مرة أخري أن ينزل إلى تلك المغارة ويحضر الكنوز التى بداخلها بحجة أنه رجل كبير ولن يقدر على حمله بعكس علاء الدين فهو ما زال شاب بصحته، كان علاء الدين خائفاً لكنه دخل المغارة مثلما طلب منه عمه فأنغلق الباب من تلقاء نفسه وحاول عم علاء الدين أن يفتحه لكنه لم يستطع فتركه ولم يهتم لأمر الكنوز ولا لابن أخيه وبذلك حُبس علاء الدين بالمغارة بينما عمه غادر البلاد، تمشي علاء الدين بين الكنوز وحينها لفت انتباهه مصباح قديم جداً فمسكه ومسح عنه الغبار فإذا بالمصباح يهتز ويخرج منه مارد كبير وضخم وشكر علاء الدين لأنه أخرجه من هذا المصباح وقال "ماذا تريد أن أفعل لك لأشكرك؟" فأجابه علاء الدين بأنه يريد الخروج من تلك المغارة، لكن قبل خروجهم وجد علاء الدين سجادة ملفوفة كالأسطوانة ومربوطة بحبل وموضوعة في أحد أركان المغارة فأعجبه لونها وقرر أن يأخذها إلى والدته، عندما عاد إلى البيت وجد والدته حزينه عليه ظناً منها أنه قد مات مثلما قال لها عمه لكن حين رأته شعرت بالقلل وسألته أين كان طوال تلك المدة ولما قال عنه عمه أنه مات؟! فحكي لها ما حدث وما فعله به عمه ثم فك الحبل الذي حول السجادة ليريها لأمه لكنهما فوجئا بها وهي تطير فور أن شعرت بحريتها وأخبرهم المارد وقتها بأنها سجادة سحرية يمكنها الطيران، صعد علاء الدين إلى سطح بيتهم ليري حبيبته ياسمين وهي بنت جميلة جداً كما انها ابنه سلطان البلاد قمر الدين لذا فهي أميرة، اعتاد علاء الدين أن يراها وهي جالسة بشرفة القصر برفقة حيوانها الأليف تنظر شاردة إلى السماء وكأنها تريد التحرر من جدران هذا القصر، أحبها بشدة لكنه كان يعرف أن ارتباطه بها مستحيلاً فالسلطان سيرفض تزويج ابنته من شاب فقير، خطر في بال علاء الدين أن يطلب من المارد الكثير من المال والذهب والهدايا وبذلك لن يكون فقيراً وسيتمكن من التقدم لخطبة الأميرة وبالفعل نفذ له المارد طلبه وذهب إلى السلطان لكنه رفضه لأن الأميرة مخطوبة لابن الوزير، حزن علاء الدين حزناً شديداً وأغلق على نفسه إلى أن خطرت على باله فكرة أخري قبل زفاف الأميرة بيوم واحد وطلب من المارد أن يجعلها تري ابن الوزير على حقيقته كشاب أحمق يريد الزواج منها طمعاً في الحكم، بالفعل قام المارد بتنفيذ طلبه ولم تتزوج ياسمين لكنها حزنت وتمنت لو أنها ليست ابنه السلطان بل فتاة عادية حتى تتأكد من حب الشخص الذي يريد الزواج منها وتتأكد من أنه يريد الزواج منها لشخصها وليس من الحكم، تقدم علاء الدين مرة أخري إلى السلطان ليطلب يد الأميرة وبالفعل وافق قمر الدين لكن ياسمين قابلته بجفاء شديد ظناً منها أنه يريد الزواج منها للوصول إلى الحكم مثل سابقه لكنه حاول بكل الطرق أن يثبت لها حبه وأخذها في جولة على سجادته السحرية، عندما تأكدت منه حبه لها أشترط السلطان عليه أن يبني قصراً كبيراً ليعيشا فيه بعد أن يُتمم الزواج فطلب علاء الدين من المارد أن يبني له القصر وبالفعل نفذ المارد ما طُلِبَ منه وتزوج كلاً من علاء الدين والأميرة وعاشا مع والدته في القصر، بعد فترة عاد عمه إلى البلدة وعلم أن علاء الدين لم يمت بالمغارة وأنه خرج منها وبحوزته المصباح السحري وأصبح غنياً فتنكر في زي بائع مصابيح وذهب إلى قصر علاء الدين وأقنع الأميرة باستبدال المصباح القديم بمصباح جديد وبالفعل وافقت على ذلك لأنها لا تعلم بأنه مصباح سحري، عندما عاد علاء الدين إلى القصر علم بما حدث فأخبر زوجته بكامل القصة ثم ذهب إلى عمه بحجة أنه يريد السماح وأخذ الرضي منه، تجادل كلاً علاء الدين وعمه وأثناء ذلك استطاع أن يستعيد المصباح مرة أخري ثم ذهب إلى القصر وأخرج المارد وقال له بأنه حر فرد عليه المارد بأنه شاب صادق وحسن الخلق، وفي النهاية عاش علاء الدين مع زوجته ووالدته والمارد السحري حياة سعيدة.
هو: تختلف تلك القصة كثيراً عن تلك التى اعتدت على معرفتها
هي "وما زال صوتها يوحي ببعض الحزن": نعم هي كذلك...
هو: وعلى الرغم من ذلك فهي جميلة ... لكن ما لا افهمه هو لما ما زلتي حزينة؟!
هي: لأن أختي الكبري هي من سردت على تلك القصة كما أن الداليا هي زهرتها المفضلة
هو: وأين هي الآن؟
هي: لقد توفاها الله
هو: آسف لخسارتك
هي: شكرا لك
أنت تقرأ
زهرة...!
Non-Fictionيُقال أن لكل زهرة معنى فبالتالي لها حكاية ممتعة تؤدي إلى هذا المعنى، مثلاً يستخدم المصريون زهرة الصبار عند قبور أحبائهم تعبيراً عن حزنهم وفقدهم للشخص المتوفي. كما أنهم يستخدمون الورد البلدي بمختلف أنواعه تعبيراً عن قدوم فصل الربيع الذي يعبر عن بداية...